رأفت الهجان، بطل استثنائي، وهب حياته لوطنه، ذهب في مهمة انتحارية، لمدة تقترب من العشرين عاما، عاش خلالها وسط المجتمع الإسرائيلي، ينقل خلالها أدق أسراره إلى القيادة المصرية كان له دور فعال وحاسم في حرب أكتوبر المجيدة.
ولد البطل المصري، رفعت علي سليمان الجمال، المعروف إعلاميا برأفت الهجان أو العميل 313، في شهر يوليو 1927، بشارع الشرباصي في قلب مدينة دمياط، كان والده تاجر فحم، وله شقيقين هما لبيب ونزيهه، إضافة إلى أخ غير شقيق هو سامي، كانت والدته ربة منزل من عائلة مرموقة، تجيد اللغتين الإنجليزية والفرنسية.
وبعد سنوات انتقلت الأسرة للاقامة في القاهرة، ليدخل مرحلة جديدة من حياة هذا الرجل الذي رسخ في ذاكرة التاريخ المصري ليسطر بطولة فريدة استطاعت أن تقهر الموساد الإسرائيلي تزامنا مع حرب أكتوبر المجيدة.
بداية الرحلة
سافر رأفت الهجان، إلى تل أبيب لتنفيذ خطة رسمتها له المخابرات العامة المصرية، على مدار 20 عاما قضاها الهجان في إسرائيل التي كانت تطلق عليه اسم جاك بيتون.
وقال المقربون للبطل المصري الخارق رأفت الهجان أنه كان طالب مستهتر يهوى اللهو والمسرح والسينما، والتحق بمدرسة التجارة المتوسطة، وكان يتحدث الإنجليزية والفرنسية بطلاقة، حتى تخرج عام 1946، عمل بعدها محاسبا في شركة بترول أجنبية تعمل بالبحر الأحمر للعمل كمحاسب، ثم سافر ليفربول للعمل في شركة سياحة، ثم انتقل للولايات المتحدة الأمريكية وكندا وبعدها ألمانيا، عاد بعدها لمصر مرة أخري.
نجح رأفت الهجان أو العميل 313 في سجلات المخابرات العامة المصرية، في تكوين شبكة علاقات واسعة داخل المجتمع الإسرائيلي، مكنته من إمداد القيادة السياسية بمعلومات هامة باعتباره مالك لشركة سياحية داخل إسرائيل.
زود مصر بمعلومات تتعلق بموعد حرب يونيو 1967، وكان له دور فعال في تزويد المخابرات المصرية بأدق تفاصيل خط بارليف واستعدادات العدو الإسرائيلي، حتى تحقق نصر أكتوبر 1973، وظل في خدمة وطنهحتى وفاته في 30 يناير 1982.
ويعتبر مسلسل رأفت الهجان، من أبرز الأعمال الدرامية التي جسدت بطولات والخدمات التي قدمها لوطنه، إذ تابعه الملايين في مصر والوطن العربي وكان بمثابة الصفعة على وجه الكيان الصهيوني، وجسد دوره الساحر محمود عبد العزيز بمنتهي البراعة.