ما حكم الدين الإسلامي في القتل الرحيم؟ .. سؤال يطرح نفسه بقوة بعد تفشي هذه الظاهرة في الأكاديميات العلاجية الدولية.
تسمح هذه المستشفيات والمؤسسات العلاجية برفع أجهزة التنفس الاصطناعي عن المريض الميئوس من علاجه ليلقى حتفه في نفس الوقت.
فما حكم الدين الحنيف فيما يطلق عليه القتل الرحيم؟ وهل هو جريمة قتل أم أنها رحمة إنسانية، وما حكم الدين في ذلك؟
يقول الدكتور محمد عبادي من علماء الأزهر الشريف أن الإسلام لا يعرف هذا المصطلح ولا يجيزة، ولا يوجد في الإسلام ما يعرف باسم القتل الرحيم.
وأضاف، إن الإنسان هو أكرم خلق الله على وجه الأرض وأن هذا البدن الذي أعطاه الله تعالى للإنسان ليس ملكًا له يتصرف فيه كيفما يشاء.
كما أن الله حرم على الإنسان أن يعرض نفسه للتهلكة حيث قال تعالى: «وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}.. [البقرة: 195].
وأضاف الدكتور محمد عبادي أن المريض الذي يطلب من الطبيب إنهاء حياته بطريقة أو بأخرى فإنه يعد منتحرًا في حكم الدين، كما أن الطبيب الذييقدم على هذا الأمر يعد قاتلاً.
حيث ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَنْ تَرَدَّى مِنْ جَبَلٍ فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَهوَ في نَارِ جَهَنَّمَ يَتَرَدَّى فِيهِ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا وَمَنْ تَحَسَّى سمًّا فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَسمُّهُ في يَدِهِ يَتَحَسَّاهُ في نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِحَدِيدَةٍ فَحَدِيدَتُهُ في يَدِهِ يَجَأُ بِهَا في بَطْنِهِ في نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا) رواه البخاري.
وشدد فضيلته على أن من يلجأ إلأى هذا الأمر فهو قاتل نفسه ومنتحر لا محالة كما ورد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (إِنَّ رَجُلا مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ خَرَجَتْ بِهِ قَرْحَةٌ فَلَمَّا آذَتْهُ انْتَزَعَ سَهْمًا مِنْ كِنَانَتِهِ فَنَكَأَهَا فَلَمْ يَرْقَأ الدَّمُ حَتَّى مَاتَ. قَالَ رَبُّكُمْ قَدْ حَرَّمْتُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ).
الطبيب القاتل هو من يقدم على إنهاء حياة المرضى بحجة الرحمة
وشدد فضيلته على أن الطبيب الذييلجأ إلى إنهاء حياة المريض لمصلحة يراها من تلقاء نفسه فإنه والعياذ بالله قتل للنفس بغير حق قال تعالى: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا}.
وقال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ يَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إلا اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إلا بِإِحْدَى ثَلاثٍ النَّفْسُ بِالنَّفْسِ وَالثَّيِّبُ الزَّانِي وَالْمَارِقُ مِنَ الدِّينِ التَّارِكُ الْجَمَاعَةَ).
واختتم الدكتور محمد عبادي بقوله إن القتل الرحيم بشقيه سواء كان برغبة المريض أو بقرار من الطبيب لا يجوز شرعًا وهو جريمة قتل وكبيرة من الكبائر.