“دائما ما تحضرنى روح المشير أحمد بدوى قائدى في فترة تجنيدى في حرب أكتوبر ، عندما أتعرض لأى مشكلة أراه أمامى وأتصوره كيف يقوم بحل مثل هذه المشكلة، وعلى الفور تتسم روحى بالجلد والمثابرة فقط عند تذكره، وأتحمل الصعاب حتى تنحل المشكلة”، بهذه الكلمات بدأ حديثه الجندي مجند عبدالسلام السيد أبو خطوة الرجل السبعينى المسن الآن من بدو مطروح حينما يتذكر قائده المشير أحمد بدوى الذى شارك معه في حرب أكتوبر 1973.
وظل يعمل كمدير للشئون المالية والإدارية بمديرية التضامن الاجتماعي والشئون الاجتماعية بمطروح إلى أن خرج على المعاش.
من هو سائق المشير أحمد بدوى ابن قبائل مطروح
وقتها كان الجندي مجند عبدالسلام السيد أبو خطوة الذى جاء تكليفه في فترة تجنيده ما بين يناير 1972 وفبراير 1975 كسائق للعميد أحمد بدوى وقتها والمعروف في الجندية المصرية والتاريخ العسكري بالمشير أحمد بدوى، والذى عينه الرئيس السادات وزيرا للدفاع في مايو من عام 1980.
ولقي الفريق أحمد بدوي وثلاثة عشر من كبار قادة القوات المسلحة، مصرعهم يوم 2 مارس 1981، عندما سقطت بهم طائرة عمودية، في منطقة سيوة، بالمنطقة العسكرية الغربية، بمطروح.
وأصدر يومها الرئيس أنور السادات قرارا بترقية الفريق أحمد بدوي إلى رتبة المشير، وترقية رفاقه الذين قضوا معه إلى الرتب الأعلى في نفس يوم موته، واعتبارهم شهداء الوطن.
ذكريات مع المشير أحمد بدوى فى أكتوبر
يتذكر عبد السلام أبو خطوة العقارى من أبناء قبائل العقارى التابعة لقبائل على الأبيض، أحد أكبر قبائل مطروح، وهو الآن يبلغ عامه التاسعة والسبعين تفاصيل علاقته بالمشير أحمد بدوى قائلا: “كنت واحدا من الجنود المصريين الذين عبروا إلى سيناء في حرب 1973 تحت قيادة واحد من علامات العسكرية المصرية، وهو المشير أحمد بدوى، حيث التحقت بالعمل تحت قيادته كسائق لعربته الحربية في أثناء قيادته لفرقة العمليات الخاصة بالفرقة السابعة مشاة بالجيش الثالث، بمنطقة حبيب الله بمدينة السويس، وقتها كانت رتبته عميدا بالجيش المصرى”.
ويشير “أبو خطوة” إلى أنه كان يرى المشير أحمد بدوى دائما في الصفوف الأولى ومتقدما على الجميع من أجل مصر، ويقول “العقارى” تمكن المشير أحمد بدوى، في حرب أكتوبر 1973، مع فرقته التى كنت واحدا منها تمكنا من عبور قناة السويس، إلى أرض سيناء، من موقع جنوب السويس، وكان المشير أحمد بدوى مصممًا على مشاركة الجنود في عبورهم إلى الجانب الآخر من القناة، وشاهدته وهو ينزل إلى أحد القوارب المطاطية كجندي عادى حتى يشارك الجنود لحظات العبور الصعبة كواحد منهم، ويقوى عزيمتهم حين تتكاثر عليهم هجمات العدو الإسرائيلي.
وكنا وقتها ضمن فرق الجيش الثالث الميداني، وتمكنا تحت قيادته أيضا من صد هجوم إسرائيلي، ودافعنا واستبسلنا في الزود عن مدينة السويس التي استهدفها العدوان الإسرائيلي.
كيف تعامل المشير بدوى فى الثغرة
ويوضح عبدالسلام العقارى دور المشير أحمد بدوى في الثغرة قائلا عندما حاصرتنا القوات الإسرائيلية فيما سمى بالثغرة كنا ضمن الجنود المصريين المحاصرين فيها، واستطاع وقتها أن يبث فينا الأمل وروح الصمود، وكان العدو الإسرائيلى يعانى معنا أشد المعاناة بسبب صبرنا وجلدنا في منطقة شرق القناة في مواجهة السويس، وعلى المحور الأوسط، اندفع بنا وبالقوات التى معه إلى عمق سيناء، لعمل ثغرة داخل مواقع جيش العدو الإسرائيلى، ونجحنا وقتها تحت قيادته وبفضل الله في أن نسيطر على أراض كان العدو الإسرائيلى مسطيرًا عليها، وأصبحت بالقوة والعزيمة التى بثها فينا المشير أحمد بدوى من ضمن مواقعنا التى أحكمنا السيطرة عليها، ومن بينها مواقع تمركزات كان العدو الإسرائيلى يستخدمها كأماكن للقيادة، خاصة في منطقة عيون موسى جنوب سيناء.
خبر وفاة المشير بدوى
وعن لحظات سماعه لحادث وفاة المشير أحمد بدوى قال “عبدالسلام أبو خطوة العقارى” في بداية الأمر وسماعى للخبر للمرة الأولى لم أكن مصدقًا لما سمعت، ثم استقر في روحى أن الخبر صحيح، ولكنى تعلمت منه الكثير، وربيت أولادى بنفس الطريقة على أن يتعلموا أن لا يهربوا من أرض المعركة، وأن يواجهوا عدوهم بكل شجاعة وإيمان بقضيتهم وبقوة عزيمتهم في أن الله سينصرهم طالما هم ليسوا ظالمين لغيرهم .
ويناشد عبد السلام أبو خطوة العقارى سائق المشير أحمد بدوى جميع المصريين أن يلتفوا حول الرئيس عبدالفتاح السيسى في حربه على الإرهاب.