عقب صلاة الجمعة، فوجئ أهالي قرية فاو قبلي بمركز دشنا فى محافظة قنا، بصوت أحد سكان القرية يصرخ كالأطفال “مراتي ماتت” تجمع الأهالي حوله، أحدهم يحاول تهدأته دون جدوى .
حالة من الحزن كست وجوه أهالي القرية، فالسيدة التى توفيت معروفة للجميع بحسن أخلاقها وتعاملها مع الجميع، هدأ الزوج قليلاً ليطلب منه أحد اقاربه أن يجهز المسجد للصلاة عليها و دفنها .
مرت الدقائق وتم تحضير السيدة التى توفيت للدفن، تجمع الأهل و سكان القرية، وودعها الجميع فى صلاة الجنازة وتم دفنها دون توقيع كشف طبي عليها كالمعتاد، اعتقد وقتها الزوج انه دفن زوجته ودفن معها سره، ولكن بلاغ من مجهولة قاد المباحث لكشف الجريمة البشعة التى ارتكبها الزوج القاتل فى حق زوجته الضحية .
القي زوجته من الطابق الثاني
“الرابطي.ع.” يبلغ من العمر 53 عاما، يعمل فكهاني تزوج “نجوى” صاحبة 45 عام من العمر فى عام 2009، عاشا فى هدوء لشهور معدودة ولكن سرعان ما ظهر الزوج على حقيقته وبدأ فى اهانتها، والتعدي عليها بالضرب، فقبل وفاتها بعام تقريباً، دارت بينهم مشاجرة قام وقتها القاءها من الطابق الثاني، لتصاب بكسور متفرقة، حاولت الطلاق والابتعاد عنه ولكنه وعدها بانه لن يتعدي عليها مرة أخري .
لتمر الأيام وتعيش نجوى وسط أبنائها الـ 3، ولكن جن جنون الزوج كعادته، وقبل الواقعة بيومين تعدي عليها بالضرب مرة أخري لتطلب منه الطلاق، ليفاجئها ويحمل “كوريك” ويتعدي عليها بالضرب المبرح، لتصاب بعينها وذراعيها و الساقين، ولكن لم يكفه ذلك بل قام بحبسها ومنع عنها الطعام لمدة يومين، حتى توفت الزوجة المسكينة داخل تلك الغرفة، ماتت من الجوع و الالم الاصابات .
لم يجد الفكاهانى المجرم، سوي الانتظار لليلة كاملة .. يوم الجمعة ليقوم بالتمثيل امام ابناء القرية، وقام بشراء الكفن، ووضعها بداخله، وعندما تساءل الناس عن غسلها، اجابهم بثقة هو من قام بغسلها، أعترض عليه الجميع، ولكن هناك من سيطر على الموقف احتراماً للمتوفاه .
محاولة دفنها بدون تصريح
اتفق مع التربي بدفنها دون تصريح دفن قبل أن يقوم بالتمثيلية الدرامية أمام أهل القرية مقابل المال، ولكنهم اختلفوا على المبلغ المالي فقرر ان يدفنها داخل مقابر الأسرة بنفسه .
اترتكب الجريمة الكاملة، وأعتقد أن الامر لن يكتشف، سيدفنها ويدفن معها جريمته، ولكن القدر كان له رأي أخر .
فوسط الجنازة كانت الأجهزة الأمنية تتلقي بلاغاً من مجهولة تخبرهم بما حدث، مؤكده أن هناك سيدة سيتم إقامة صلاة الجنازة عليها دون تصريح دفن وعليها آثار تعذيب .
انتقلت القوات على الفور للقرية، وبمعاينة الجثة اكتشفوا اثار التعذيب، ليتم ضبط زوجها، وتم نقل الجثة لمشرحة مستشفى دشنا، وبالكشف علي الجثة وجد اثار التعذيب التى توفت بسببه، لتتحول الوفاة التى كانت بشكل طبيعي، لوفاة بشبهه جنائية .
اعترفات الزوج القاتل
بمواجهة الزوج اعترف بالجريمة قائلاً “هي طول الوقت بترفض تسمع كلامي، وعلشان كدا ضربتها وعذبتها” .
كما أعترف بقيامه بوضعها داخل غرفة النوم لمدة يومين دون طعام وعلاج للجروح التي أحدثتها حتى توفيت، ومحاولة دفنها بدون تصريح” .
ليتم تحرير محضر بالواقعة، وبالعرض على النيابة أمرت بتحويله لمحكمة الجنايات التى قضت فى القضية رقم 6726 لسنة 2020 جنايات دشنا، والمقيدة برقم 627 لسنة 2020 كلي قنا، بمعاقبة المتهم بالسجن المشدد 15 سنة .