النسيان آفة إنسانية لأنها قد تتسب في تدمير حياة المسلم وآخرته، وهي الآفة التي يتغافل بها الإنسان عن طاعة ربه وعبادته وأداء نسكه وشرائعه.
فكيف عالج القرآن الكريم مشكلة النسيان؟
في البداية نفى القرآن الكريم صفة النسيان عن الله عز وجل على الإطلاق؛ لأنه منزه عن جميع النقائص والآفات فقال تعالى: (وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا).
وقد ورد في القرآن الكريم آية قد يشكل على الناس فهمها؛ بعد نفي النسيان عن الله -عز وجل- وهي: (نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ) والمقصود بالنسيان في هذه الآية هو الترك؛ أي أنّهم تركوا طاعة الله -عز وجل-، فتركهم من رحمته وتوفيقه.
كما نفى القرآن الكريم النسيان عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- في كلّ ما يختصّ بالوحي؛ فقال تعالى: (سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنْسَى).
كما نفى القرآن الكريم النسيان عن اللوح المحفوظ؛ المكتوب فيه أقدار العباد وأعمالهم، قال تعالى-: (قَالَ عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لَا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنْسَى)
ويأتي الله بعلاج النسيان في القرآن الكريم فيعلمنا دعاءاً بليغاً كان يداوم عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول تعالى:
(رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَآ أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ).