“المستشار الروحاني” لجلب الحبيب وردّ المطلقة وعلاج الوسواس القهري وزواج العانس وتعطيل أمور الزواج، والسيطرة على الحبيب، أو الزوج، والتحكم فيه وفي تصرفاته، كلها مسميات استغلها الدجالون واستفادوا من التقنية الميسّرة في الترويج لأنشطتهم.
حدث اليوم عن مصرع شاب بعد تعرضه للتعذيب على يد دجال بقرية قهبونة التابعة لمركز الحسينية بمحافظة الشرقية بداعي إخراج الجن من جسده.
ورصدت “الأيام”، ردود أفعال المواطنين وخبراء علم النفس والاجتماع، حيث أكد الخبراء قولاً واحداً أن هؤلاء الأشخاص يستغلون أصحاب المشكلات النفسية، وأن “العلاج الروحاني” هو دجل وشعوذة بزعم أن لديهم القدرة على فك السحر وإبطاله، وحل عُقد المتأخر زواجها، وضمان موافقة الأهل على الشريك، وعلاج الأمراض الجنسية، وردّ المطلقة، وغيرها.
وأوضحوا أن العوامل التي جعلت تلك الظاهرة متفشية في مجتمعاتنا، هي عوامل شخصية، خاصة بالضحايا، استغلها الدجالون أفضل استغلال.
أما أهل الدين ودار الإفتاء المصرية فأكدوا أن الشرع نهى عن الذهاب للسحرة، فالله وحده على كل شيء قدير وليس الساحر أو المشعوذ، لكن السحر مذكور في القرآن وأنه سحر عظيم.
ونوهت دار الإفتاء إلى أن كثيرا من الناس لا يفطنون إلى تكملة الآيات التي تحدثت عن السحر العظيم مثل قوله تعالى {سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ} و{يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى}، فالسحر العظيم ليس سوى خداع بصري بنصّ القرآن، وهؤلاء هم سحرة فرعون فما بالك بمن دونهم؟ فعلى المسلم الاستعانة بالله وحده، كما قال تعالى: ‘قل الله ينجيكم منها ومن كل كرب”.
وكان الشاب أحمد ابن قرية قهبونة قد تعرض لبعض التشنجات والتصرفات الغريبة، ومنذ تلك اللحظة بدأت أسرته في البحث عن طرق لعلاجه عبر الروحانيات، بعدما أجروا له التحاليل اللازمة والفحوصات الطبية وبدلاً من الذهاب به إلى أطباء متخصصين، قرروا الذهاب به إلى أحد المعالجين الروحانيين، لتكون نهاية الشاب على يد دجال برضا من أهله.
فعندما أخذوه إلى الدجال اعتدى عليه بالضرب المبرح أمام أهله وذويه، بدعوى “إخراج الجن من جسده من أجل علاجه” حتى لفظ أنفاسه الأخيرة أمام مرأى ومسمع الجميع وسط ذهول الحاضرين.
وبسؤال بعض المواطنين عن آرائهم في مثل هذه الأمور ، يقول صالح علي:
هذه هي الكوميديا السوداء, الأمر مضحك ولكنه انتهى بمأساة, هذا هو ما تخلفه لنا الخرافات والجهل، أما محمد أحمد فيقول: قتلوه بشعوذاتهم! ووجب محاكمتهم.
بدوره قال المواطن محمد جمال: “طمنونا يا جماعة الجن عامل إيه دلوقتي؟”
أما محمد ماجد فيقول: “الدجل زاد جدا اليومين دول وليهم شعبية كبيرة جدا.. والناس بدل ما تلجأ لربنا بقت تمشي ورا الدجالين والمنجمين والمشعوذين”.
هبة محمد من جهتها قالت جملة واحدة: “حسبي الله ونعم الوكيل”.
ويشار إلى أن المجني عليه “أحمد” كان يعاني منذ فترة من اضطراب نفسي نتيجة لخلافات زوجية، حيث أثرت على ذلك الشاب الثلاثيني، صاحب السمعة الطيبة بين أهله وجيرانه، ولم تجدي محاولات الطب في علاجه أو معرفة علته.
ومن هنا جاءت فكرة العلاج الروحاني، إلا أن أسرته أخطأت العنوان، واستعانت بدجال من منطقة مجاورة لمحاولة علاج الشاب المريض بدلا من علاجه بالطب النفسي، ما أدى إلى وفاته.
وقال أحد شهود العيان إن الطبيب تسلل إليه الشك والريبة ووجود شبهة جنائية وأن الوفاة ليست طبيعية نتيجه لتغير شكل ووضعية الجثة، فتم إخطار النيابة العامة التي قامت بالانتقال لموقع الوفاة وناظرت جثة المتوفي.
وبالفحص تبين العثور على جثمان “أحمد ن ا “، 31 عاما، وتبين من التحريات الأولية لمركز شرطة الحسينية والتي تولاها المقدم محمد ثروت، معاناة الشاب من حالة نفسية واستعانت أسرته بمعالج روحاني لعلاجه وقام بضربه بعصا خشبية بزعم استخراج الجن من جسده حتى فارق الحياة متأثرا بإصابته.
ومن هنا أمرت نيابة الحسينية بعرض الجثة على الطب الشرعى للتشريح وإعداد تقرير الصفة التشريحية بينما تحفظت مباحث الحسينية على كافة المشتبه بهم وهم 3 أشخاص من بينهم والد المجني عليه لحين انتهاء التحقيقات.