بائع السبح الأشهر في المهندسين يجلس على أحد أرصفة شارع جامعة الدولة العربية ، بالجزيرة الوسطي تجده ذات وجه بشوش لا يبدو عليه الشقاء والتعب، يضع بجواره شكل مربع مصنوع من الخشب، يشد انتباه المارة.
وبالأقتراب منه تشتاق لمشاركته قضاياه، أنه عم جمال عبد القادر من ذوي القدرات الخاصة، يقوم ببيع السبح بمختلف أنواعها، مستخدما المربع الخشبي كوسيلة لعرض بضاعته.
بمجرد أن وقعت عيني على عم جمال، إرتبك، وقال بصوت حزين” عاوزين أيه منى”، وسرعان ما كشفنا له هويتنا ما جعله يطمئن، ليقول، إن شرطة المرافق تضايقه ، وتسلب منه مورد رزقة الوحيد ” السبح”.
قال بنظرة حزينة ” أنا من البدرشين جنوب الجيزة، وأقوم ببيع السبح لمساعدة أسرتي”، لمواجهة ظروف الحياة التي أرهقتني أنا وأسرتي”، واقوم بهذه المهنة منذ ما يقارب الـ30عاما.
وقال، إنه فضل بيع السبح في هذه المنطقة بعيدًا عن عيون أهل بلدته، وحفاظا على مكانة أولاده وسط زملائهم.
وتابع:” أبنائي الثلاثة في مراحل تعليمية مختلفة، أخشى عليهم من كلام الناس،رغم ان مهنة بيع السبح لاعيب فيها”.
وبصوت حزين، طالب عم جمال اللواء أحمد راشد محافظ الجيزة توفير “كشك” يعينه على الحياة، حيث أنه من ذوي الإعاقة .
وعن أنواع السبح والأفضل منها، قال إن المرجان بألوانه المختلفة الأحمر والأبيض قيمة للغاية وأسعارها مرتفعة، يأتي بعدها الخامات الخشبية، والتي تكثر بالمناطق الشعبية، وعند أضرحة أولياء الله الصالحين.
وحول تاريخ صناعة السبح في مصر، قال عم جمال، إن عمرها يقارب ال50ـعاما، وتطورت مع مرور الوقت وتطور الخامات، ففي البداية كانت السبح تصنع من القواقع والعظم والبذور ثم تطورت إلي البرونز والذهب والأبنوس والماسة التي تعد الأغلى.