بالزغاريد ولافتات الترحيب والمدائح النبوية، تدافع آلاف المواطنين السودانيين بمطار الخرطوم لاستقبال محمد عثمان الميرغني السياسي السوداني البارز زعيم الطريقة الختمية ورئيس الحزب الاتحادي الأصل الذي وصل إلي السودان قادماً من القاهرة التي أمضي بها 9 سنوات.
وحرص الميرغني قبيل مغادرته القاهرة على إرسال برقية شكر للرئيس عبد الفتاح السيسي على تسع سنوات أمضاها في القاهرة .
وتعد عودة عثمان الميرغني الذي يطلق عليه السودانيين “أبو الحرية” لبلاده خطوة لإحداث توافق سوداني حيث يشغل منصب رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل وفي ذات الوقت زعيم الطريقة الختمية.
أنصار عثمان الميرغني أدوا صلاة الظهر في ساحة المطار
تدافع الالاف من محبي الطريقة الختمية وأنصار الحزب وزعماء الطرق الصوفية ورجالات الإدارة الأهلية لاستقبال الزعيم الروحي للطريقة الختمية كما اصطف طلاب الخلاوى في لوحات زاهية تؤكد على مكانة الميرغني ،وفقاً لصحيفة الصحية السودانية.
ووفق الصحيفة فإن وصول الميرغني جاء في الثالثة عصراً بدلاً من الوحدة ظهراً وهو ما دعا جماهير الختمية لأداء صلاة الظهر جماعة في ساحة المطار داخل فناء القيادة العامة .
وشهدت الجموع الغفيرة التي كانت في انتظار الميرغني حضوراً مميزاً لكل أنواع الطيف السوداني السياسى والصوفي والمجتمعي نساء ورجال وشباب وصغار وسط أجواء من الفرح.
وعلي هامش الحشد الجماهيري الذي اصطفت في ساحة المطار لاستقبال الميرغني انطلقت المدائح النبوية لتضفي على أجواء الاستقبال مسحة دينية.
وحرص علي حضور حفل استقبال الميرغني عدد من مديري الجامعات ومديري المؤسسات وعدد كبير من القيادات الحزبية والصفوفية والسياسية.
شهد حفل استقبال زعيم الطريقة الختمية تدابير أمنية مكثفة داخل مطار الخرطوم حيث سمحت فقط بدخول أفراد أسرته الى الصالة الرئاسية التي استقبل فيها.
توجيه رئاسي بتوفير طائرة خاصة لنقل الميرغني للسودان
ووجه الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس جمهورية مصر العربية بتوفير طائرة مصرية خاصة لنقل الميرغني للسودان، تقديراً لمكانته الوطنية وقيمته السياسية والروحية.
ويحظي الميرغني بالدعم السياسي كون الحزب الاتحادي الديموقراطي الأصل أحد الأحزاب الفاعلة في المشهد السياسي السوداني كما أنه يحظى بقيمة روحية والدعم المطلق من المذهب الختمية الذراع الديني للحزب المنافس التقليدي لطائفة الأنصار التي كان يتزعمها الراحل الصادق المهدي.
كان في وداع “الميرغنى” بمطار القاهرة مسئولو ملف شئون العلاقات المصرية السودانية بالرئاسة المصرية، فضلاً عن عدد من قيادات حزبه والطريقة الختمية من المتواجدين في مصر .
وكان عثمان الميرغني غادر السودان في عام 2013 بعد اندلاع خلافات داخل حزبه ، وتوجه إلى العاصمة البريطانية لندن ، حيث مكث فترة قصيرة قبل أن يختار القاهرة ليقضي بها نحو 9 أعوام.
ويُعول علي الميرغني إحداث توازنا في المشهد السياسي بسبب نفوذه بين الأحزاب الفيدرالية والطائفة الختمية التي لها امتداد واسع في شرق وشمال السودان.
من هو محمد عثمان الميرغني؟
- محمد عثمان الميرغني، سياسي صوفي، ولد عام 1936، وتولى زعامة الطريقة الختمية، بعد وفاة والده علي الميرغني عام 1968، ويعتبر من أبرز مجددي الطريقة، وله إسهامات كبيرة لجعلها من أكبر الطرق الصوفية في إفريقيا، مستندًا على ولاء أتباعه.
- عُيّن “الميرغني” مستشارًا لوالده وهو في العشرينيات من عمره، حتى صار عضوًا في المكتب السياسي للحزب الاتحادي الديمقراطي، عقب اندماج حزيى الشعب الديمقراطي وحزب الوطني الاتحادي في عام 1967، ثم سُمي راعيًا للحزب الاتحادي الديمقراطي عام 1969، بعد تولي جعفر النميري حكم السودان، ثم تولى الحزب رسميًا بعد وفاة الشريف حسين الهندي، في عام 1982.
- رغم مواقفه السياسية من أجل رفعة السودان، إلا أنه لم يسعِ لتولي أي منصب قيادي في الدولة منذ خوضه غمار الحياة السياسية.
- سُجن “الميرغني” بعد استيلاء الجبهة الإسلامية، بزعامة الرئيس السوداني السابق عمر البشير، على حكم السودان عام 1989، والإطاحة بالحكم الديمقراطي، الذي كان الحزب الاتحادي أحد أركانه.
- ظل “الميرغني” ينادي بالحوار المدني للوصول بالبلاد إلى التحول الديمقراطي، ودعم الخيارات التي تؤدي إلى سلام دائم في كل ربوع السودان.
- طرح “الميرغنى” في مارس الماضي، مبادرة وطنية لإنهاء الأزمة السياسية بالسودان، تشمل الدعوة لإجراء حوار سوداني-سوداني شامل، يهدف إلى تحقيق أهداف الثورة، كما يدعم تخلص السودان من الانتماءات الأيدلوجية لتنظيمات إرهابية أو محاور بينها، والتحول إلى وضع سياسي جديد.
- دعا “الميرغني” إلى اختيار شخصيات وطنية مستقلة ذات توجهات قومية، لشغل المواقع الوزارية بعيدًا عن الأحزاب، لما لها من تأثير سلبي على الوضع السياسي في السودان.
- كان الميرغني كلّف نائبه جعفر الميرغني، في آخر خطاباته، لحسم الملف التنظيمي وضبط المتفلتين داخل حزب الاتحاد الديمقراطي الأصل.
شاهد وصول الميرغني من هنا