في مدينة الأقصر وفي منزل مجاور لمعبد الكرنك بنجع الملقطة بالكرنك القديمة حيث توجد عائلة الشقيرات ولد الشيخ لبيب يوسف الشقيري، الملقب بالحارس الأمين لمخازن آثار الكرنك والذي عمل بالآثار لسنوات وكان شاهدا على أهم وأعظم الاكتشافات في النصف الأول من القرن العشرين، وما زال اسمة يُتداول حتى الآن ومعروفا لدى الأوساط الأثرية.
الحفيد عز الشافعي، قرر أن يفتح صندوق أسرار الجد الراحل لـ”الأيام”، وقال كان جدي الشيخ لبيب والد أمي يعمل بوظيفة حارس مخزن آثار، هذا المخزن هو الوحيد الذي يحوي جميع كنوز الآثار من لوحات وتماثيل وكل ما يتم العثور عليه فى منطقة آثار الكرنك.
وكان في ذلك الوقت من النصف الأول من القرن العشرين لا يوجد أي توثيق أو تسجيل للآثار المكتشفة بل يتم وضعها بعد تصويرها بكاميرا متواضعة وتحفظ الصور فقط، فكانت هذه هي طريقة توثيق الآثار المتبعة حينها.
ويقول “كان جدي الشيخ لبيب يمنع دخول أي فرد للمخزن إلا المسئول فقط عن عملية التخزين وحتى الأجانب والبعثات الأثرية”.
ويضيف الحفيد، كان جدي لبيب من شدة أمانته وحرصه على اللقمة الحلال، حيث يوجد بمحل عمله بالمخزن نخلتين عندما ينضج البلح ويسقط على الأرض يرفض أن يأخذ من هذا البلح لبيته وكان يردد أن هذا بلح وقف ليس ملكنا.
ويكمل: كان يستعين برجل مخصص لجني ثمار البلح ثم يضع جدي البلح في “زير فخار” خارج المخزن لكي يأكل منه زوار المعبد وخاصة النساء الراغبات في الحمل.
ويواصل: كانت السيدات المحرومات من الإنجاب تنتشر بينهم شائعة أن من تذهب لمعبد الكرنك وتقوم بالطواف حول الجعران سبع مرات، تنجب أطفال وهذا بالطبع بدعة فيذهبن إلى الطواف وأكل البلح والشرب من مياه المعبد ظنا منهم أنهن بذلك سينجبن أبناء.
ويزيد: بعد أن توفي جدي في بدايات حقبة الستينات، حيث فاضت روحه وهو يتوضأ، تم جرد المخزن ومطابقة ما به مع الصور لم تختف قطعة واحدة صغيرة أو كبيرة، فتم تسجيل المخزن باسمة في المراجع والكتب العلمية باسم مخزن الشيخ لبيب والجميع يعرفونه اليوم بهذا الاسم.
ويختتم الحفيد حديثه قائلا: أثناء إحدى زيارات الرئيس الأسبق حسني مبارك لمعبد الكرنك ذكر اسم المخزن وسأل عن قصة الشيخ لبيب حارس الآثار الأمين الذي قضى عمره في حراسة تراث المصريين القدماء، وانتشرت قصة جدي بالصحف والنشرات الإخبارية العالمية ضمن برنامج زيارة الرئيس وتم لاحقا عمل معرض في باريس لمخزن الشيخ لبيب وتم وضع صورته في مقدمة المعرض بالعاصمة الفرنسية.