شهدت جامعة سوهاج، خلال الفترة الماضية نهضة علمية وتعليمية هائلة، إذ احتلت المركز الأول على مستوى الجامعات المصرية في النشر العلمي والمركز الخامس في ترتيب الجامعات الناشئة.
وتضم جامعة سوهاج 17 كلية ومعهداً و68253 طالباً وطالبة بزيادة بنحو 6 آلاف طالب عن العام الماضى.
وفي إطار حرص جريدة”الأيام”، على إبراز النجاحات والإنجازات التي تحققها الجامعات المصرية خلال الفترة الماضية لاسيما في ظل اهتمام الرئيس عبدالفتاح السيسي بتطوير المنظومة التعليمية باعتبارها ركنا أصيلا من أركان الجمهورية الجديدة وحتى تكون هذه الجامعات نبراسا ونموذجا يحتذي لغيرها من المؤسسات والجامعات، كان لنا هذا الحديث الهام مع الدكتور مصطفى عبدالخالق رئيس جامعة سوهاج.
وفي حديثه حرص رئيس جامعة سوهاج على توجيه الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسي لثقته الكبيرة في شخصه وتشريفه بتعيينه رئيساً لجامعة سوهاج وشرح كيف يتم حل مشكلة التمريض بالمستشفيات الجامعية وكيفية حل مشكلة الأمية وإلى غير ذلك من الملفات التي تطرقنا إليها خلال الحوار التالي:
في البداية: هل يمكن أن نعرف كم عدد الطلاب والكليات داخل جامعة سوهاج؟
لدينا في جامعة سوهاج قرابة 63 ألف طالب، يتمتعون بالخدمات التعليمية بين انتظام وانتساب موجه، موزعين على 17 كلية ومقسمين إلى قطاع التعليم الطبي ويضم كليات (الطب، التمريض، الصيدلة، الطب البيطري، المعهد الفني للتمريض)، وقطاع التعليم الهندسي ويضم كليات (الهندسة، الحاسبات والذكاء الاصطناعي، التكنولوجيا والتعليم)، أما قطاع العلوم الأساسية فتضم كليتي (العلوم، والزراعة) بالإضافة إلى 8 كليات للعلوم الإنسانية وتضم كليات (التربية، التربية النوعية، التربية الرياضية، الآداب، الألسن، الحقوق، الآثار، والتجارة) إضافة إلى المعهد الفني للتمريض.
وما هي أهم المشروعات الإنشائية بجامعة سوهاج؟
منذ توليت مقاليد رئاسة الجامعة العام الماضي، استلمت 15 مشروعا جاري تنفيذهم داخل مقرات الجامعة وهم عبارة عن إنشاء أقسام جراحة القلب والصدر والمخ والأعصاب والطوارئ، ومبنى للمعامل المركزية داخل المقر القديم بمدينة ناصر.
بالإضافة إلى 11 مشروعا جديدا يتم إنشائهم داخل المقر الجديد بمدينة الكوامل وهي إنشاء مقرات لكليات (الحقوق، الأمومة والطفولة، طب الأسنان، الصيدلة، مبنى الإدارة المركزية، مجمع المدرجات المركزية، مجمع الفصول الإلكترونية، مبنى الإدارة العامة للشئون الهندسية، مشروع الصالة المغطاة للألعاب الرياضية).
وتصل نسبة الإنجاز في هذه المشاريع إلى 95%، ومن المقرر أن يتم افتتاح عدد كبير منها مع بدء العام الدراسي الجديد.
كما تم الانتهاء من مشروع مستشفى سوهاج الجامعي الجديد بمدينة سوهاج الجديدة بتكلفة 1.5 مليار جنية، وجاري إنشاء معهد “الدراسات البيئية” بمدينة القصير بمحافظة البحر الأحمر.
وهل هناك خطة لتفريغ المقر القديم للجامعة لخدمة كليات معينة؟
نعم، هناك خطة بدأت بالفعل لنقل العديد من الكليات من المقر القديم إلى المقر الجديد بمدينة سوهاج الجديدة للتوسع في إنشاء مباني الطبية التي تخدم المواطن مثل المستشفى الجامعي وأقسام جراحة القلب والصدر والمخ والأعصاب والطوارئ ومبنى للمعامل المركزية لتتبقى في النهاية كليتي الطب والتمريض فقط داخل المقر القديم.
وما هي أهم المحاذير على الطلاب خلال الدراسة والامتحانات؟
في ظل استمرار جائحة كورونا، تواصل الجامعة اتخاذ كافة المحاذير الاحترازية، بجانب الحرص على التباعد وارتداء الكمامات في الامتحانات وتوفير بوابات التعقيم.
كما تُلزم الجامعة الطلاب باحترام كافة الأعراف الجامعية فلا تسمح للطلاب بدخول زى غريب أو سراويل ممزقة أو أي سلوك خارج عن العرف الجامعي والأخلاق العامة.
كيف شاركت جامعة سوهاج في مبادرة حياة كريمة؟
مبادرة حياة كريمة مبادرة رئاسية عظيمة، يمكن تقسيمها إلى محورين أساسيين كما فندها السيد رئيس الجمهورية، محور خاص بتطوير الحجر متمثل في البنية التحتية من بناء المنشآت أو ترميمها ورصف الطرق وتبطين الترع ومشروعات المياه والصرف، وهو ما تقوم به الدولة.
أما المحور الثاني فيتمثل في تطوير العنصر البشري وهو المحور الأساسي الذي تشارك فيه الجامعة بقوة من خلال المشاركة في محو الأمية لأهالينا في قرى محافظة سوهاج وهي نسبة مقدرة بـ20% من الشعب السوهاجي، فلا يمكن تصور وجود أمية ونحن بالألفية الثالثة.
