تجردت أم من كل معاني الإنسانية، وارتكبت جريمة بشعة لا يستوعبها العقل، فأقدمت على قتل ابنتها التي لم تكتمل عامها الـ 9 و السبب حرقة قلب والدها عليها .
يوليو 2021، داخل قرية سرسنا بمركز طامية في محافظة الفيوم، بدأت الأفكار الغريبة و الشكوك تدور داخل ذهن “لمياء” صاحبة الـ 30 عام من العمر، فمشادات مستمرة مع زوجها ” احمد ” والسبب شعورها بانه سيقدم على الزواج من اخري .
شكوك ومحاولات فاشلة
المحاولات المستمرة من قبل الزوج في اقناع زوجته ان تلك الافكار مجرد وهم، ولن يقدم على الزواج من اخري، باتت جميعها بالفشل، ولكنه لم يتخيل أن تلك الشكوك والاوهام ستقودها لإرتكاب جريمة والضحية فيها ستكون طفلتهما .
لم ينتهى يوليو و تحديداً في 24 قررت الزوجة أن تنتقم من زوجها، وتكون الضحية اول فرحته، وأول من نطلقت بأسم “بابا”، لتستيقظ مبكراً، فالزوج في العمل، وتجلس هي رفقة بناتها “فاطمة” صاحبة الـ 9 سنوات، ورحمة التي تصغرها بـ 3 أعوام .
جريمة أم بلا قلب
بخطوات قوية، ونظرات حادة اقتربت الأم من طفلتها فاطمة النائمة، بأعصاب كالحديد حملتها ووضعتها داخل برميل ممتلئ بالمياه، استيقظت الصغيرة بمجرد ان لمس جسدها المياه، تسألت “في ايه يا ماما”، ولكن الام التي تمتلك قلب كالحجر لم تجيب على الصغيرة .
دموع ” فاطمة ” لم تنقذها ولم تحرك الرحمة وغريزة الامومة داخل المتهمة، بل قامت باغلاقه البرميل جيداً، ظلت الصغيرة داخلها تصارع الموت، حركاتها بداخله تحرك الحجر وتجعله يرق، ولكن الأم لم تتراجع استمرت بجوار البرميل تمسك الغطاء حتى انقطعت محاولات الطفلة في التمسك بالحياة وانقطعت مقاومتها، هنا تأكدت من ان ابنتها فارقت الحياة .
لم تنتظر الأم، خلال لحظات كانت المجرمة هاربة من المنزل تاركة طفلتها الصغيرة “رحمة” رفقة جثة شقيقتها وفرت هاربه، معتقده أن الصغيرة لم تكتشف الامر، ولكنها كانت الشاهدة الوحيدة على الجريمة .
الصدفة تقود الجارة لكشف الجريمة
لم تمر سوي دقائق والصدفة وحدها قادت احدي جيران المتهمة في كشف الجريمة، حيث كانت تمر الجاره في الشارع لتجد شقيقة المجنى عليها الثالثة تلعب امام المنزل، فاصطحبتها الى منزل والدتها، ظلت تطرق الباب دون ان يجيبها سوي الطفلة الصغيرة رحمة
وقفت على باب الشقة حاولت ووجدت شقيقة المجني عليها التي لم تكتمل عامها الثالث بمفردها، فاصطحبتها إلى منزل والدتها، وطرقت على بابه، فلم يجيبها سوى شقيقة المجني عليها الأخرى، الطفلة “رحمة” .
ونزلت كلمات رحمة على الجارة كالصاعقة عندما اخبرتها انها بمفردها ولا تستطيع فتح الباب، وان والدتها اغرقت “فاطمة” في البرميل وهربت .
حالة من الجنون إصابة الجارة وتمكنت من فتح الباب بنفسها، وكان المشهد الصادم في انتظارها، حيث فوجئت بالطفلة الضحية ملقاه على الأرض بإحدى الحجرات، وجسدها يعلوه الزرقة، وتأكدت من وفاتها .

لتقوم الجاره مسرعه في ابلاغ الشرطة، ووالد المجني عليها، لم تمر سوي دقائق معدودة وكانت قوات مباحث طامية داخل المنزل تعين موقع الجريمة، وبتتبع خط سير المتهمة، تمكنت القوات من القبض عليها .
وتم تحرير محضر بالواقعة، وبعرضها على النيابة العامة وبعد التحقيقات، أمرت بأحالت الدعوى إلى محكمة جنايات الفيوم، وبعد عدة جلسات قضت محكمة جنايات الفيوم، في القضية رقم 25388 لسنة 2021م جنايات مركز طامية، والمقيدة برقم 1629 لسنة 2021م كلي الفيوم، بالسجن المشدد 15 سنة للأم القاتلة، وإلزامها بالمصاريف، لإدانتها بقتل ابنتها الطفلة “فاطمة” .