عاوزين حقهم .. تلك هي كلمات أسرة سجدة وإيمان الطفلتين اللاتي توفيتا بسبب الحصول على حقن مضاد حيوي بدون إجراء اختبار الحساسية، مرددين حسبي الله ونعم الوكيل.
وشيعت أسرة سجدة وايمان، جنازة الطفلتين، مساء اليوم الأربعاء، وسط حالة من الحزن الشديد والبكاء والعويل والصراخ الشديد، بسبب موت الشقيقتين بسبب إهمال عاملة داخل احدى الصيدليات بمنطقة كرموز غربي المحافظة.
رددت أسرة الطفلتين خلال الجنازة، عبارات “حسبي الله ونعم الوكيل” و “لا إله إلا الله” و “عايزين حقهم”، بينما تأثر شقيقهم الأكبر فارس، صاحب ال ٨ سنوات، ودخل في نوبة بكاء شديدة، بينما انهارت الأم والأب خلال تشييع الجثامين.
قال وجيه عمار، جد الطفلتين، أن ما حدث جريمة يعاقب عليها القانون، وان عاملة الصيدلية متسببه فى الحادث بعد أن منحت ايمان وسجدة حقن دون إجراء اختبار الحساسية.
وأضاف ل “الأيام” أن يطالب بتوقيع أقصى عقوبة على المتهمين المتسببين فى قتل أحفاده، وأن صاحبة الصيدلية لابد وأن تعاقب لأنها سمحت لغير المختصين بالعمل فى الصيدلية.
وقالت رحمة محمد، شقيقة والدة الطفلتين، أن شقيقتها توجهت للطبيب بعد حالة الاعياء التي تعرضتا له كل من سجدة وايمان، ثم حصلت على الروشتة وتوجهت بها إلى الصيدلية، فأخبرتها العاملة بعدم توفر هذا النوع من العقار – مضاد حيوي- وأن البديل متوفر وله نفس المفعول، فخرجت لصرف العلاج من صيدلية أخرى لكنها لم تجد المضاد الموصوف لها فى الروشتة.
وأضافت ل ” الأيام “، اضطرت شقيقتي للعودة إلى الصيدلية الأولى للحصول على الحقن البديل، مؤكدة أم شقيقتها طالبت عاملة الصيدلية أن تجري لهما اختبار قبلي لكنها لم تفعل بل واعطتهم جرعة زائدة، لافتة أن الروشتة مكتوب فيها أن الجرعة سنتيمتر ونصف، لكنها حقنتهم بحقنة بجرعة 5 سنتيمتر، فسقطتا كلتا الطفلتين على الأرض نتيجة الإصابة بضيق تنفس وجرى نقلهما لمستشفى القباري ولكن فشلت كل محاولات إنقاذهم.
أمر النائب العام اليوم، بحجز صيدلانية وحبس عامليْن لديها أربعة أيام احتياطيًّا على ذمة التحقيقات؛ لاتهام الأخيرين بمزاولة مهنة الصيدلة بغير ترخيص، واتهام الأولى بالسماح لهما بذلك، فضلًا عن اتهام العاملة بإعطاء الطفلتين المجني عليهما عقارًا تسبب في وفاتهما.
كان قد ورد بلاغ إلى النيابة العامة اليوم من والدة الطفلتين المجني عليهما مفاده وفاة ابنتيها على إثر تلقيهما عقارًا بالصيدلية، متهمةً صاحبةَ الصيدلية والعاملةَ بها بالتسبب في وفاتهما، فباشرت النيابة العامة التحقيقات، وبسؤال المبلِّغة شهدتْ أنَّ الصيدلانية المتهمة وصفت عقارًا بديلا للمدون بروشتة علاج إحدى الطفلتين، فحاولت البحث عن العلاج الأصيل فلم تجده، فاضطرت للعودة إلى الصيدلية لتلقي ابنتها العلاج البديل، وهناك وجدت عاملة حقنت ابنتيها بالعقاقير دون إجراء اختبار لهما قبل الحقن، فشعرتا بإعياءٍ شديدٍ نُقلتا على إثره للمستشفى حيث توفيتا.
و استجوبت النيابة العامة المتهمين، واتخذت حزمةً من الإجراءات لاستجلاء الحقيقة، منها التحفظ على الصيدلية وتفتيشها، وندب لجنة مختصة لمراجعة تراخيصها، وفحص ما بها من عقاقير، وجارٍ استكمال التحقيقات.