وكذلك مشاركة الجامعة تتمثل في تدشين القوافل “التنموية الشاملة” عن طريق خطة متكاملة تستهدف قرى مبادرة حياة كريمة.
وتضم القافلة الواحدة قافلة طبية لكافة التخصصات من كلية الطب وقافلة بيطرية من كلية الطب البيطرى وقافلة إرشاد زراعي من كلية زراعة وقافلة تثقيف من كلية الآداب والصيدلية المتحركة بجانب تنظيم يوم رياضي لأبناء القرى من كلية تربية رياضية ورسم جداريات على مداخل القرية من أبناء كلية تربية نوعية، بالإضافة إلى لجنة طبية لتحويل المرضى الذين يحتاجون لعمليات جراحية إلى المستشفيات الجامعية لإجرائها.
وكيف استطاعت الجامعة تخطي أزمة كورونا؟
الحقيقة نحن تجاوزنا أزمة كورونا من خلال تدشين 8 نقاط لتطعيم الطلاب والعاملين وأعضاء هيئة التدريس ومعاونيهم بمقري الجامعة، ووصلت نسبة التطعيم إلى 98.2% من أعداد منتسبي الجامعة بالجرعات الثلاثة الأولى فيما يجري توفير الجرعة التنشيطية الرابعة.
أما على مستوى المستشفيات الجامعية، فقد لاحظ الجميع أن العديد من مستشفيات وزارة الصحة جرى تسليمها للشركات المنفذة لتطويرها مما أدى إلى توقفها عن العمل ما أدى إلى زيادة العبء على المستشفيات الجامعية بجانب عملها الأصلي في استقبال الطوارئ والحوادث وإجراء العمليات العادية.
وبناء على ذلك تم إنشاء جناح كامل باسم جناح العزل بقوة 1030 سرير لاستقبال مرضى كورونا بالإضافة إلى إنشاء غرفة كاملة لاستقبال أي وافد للمستشفى للتأكد من عدم إصابته.
هل هناك مشكلات في تشغيل المستشفى الجامعي الجديد؟
ليست هناك مشكلة في تشغيل المستشفى الجامعي الجديد، حيث تم دفع 175 مليون جنيه لهيئة الشراء الموحد لتوفير الأجهزة اللازمة، بالإضافة لتوفير جميع الكوادر الطبية المتميزة في جميع التخصصات علاوة على استكمال الفرش والأثاث بمعرفة جهاز الخدمة الوطنية بمبلغ 50 مليون جنيه.
لكن أبرز مشكلة في تشغيل المستشفى هي نقص أعداد التمريض بالمستشفى حيث نحتاج إلى 500 ممرضة على الأقل، بالإضافة إلى الحاجة إلى عدد مماثل في المستشفى الجامعى القديم أي أن الجامعة تحتاج إلى قرابة 1000 ممرضة لسد العجز.
وبالتالي سعت الجامعة لحل هذة المشكلة من خلال اجتماعات مكثفة مع اللواء طارق الفقي والسيد وكيل وزارة الصحة بالمحافظة وانتهينا إلى نقل 150 ممرضة من داخل مدينة سوهاج من المستشفيات المعطلة الآن للتطوير مقابل توفير وسائل مواصلات لهم من الجامعة ودفع حوافز مالية لهم لتشجيعهم تتراوح من 50 إلى 70 جنية في “يوم العمل الواحد” وكذلك توفير وجبات غذائية وإقامة بالمدن الجامعية لحين التعاقد على سكن دائم لهن مع إدارة المدن الجديدة.
ماذا عن ملف محو الأمية وتعليم الكبار؟
عندما كنت نائبا لرئيس الجامعة كانت المشاركة في ملف محو الأمية هزيلة جدًا لدرجة أنه وفقا للإحصائيات خلال 4 سنوات تم محو أمية 98 فرد، ومع عام 2020 بدأنا تحفيز الطلاب في المدرجات بتعليم 200 أمُى في أول عام وهو معدل ضعيف أيضًا مقارنة بمعدلات الأمية في سوهاج والذى تجاوز وقتها مليون و100 ألف،
ومن هنا بدأت الجامعة بوضع خطة تحفيزية للطلاب في عام 2021 بمجموعة قرارات ملزمة للطلاب تمثلت في أن لا يتخرج الطالب وخاصة في الكليات النظرية إلا إذا محا أمية 4 أفراد من قريته.
وفي حالة استطاع الطالب محو أمية أي شخص بخلاف الأربعة الأساسيين لتخرجه يحصل على 100 جنيه حافزا من الجامعة بالإضافة إلى 250 جنيه من هيئة تعليم الكبار، وإذا محا أمية 7 أفراد يُعفى من نصف رسوم الإقامة بالمدن الجامعية، وإذا استطاع محو أمية 10 أفراد يُعفى من الرسوم الدراسية، وإذا كانت فتاة تُعفى من سنة الخدمة العامة بالتنسيق مع وزيرة التضامن.
أما إذا استطاع الطالب تعليم 15 دارسا فيحق له الإقامة في المدن الجامعية حتى إذا لم تنطبق عليه الشروط، وإذا نجح الطالب في تعليم أكثر من 15 دارسا يحصل على عقد استعانة للعمل بالجامعة في مركز تعليم الكبار، ولدينا 4 فتيات استطعن تعليم من 22 إلى 29 شخصا وتم الاستعانة بهن للعمل في الجامعة.