علماء النفس يسمون الحب بعد الخمسين أزمة منتصف العمر بسبب الصراع بين حيوية الشباب ومقدمات الشيخوخة.
ويؤكدون أن الحب بعد الخمسين يتمتع بالاستقرار المادي والمعنوي ، حيث يكون الأبناء في مرحلة الكبر مشغولون في حياتهم .
سنوات الخمسين هي بداية الشيخوخة واليأس للرجل ، وبداية التفكير في التقاعد ، ويفقد جزء كبير من جاذبيته الاجتماعية والعاطفية ، لذلك يلجأ إلى الحب من أجل التعويض عن المشاعر والقبول الاجتماعي من الجنس الآخر.
لا تسأل المرأة عن عمرها .. فمع مرور السنوات علي المرأة بعد الأربعين يصبح السؤال عن العمر تصرفا غير لائق وهو عادة ما يقابل أحياناً بعض الأكاذيب البيضاء
الحب بعد الخمسين
ومع سن الخمسين تنتاب المرأة هواجس وريبة وتنخفض لديها مستويات الثقة بالنفس ، ويعتبر كثيرون الحياة الزوجية في هذه السن من أخطر المنعطفات في حياتهم ، لذا تبدأ الأسئلة حول كيف يمكن أن تستمر السعادة في هذه المرحلة؟
في هذه الحالة ، لدى الرجل أيضًا العديد من الأسئلة حول حياته الزوجية في مرحلة ما بعد الخمسين ، لذا تتباين القدرة على العطاء ، تمامًا مثل مفهوم التغيير وأشكاله.
رغم ما يعتقده البعض من إطفاء شعلة الحب وتراجع القدرة على التواصل بعد الخمسين من حيث مسؤوليات وهموم الحياة وخاصة الأطفال وحياتهم ، إلا أن الكثيرين يعتقدون أن هناك مساحة للحب خاصة إذا يمتلك الزوجان الأدوات اللازمة للتغلب على العقبات التي تحد من قدرتهما على التعبير عن مشاعرهم وأنفسهم في هذا العمر.
توضح الدكتورة صفاء حسني ، أخصائية علم نفس ، أن اللامبالاة والملل الذي ينشأ بين الزوجين في هذه السن (الخمسين) يرجع إلى خطأ في الاختيار من البداية. مركز عائلتها ، بغض النظر عن التوافق في الأفكار والشخصية ، تمامًا كما يحاول كل طرف تغيير الطرف الآخر بعد الزواج ، وهذا خطأ ، لذلك يجب على كل طرف احترام كيان الآخر وأفكاره ومحاولة التسوية حتى يكون ذلك مهمًا. لا تصل إلى ظاهرة الفصام الفكري والعاطفي.
وتوضح أن جفاف العلاقات بين الزوجين قد يؤدي إلى ما يسمى بالطلاق النفسي ، حيث يشعر كل طرف بالإحباط من الآخر.
تشير إلى أن الحب هو حاجة كانت مع الشخص منذ ولادته وتعتبر من الاحتياجات المهمة لإشباع رغباته ، وهي رد فعل على الظروف التي يعيش فيها وفي السنوات الأولى من حياة الإنسان ، قد يكون هذا تنعكس في المستقبل على سلوكه وشدة ومدى انفعالاته ومنها الحب .
وتشير الدكتورة سناء المجدلاوي أستاذة علم الاجتماع إلى أن متوسط العمر في مصر يصل إلى 75 عاماً ، مما يدل على أن الفئة العمرية (50) مستقرة وأنجبت ونشأت أطفالاً ، و لذلك فهي مرحلة تجديد الحب الداخلي والعائلي.
يُعتقد أن هناك فئة عمرية صغيرة تمر بمرحلة المراهقة المتأخرة ، مما يسبب مشاكل عائلية ومشاجرات.
وتؤكد أن الأسرة المصرية تركز على العادات والتقاليد ، وأن الإنسان في سن الخمسين يعيش في علاقة عاطفية واضحة ومستقرة ضمن عادات وتقاليد المجتمع.
تضيف أن أساسيات نجاح الزواج مبنية على أعمق درجات الحب ، لأنه لا يوجد تاريخ انتهاء للحب فهناك من يعتقد أنه مع تقدم العمر وخاصة (فترة الزواج) أنهم بحاجة إلى تجديد أو حب جديد لإحياء أنفسهم ، وهذا يعتبر من الأخطاء الشائعة لأنه يولد العنف والخيانة .
وتصف الزواج من زوجة ثانية بأنه أنانية ومخالفة للعادات الاجتماعية وقيم الذوق ، لكن الزواج الثاني له ما يبرره في حالات الطوارئ مثل وفاة الزوجة وغيرها.