الرشوة حرام والراشي ملعون.. بهذه الكلمالت بدأت النيابة العامة مرافعتها في قضية الرشوة الكبرى المتهم فيها رئيس جامعة دمنهور و13 آخرين.
وبعيداً عن تفاصيل القضية المشينة نتناول في السطور التالية حكم الدين في الرشوة.
فما حكم الدين في المرتشي الذي يأخذ الرشوة؟
وما حكم الدين في الراشي أي الذي يدفع الرشوة؟
وما حكم الدين في الرائش وهو الشخص الوسيط بين الراشي والمرتشي؟
دار الإفتاء المصرية أصدرت بياناً شرعياً حول حكم الرشوة، أكدت فيه أن الإسلام حرم الرشوة، وأن الله لعن الراشي والمرتشي والرائش على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم.
وأضافت دار الإفتاء المصرية في فتواها أن الرشوة حرام بنص حيث النبي صلى الله عليه وسلم، فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قال: “لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الرَّاشِيَ وَالمُرْتَشِيَ”.
كما جاء في الصحيحين عن أبي حُميد الساعدي: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَعْمَلَ عَامِلاً، فَجَاءَهُ العَامِلُ حِينَ فَرَغَ مِنْ عَمَلِهِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذَا لَكُمْ وَهَذَا أُهْدِيَ لِي.
فَقَالَ لَهُ: (أَفَلاَ قَعَدْتَ فِي بَيْتِ أَبِيكَ وَأُمِّكَ، فَنَظَرْتَ أَيُهْدَى لَكَ أَمْ لا)؟!
ثُمَّ قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَشِيَّةً بَعْدَ الصَّلاَةِ، فَتَشَهَّدَ وَأَثْنَى عَلَى اللَّهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ قَالَ: (أَمَّا بَعْدُ، فَمَا بَالُ العَامِلِ نَسْتَعْمِلُهُ، فَيَأْتِينَا فَيَقُولُ: هَذَا مِنْ عَمَلِكُمْ، وَهَذَا أُهْدِيَ لِي، أَفَلاَ قَعَدَ فِي بَيْتِ أَبِيهِ وَأُمِّهِ فَنَظَرَ: هَلْ يُهْدَى لَهُ أَمْ لا، فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لاَ يَغُلُّ أَحَدُكُمْ مِنْهَا شَيْئًا إِلَّا جَاءَ بِهِ يَوْمَ القِيَامَةِ يَحْمِلُهُ عَلَى عُنُقِهِ، إِنْ كَانَ بَعِيرًا جَاءَ بِهِ لَهُ رُغَاءٌ، وَإِنْ كَانَتْ بَقَرَةً جَاءَ بِهَا لَهَا خُوَارٌ، وَإِنْ كَانَتْ شَاةً جَاءَ بِهَا تَيْعَرُ، فَقَدْ بَلَّغْتُ).
وشددت دار الإفتاء المصرية على أن الراشي والمرتشي والرائش ملعونون بنص كلام النبي إلا إذا تابوا توبة نصوحة، وردوا ما أخذوه من أموال المسلمين والدولة إليها.