احتفالات المولد النبوي هي الحدث الأكبر الذي يسيطر على الرأي العام بشوارع مطروح وسيوه، حيث يحتفل الأهالي ومشايخ الطرق الصوفية بذكري المولد النبوي الشريف في محافظة مطروح وواحة سيوة، وشهد الاحتفال عدة مراسم شعبية ودينية على الطريقة الصوفية المعروفة.
وينظم الأهالي ومريدي الطرق الصوفية مسيرات دينية وحملوا الأعلام الحضراء، كما نطموا عدداً من حلفات الذكر احتفالاً بذكرى المولد النبوي الشريف.
ويعتاد أبناء القبائل العربية في مطروح الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف منذ مئات السنين في تقليد ديني وسنوي كبير.
ويحتفل الأعالي بعدة مواسم دينية لها ارتباط بالمولد النبوي وآل البيت عليهم السلام، باعتبارهم من نسل النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
إحتفالات دينية
ومن أبرز الاحتفالات الدينية بواحة سيوة احتفالهم بالعام الهجري الجديد من خلال عمل المعجنات والفطائر وطبخ اللحوم المشهورة عندهم من لحوم الضأن وتنظيم حلقات الذكر والمديح.
ومن هذه الاحتفالات أيضاً احتفالات عاشوراء والتي تكون مظاهرها بصنع الحلوى الخاصة بقبائل مطروح مثل العصيدة وصنع الرب الذى يستخدم كمحلى للعصيدة.
ومن أبرز الاحتفالات الدينية في سيوة ومطروح احتفالات المولد النبوي الشريف والذى يلقبونه بعيد الميلود نسبة إلى ميلاد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.
عيد الميلود
ويحتفل أهالي مطروح سنوياً بالمولد النبوي الشريف، والذي يطلق عليه عيد الميلود، كما يسمون شهر ربيع الأول بشهر الميلود، وشهر ربيع ثاني بشهر تويبع الميلود.
وكان الاحتفال قديماً له مظاهر وعادات تراثية أكثر من المتبقية حاليا، حيث كان يبدأ الاحتفال في ليلة الميلود، بإشعال القناديل في أيدي الأطفال والتي تشبه فوانيس رمضان حالياً، وغناء الأطفال بعض الأهازيج الجميلة أثناء مرورهم على بيوت العائلة والجيران.
وفي صباح يوم المولد النبوي، تجتمع العائلة في البيت الكبير، وبعض العائلات كانت تجتمع من ليلة المولد، مع ارتداء الملابس الجديدة للرجال والنساء والتعطر، ونقش الحناء واشعال البخور والمصافحة والمعايدة.
وكان أهالي القبائل يتبادلون الزيارات والتهاني في هذه المناسبة مع الالتقاء ليلاً لإقامة حلقات الذكر والصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام.
ثم تناول وجبة “العصيدة” وهي وجبة لذيذة تصنع من الدقيق ويضاف عليها السمن ودبس التمر المسمى “روب” أو العسل الأسود، وتزين بالحلوى والسمسم وهي الوجبة المشهورة والموحدة لكل العائلات في مطروح في هذا اليوم المبارك.
سيوة تحتفل بالأنوار والبليلة
أما أهل واحة سيوة فلا تختلف احتفالاتهم كثيراً عن أهل بدو مطروح فواحة سيوة لها ارتباط تاريخى بالتصوف والطريقة السنوسية وغيرها من الطرق الصوفية التى تنتسب إلى آل البيت عليهم السلام.
وفى ذكرى المولد النبوي الشريف تبدأ احتفالات أهل الواحة قبل المولد بيوم حيث تضاء المصابيح ليلة المولد.
وكان الرجال من أهل الواحة يسهرون فى مسجد سيدى سليمان للمشاركة فى الليلة المحمدية على الطريقة المدنية الصوفية والتى كانت تشمل عقد دائرة كبيرة فى باحة المسجد وعمل حلقات الذكر التى يتخللها الصلاة على رسول الله صلى عليه وسلم.
وأثناء حلقات الذكر كانت تتخللها راحة يتم فيها توزيع الشاى والتمر السيوى على جميع المشاركين من رجال الواحة وأطفالها والذين يحتفلون بحصولهم على صفة «الرجولة» بالمشاركة فى مثل تلك الاحتفالات الدينية.
بعد انتهاء حلقات الذكر التى تبدأ ما بين صلاتى المغرب الى العشاء فى وصلتها الأولى ثم وصلة الذكر الثانية بعد صلاة العشاء لساعات طويلة.
وبعد انتهاء حلقات الذكر بالمسجد يتوجه رجال الواحة وشبابها إلى النجوع والقرى لإقامة حلقات الذكر، التي تعقبها موائد الطعام احتفالاً بالمولد النبوى الشريف؟
احتفالات نساء واحة سيوة
أما نساء واحة سيوة فلهن احتفلات حاصة حيث لا يسمح لهن بالخروج ومشاركة الرجال في هذه الاحتفلات وذلك للتفرغ لمهمة عظيمة وهي صناعة حلوى المولد.
حيث تعكف السيدات فى المنازل لإعداد الحلوى وأطباق الأرز بالبن والبليلة وموائد الاحتفالات الدينية.
المدائح النبوية
ومن أبرز مظاهر الاحتفال بالمولد النبوي الشريف إلقاء قصائد المديح التي تتلى عادة على أنغام الدفوف.
وينظم الأهالي مع مشايخ الطريق الصوفية حفلات وحلقات للذكر والمديح يعددّ فيها عشّاق النبي خصاله ويطلبون شفاعته ويعبّرون عن حَرّ شوقهم لزيارته.
ويجتمع عشاق الرسول الكريم في حلقات حول منشدي السيرة النبوية العطرة يرددون المدائح النبوية الكريمة.
وتشعل الشموع وتقاد المشاعل والمصابيح ليلا وتتزيّن أماكن العبادة بالأضواء ويتردد فيها ذكر الله والمديح إحتفاءً واحتفلاً بذكرى المولد النبوي الشريف.