كانت أول فرحة تنتظرها بفارغ الصبر بعد إجهاض طفل في الشهر الثاني لتشبع لديها غريزة الأمومة وتملأ حياتها بالسعادة، فقررت تسميتها “شروق” لكن الصدمة التي تلقتها الأم عقب ولادة “شروق” أدخلتها في حالة بكاء هيستيري.
ولدت شروق داخل منزل بسيط بقرية شبرا شهاب بمحافظة القليوبية وأسفل منطقة الظهر مفتوح لدرجة أن العمود الفقري واللحم يرى بالعين، ما كان يستدعي حمومها يوميا في فصل الشتاء تحسبا لتلوث الجرح.
رحلة بحث ظلت ثلاث سنوات للبحث عن سبب إصابة شروق وتوقعات الأطباء بوجود صلة قرابة بين الأب والأم وهذا غير صحيح إلى أن اكتشفت إحدى الطبيبات خلال حمل والدة شروق أنها تحمل فيروس بالدم يسبب تشوهات للجنين ما تسبب في إجهاض الطفل الأول وتشوهات العمود الفقري لدى شروق، وتم علاجها حتى رزقها الله بطفلين معافين “أحمد ومنصور”.
معاناة حقيقية تعيشها شروق صاحبة الخمسة عشر عاما وأسرتها؛ فعمودها الفقري منذ ولادتها وحتى اليوم يشبه قوقعة البحر.
بدموع حارقة تقول والدة شروق ” أنا ولدت شروق طبيعي على يد “داية” لأن الحالة المادية متعسرة وكأي أم كان قلبي يرتجف من الفرحة في انتظار طفلتي الأولى وأشاهد خروجها للحياة لحظة بلحظة وأنتظر احتضانها بفارغ الصبر وفجأة وسط ذهول وصدمة الحاضرين خرجت شروق للدنيا ” ولحم ضهرها باين والعمود الفقري باين” وكل ما كان لدي هو الصراخ والبكاء.
واستطردت “ميرفت عاشور عبد اللطيف” من هنا بدأت رحلة عذابي أنا وشروق بحثا عن علاج لها أملا في أن تكون طفلة طبيعية تتحرك وتلعب مثل كل البنات في عمرها وأفرح بها، وحتى يومنا هذا شروق وصلت لـ خمسة عشر عاما ومازلنا نبحث عن العلاج وعن أهل الخير بتبني حالة شروق .
وتابعت أن شروق منذ ولادتها تحتاج يوميا إلى تنظيف الجرح، كما أجرت حوالي خمس عمليات بين تركيب شرائح ومسامير وعملية للقرحة وعملية تكوين أوتار إضافة إلى عملية بالمخ لتركيب صمام وبعد فتح المخ أقر الأطباء أنها لا تحتاج تركيب صمام مستكملة حديثها أن الأن شروق لا تتابع مع أي طبيب ولا تأخذ أي أدوية بسبب سوء الحالة المادية؛ فوالدها كان صنايعي يعمل بالسقف المعلق وبعد أزمة كورونا توقف سوق العمل وأصبح السفر للقاهرة للبحث عن العمل مكلف ماديا “ومابيجيبش همه” على حد قولها خاصة أن شروق تعاني أيضا من التبول اللا إرادي وأسعار الحفاضات ارتفعت بشكل مبالغ فيه.
وذكرت أنها أخذت جولات عديدة بعدة مستشفيات على مدار حياتها ولكن بقي الحال كما هو عليه ومازال قلبي ينفطر على ابنتي كما أنني مريضة بالغضاريف والخشونة وأصبح حملي لشروق وخدمتي لها يسبب شقاءا كبيرا لي كما أنني لا أقدر على العمل للمساعدة في مصاريف البيت وتركها بمفردها.
وأوضحت أن أهل الخير ساعدوها خلال الفترة القليلة الماضية بثمن الكشف عند أحد كبار أطباء جراحة العمود الفقري وكان أخر أمل لها إلا أنه رفض إجراء العملية مبررا ذلك بأن نسبة النجاح 70% فقط وهو لا يجري مثل هذه العمليات إلا إذا كانت نسبة النجاح تفوق الـ 90%.
وناشدت والدة شروق أهل الخير بتبني حالة شروق ومساعدتها في إجراء العملية حتى تستطيع شروق خدمة نفسها بعد وفاتها، كما ناشدت المسئولين بإيجاد حل لها خاصة ان عملية تصحيح العمود الفقري غير متاحة بمستشفى التأمين بحسب ما ذكرت.