أكد الدكتور محمود محيى الدين، رائد المناخ للرئاسة المصرية لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة للتغير المناخي COP 27، والمبعوث الخاص للأمم المتحدة المعني بتمويل أجندة 2030 للتنمية المستدامة، أن مؤتمر الأطراف السابع والعشرين بشرم الشيخ، حقق العديد من النتائج في جميع مجالات العمل المناخى، ففى مجال الخسائر والأضرار، أقر المؤتمر لأول مرة ضرورة الالتزام بتقديم التمويل اللازم في هذا المجال، من خلال إنشاء صندوق معنى بالخسائر والأضرار لمساعدة البلدان النامية على مواجهة آثار التغيرات المناخية وما ينتج عنها من خسائر وأضرار طبيعية وبشرية.
وأضاف محيى الدين خلال جلسة الإحاطة التى شارك بها بمقر منظمة الأمم المتحدة بنيويورك لاستعراض أبرز مخرجات مؤتمر الأطراف الذى عقد بشرم الشيخ الشهر الماضي، أنه في مجال التكيف، ناقش المؤتمر قضايا الأمن الغذائي والمائي والطاقة والإشارة لها في نص القرارات الصادرة عن المفاوضات الرسمية في ظل التحديات العالمية الراهنة، كما تم الإتفاق على ضرورة إنتاج طعام صحي ومغذي ومستدام وقادر على الصمود في وجه تغيرات البيئة، فضلاً عن، ضم ملف المياه للمرة الأولى في القطاعات المستحقة للتمويل المناخى.

إطلاق أجندة شرم الشيخ
وأفاد محيى الدين، أن المؤتمر شهد قيام الرئاسة المصرية للمؤتمر بالتعاون مع رواد المناخ بإطلاق أجندة شرم الشيخ للتكيف، التى تهدف إلى مساعدة 4 مليارات شخص لمواجهة التغيرات المناخية بحلول عام 2030، حيث تستهدف الأجندة تحقيق 30 مخرجاً للتكيف مع آثار التغير المناخي عالمياً ضمن 5 محاور عمل رئيسية هى، الغذاء والزراعة، والمياه والطبيعة، والمناطق الساحلية والمحيطات، والمستوطنات البشرية، والبنية التحتية، مع العمل على توفير التمويل والتخطيط اللازم.
وأوضح، أهمية مبادرة نظام الإنذار المبكر التى أعلن عنها الأمين العام للأمم المتحدة خلال المؤتمر على صعيد الصمود باستثمارات تبلغ 301 مليار دولار سنوياً ما بین أعوام 2023 و 2027، كما شهد المؤتمر الإعلان عن بيان “نيروبى”، الذي يسعى لتوفير تسهيلات تمويلية بحجم 14مليار دولار لدعم التكيف فى إفريقيا ضد الكوارث الطبيعية بشتى أنواعها.
وفيما يتعلق بتمويل العمل المناخي، أكد محيي الدين، أن مؤتمر شرم الشيخ دعا لإعادة هيكلة النظام المالي العالمى، ليكون أكثر عدالة وكفاءة لتوفير ما يلزم من التمويل، كما شهد إصدار تقرير بعنوان “حشد التمويل من أجل العمل المناخى” والذي يتضمن عدة توصيات هامة فى مجال دفع التمويل المناخى.

محمود محيى الدين أسواق الكربون أحد الطرق المبتكرة لحشد التمويل للعمل المناخى
وقال الدكتور محمود محيى الدين، إنه تم خلال المؤتمر استعراض نتائج المنتديات الإقليمية الخمسة لحشد التمويل المناخي لعدد من المشروعات المناخية، كما أبرز المؤتمر مبادلة الديون كحل جديد ومبتكر لتمويل العمل المناخي وتخفيف أعباء الديون على الدول النامية،مع عرض نماذج ناجحة لمبادلات الديون المبنية على مؤشرات الأداء.
وأشار إلى أن أسواق الكربون، برزت بالمؤتمر كأحد الطرق المبتكرة لحشد التمويل من أجل العمل المناخي والحد من الانبعاثات، حيث تم خلال المؤتمر إطلاق مبادرة الأسواق الكربونية بإفريقيا، كما حظى ملف الغسل الأخضر باهتمام واسع، حيث تم إصدار تقرير من قبل مجموعة رفيعة المستوى من الخبراء بتكليف من الأمين للعام للأمم المتحدة لوضع قواعد وأسس للجهات الفاعلة غير الحكومية، بما في ذلك الشركات والمستثمرين والمدن والأقاليم، فيما يتعلق بالوفاء بوعودهم الخاصة بتحقيق صافي الانبعاثات الصفري.

وفيما يتعلق بإجراءات التخفيف وخفض الانبعاثات، أفاد محيى الدين بأن مؤتمر شرم الشيخ، دعا للحفاظ على هدف الإبقاء على مستوى ارتفاع درجة حرارة الأرض عند 1.5 درجة رغم التحديات والتعقيدات التي تعوق تحقيق هذا الهدف.
يشار إلى أنه قد شارك في الجلسة، السفير محمد نصر، مدير إدارة المناخ والبيئة والتنمية المستدامة بوزارة الخارجية، وسيلوين هارت، المستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة المعني بالعمل المناخي، حيث استهدفت الجلسة إطلاع الدول الأعضاء بالأمم المتحدة على نتائج المؤتمر، ومناقشتها بصورة متعمقة.