الدكتور محمد الجوهري يكتب: سر طائر العقاب المصري: حماة مصر يعودون ليصونوا الأمجاد
في قديم الزمان، حيث امتدت سهول مصر الشاسعة تحت ضوء شمس مشرقة وسماء زرقاء لا نهاية لها، كانت الآلهة تعيش في معابدها الضاربة في التاريخ والمشيدة بحجارة تروي الحكايات القديمة.
وكانت هذه المعابد تعكس عراقة وتراث مصر القديمة وتأوي آلهة النيل والأرض والحكمة.
وسط هذا العالم الساحر والغامض، كان هناك معبد خاص في مدينة الأقصر القديمة يحمل اسم “معبد الأقصر”، حيث كانت الآلهة تجتمع بانتظام لمناقشة شؤون مصر وشعبها.
في هذا المكان المقدس كانت هناك واحدة من هذه الآلهة تبرز بوضوح وكانت اسمها ناخبيت.
ناخبيت كان لها دور خاص كحاملة الحماية والأمان لمصر وهي التي تمنح السكان الأمن والأمان والاستقرار، وتضمن تدفق النيل وازدهار الأرض.
لطالما اتخذت هذه الإلهة مهمتها بجدية ولكن في تلك الأوقات العصيبة كانت مصر تعاني من حالة من الفوضى والانقسام.
وكانت الصراعات الداخلية والصراعات الخارجية تهدد بتفكك مملكة مصر القديمة، وكانت ناخبيت تشعر بضغوطات هائلة على عاتقها، وهي التي كانت موكلة بالحفاظ على وحدة مصر وتوجيه مصيرها نحو الخير والاستقرار، وعلى إثر ذلك قررت ناخبيت أن تتخذ خطوة جريئة لاستعادة النظام والسكينة لهذه الأرض المقدسة.
القرار الإلهي:
بعدما تجمعت الآلهة الثمانية عشر في معبد الأقصر، بدت الجدران ذات الزخارف المذهلة وكأنها تعكس تاريخ مصر بألوانها ونقوشها المتقنة، وقد سيطر الهدوء على القاعة المقدسة وبدأت الآلهة في التفكير في كيفية استعادة النظام والاستقرار لهذا البلد العظيم. وكانت ناخبيت واقفة في وسط الحلقة المركزية وهي تتأمل في مشهد الآلهة الأخرى التي تجلس حولها، وهنا قررت أن تعلن عن قرارها وقامت بالنهوض من كرسيها بكل هيبتها وسلطتها، في هذه اللحظة بدت ملامح وجهها مشددة وقوتها الإلهية بدأت تتجلى.
وبدأت بالقول “أيها الآلهة العظماء، اليوم أعلن لكم عن قرارٍ عظيم سيشكل مستقبل مصر وشعبها، نحن الآن يجب أن نضع حداً لهذه الفوضى التي تهدد بتمزيق هذه الأرض المقدسة، على مدى آلاف السنين كنا شهوداً على عظمة مصر ولكن الآن هذه العظمة تتعرض للخطر”
اقتربت ناخبيت من أحد الجدران المزخرفة وبدأت برسم رموز ونقوش خاصة على الحائط، هذه الرموز كانت طقوساً قديمة تعرفها فقط الآلهة.
“سأقوم باستدعاء طائر العقاب المصري، وسأمنحه قوى خاصة ليصبح حامل السلام والعدالة في مصر وسيكون لديه جناحين من حديد وقوة لا تضاهى، سيكون حامياً لهذه الأرض وسيضع حداً لكل الشرور التي تهددها”
كانت هذه الكلمات تتردد في الهواء بقوة وحكمة والآلهة كانوا يستمعون بانتباه شديد، ثم بدأت التفاصيل الخاصة بالطقوس على الجدران تلمع بضوء خافت.
الظهور الفاتن:
بعدما أنهت ناخبيت طقوسها القديمة بدأت الجدران المزخرفة في معبد الأقصر تلمع بشكل غامض، في هذا الوقت توقفت الآلهة عن الحديث وأصبح الصمت يخيم على القاعة المقدسة ثم بدأت الجدران تنبعث منها أشعة ضوء تتجه نحو وسط القاعة.
في لحظة ساحرة ونادرة في نفس الوقت، ظهر طائر العقاب المصري أمام الآلهة وبدت الجدران كأنها تلعب دور الستارة التي تكشف عن مشهد عجيب، هذا العقاب كان يقف هناك بجمال خلاق وكان جسمه مغطى بريشه اللامع الذي يلمع كأنه مصنوع من الذهب وجناحيه الضخمين يتألقان بألوان قوس قزح وعينيه كانتا تتلألأن بالحكمة والقوة.
كان وجوده مذهلاً، وألقى العقاب نظرة حوله إلى الآلهة وبدأ بالتحدث بصوت هادئ وموسيقي ينبعث منه الثقة والقوة.
“أنا ها هنا، مستعدٌ لمهمتي كحامل سلام مصر وعدالتها، سأقوم بحماية هذه الأرض وشعبها بروحي وقلبي وقوتي، سيكون جناحاي نصل العدالة والسلام، وعيناي نوراً سيضيئ للمصريين الطريق نحو المستقبل الأفضل”
ساد الصمت القاعة للحظات ثم انقضت الآلهة وهم ممتلئون بالإعجاب. هذا العقاب المصري كان موجوداً لمهمة خاصة ومحددة وكان يمتلك من القوة والجمال اللذين سيكون لهما تأثير كبير على مصر وشعبها، وكان ظهوره بداية رحلة جديدة لهذه الأرض المقدسة، والآلهة كانوا على ثقة بأنه سيقودها نحو عهد جديد من الاستقرار والعظمة.
مصر تستعيد عظمتها:
انطلق العقاب المصري إلى سماء مصر بجناحيه المهيبين وكأنه يتحول إلى لون ممزوج جميل له وميض وكانت أجنحته تتلألأ في السماء الصافية كأنها نجوم لامعة تتلألأ في الليل البهيم.
كان أول مهمته هي السفر عبر الأرجاء ليعيد الثقة والأمان إلى قلوب الناس، ثم بدأ بزيارة القرى والمدن وحيثما مر كانت الناس تتأثر بجماله وقوته وحكمته.
وأصبحت قصص طائر العقاب المصري تنتشر بسرعة في جميع الأرجاء وكانت الآمال تعود إلى قلوب المصريين من جديد.
بدأ العقاب في حماية المملكة من الأعداء الخارجيين والتصدي للشرور الداخلية، ولم يكن هناك من يجرؤ على العبث بمصر بعد ذلك الحين، لأنهم كانوا يعلمون أن العقاب المصري كان هناك لحمايتهم.
جناحيه كانا نصل العدالة والسلام، حيث تمثل كل طير هذه السمات في مصر.
أصبحت المحاكمات عادلة والقوانين منصفة.
بدأ الناس يعيشون بسلام واستقرار وازدهرت البلاد بسبب الأمان والاستقرار.
بعد مرور سنوات، أصبحت مصر أكثر استقراراً وازدهاراً من أي وقت مضى.
كان طائر العقاب المصري هو الحامي الدائم للبلاد وشعبها واستعادت مصر معه عظمتها وسُميت بمملكة الخير والعدالة.
وبفضل جهود ناخبيت والعقاب المصري، انتهت الفوضى وعادت مصر إلى طريق الاستقرار والنجاح.