ماذا يحدث في الغابون سؤال يطرحه كثير من المواطنين خلال الساعات الماضية إثر انقلاب عسكري وقيام مجموعة من ضباط الجيش بالاستيلاء على السلطة ونزول المئات إلى شوارع المدن في الدولة الغنية بالنفط .
ماذا يحدث في الغابون
ردا على سؤال ماذا يحدث في الغابون قدم رأفت محمود خبير الشؤون الإفريقية، تحليلًا للاقتتال العسكري في الغابون والاحتجاجات الجماهيرية التي تجتاح شوارع المدن ترحيبًا بـ”إنهاء النظام الحاكم”.
وأوضح محمود أن الأحداث في الغابون تندرج ضمن سياق تطورات سياسية أخرى في مناطق مثل مالي وبوركينا فاسو ومنطقة الساحل.
وقال محمود إن هذه التطورات تشير إلى تغييرات في العلاقات الدولية والتحالفات، وتجسد تحولات في السياسات والقيادات.
وأوضح أن وراء هذه التغييرات هناك عدة عوامل، منها عدم حدوث تحسن حقيقي في الوضع الاقتصادي والسياسي في تلك الدول، واستمرار تأثير المصالح الفرنسية التي كانت تسيطر على هذه المناطق في الماضي.
أشار محمود إلى أن هناك احتجاجات شعبية تنبع من اعتراضات على الوجود الفرنسي بمختلف أشكاله في تلك الدول.
وأشار إلى أن هذه التغييرات تأتي في سياق تصاعد دور دول أخرى في القارة الإفريقية تسعى للحد من النفوذ الفرنسي والغربي.
وأضاف أن الأجيال الشابة في هذه الدول أصبحت أكثر توعية وقادرة على التعبير عن احتجاجاتها ضد الاستغلال واستنزاف ثروات بلادها.
محمود أكد أن هذه الأحداث لن تكون الأخيرة في الدول الإفريقية، وأن الصراعات والتغييرات ستظل سمة للمشهد السياسي والاجتماعي في المستقبل،
وأن النفوذ الفرنسي سيظل يواجه تحديات ومواجهة منافسة من قبل قوى دولية وإقليمية أخرى.
رئيس الجابون يستغيث بالعالم
وفي أول تصريح له منذ إعلان الانقلاب، ظهر رئيس الجابون، علي بونجو في مقطع فيديو نشره عبر منصة “إكس” (السابقة تويتر)، حيث أكد أنه يتعرض للحجز الإقامة الجبرية في مقره الرئاسي، وناشد المجتمع الدولي بالتحرك.
وفي رسالته، قال بونجو: “أنا، علي بن بونجو، رئيس الجابون، أود أن أبعث برسالة لكل الأصدقاء حول العالم للتحرك عاجلاً بسبب تجميد وضيق حركتي من قبل هؤلاء الأشخاص”.
وأضاف: “عائلتي منفصلة حالياً، حيث أن ابني محتجز في مكان غير معروف، وزوجتي في مكان آخر، وأما أنا فمحتجز هنا في مقر الرئاسة.. وأنا غير مطلع على ما يجري، وأرجو منكم التدخل واتخاذ إجراءات فعالة في هذا الصدد”.
ومنذ أكثر من 56 عامًا، تحكم عائلة “بونغو” في إدارة الغابون، البلد الغني بالنفط والمنغنيز.
تعتبر الغابون من أكبر منتجي النفط في إفريقيا جنوب الصحراء، حيث بلغ إنتاجها النفطي 192 ألف برميل يوميًا وفقًا للبنك الدولي في 2022، مما يجعلها المنتج رقم 31 عالميًا للنفط.
وعلى الرغم من كونها منتجًا للنفط، يظل تأثير الغابون على الأسواق العالمية محدودًا بشكل كبير.
إذ يبلغ إنتاج الولايات المتحدة من النفط أكثر من 11.5 مليون برميل يوميًا، مما يجعلها أكبر منتج للنفط عالميًا.
وخلال اليوم الحالي، ارتفعت أسعار النفط بنسبة أقل من 0.6%، حيث بلغ سعر خام برنت 85 دولارًا.
شهد الاقتصاد الغابوني تحسنًا حيث بلغ معدل النمو 3.1% في عام 2022.
استفادت البلاد من تحسن ميزانها التجاري ووضعها المالي بفضل ارتفاع أسعار السلع الأساسية وأداء صادراتها الجيدة، مثل النفط والأخشاب والمنغنيز. ونتيجة لذلك، شهدت الغابون أقوى فائض في ميزانيتها في عام 2022 منذ أزمة أسعار النفط في عام 2014.
الجابون دولة تقع في غرب وسط إفريقيا يحدها خليج غينيا إلى الغرب وغينيا الاستوائية إلى الشمال الغربي والكاميرون إلى الشمال وجمهورية الكونغو نحو الشرق والجنوب، وعاصمتها وأكبر مدنها هي مدينة ليبرفيل.