تصدرت لعبة الموت أو “تحدي كتم الأنفاس” المثيرة للذعر والقلق، محركات البحث، ومواقع التواصل الاجتماعي، وتوالت التحذيرات من هذا التحدي المميت الذي انتشر في البداية على تطبيق “تيك توك” لينتهي بلبعة قاتلة بين الطلاب في المدارس، استرعت انتباه وزارة التربية والتعليم لتوجه تحذيرات شديدة اللهجة وتعليمات مشددة بمتابعة مستمرة لتصرفات الطلاب داخل المدارس.
وهنا نتوقف على الخطر الكبير التي تسببه الألعاب الإلكترونية على الأطفال والمراهقين، لقلة إداركهم بحجم المخاطر التي قد تؤدي إلى الوفاة كما شهدناه في “لعبة الموت” وليدة الـ”تيك توك”.
ومن جانبها، تطرقت داليا العاصى المسئول الفنى للصحة النفسية بمنظمة الصحة العالمية بالمكتب الإقليمى لشرق المتوسط إلى أضرار ألعاب الفيديو على الأطفال والمراهقين وتمضيتهم فترة طويلة أمام الشاشات الالكترونية.
وأوضحت العاصي في تصريحات لها، أن جائحة كورونا كانت سببًا في تزايد ارتباط الأطفال والمراهقين بالشاشات الإلكترونية، في ظل عدم الذهاب للمدراس والمكوث فترة أطول في المنزل وأصبحت نمطًا مضرًا لقضاء الوقت طوال اليوم.
لعبة الموت مرض خطير على الأطفال
ومع تفشي هذه الآفة الإلكترونية التي وصلت لدى البعض إلى حد إدمان الألعاب، وبدأت تؤثر بصورة مباشرة على صحتهم، اعتبرت منظمة الصحة العالمية في يناير الماضي مع الإصدار الـ11 للتصنيف الدولى للأمراض، ان الإنخراط فى ألعاب الفديو يعد اضطراب.
وأضافت المنظمة في إصدارها أن هذا الانخراط يُعد مؤشر لوجود أعراض غير معتادة تبدأ فى الظهور على الطفل كما أنه تؤثر على سلوكه.
توصيات الصحة العالمية
ووفقاً لأهم توصيات منظمة الصحة العالمية، وجهت العاصي عدد من النصائح لحماية الأطفال والمراهقين من هذا الاضطراب، وهي:
1- ضرورة التدخل من قبل الأسرة.
2- التوجه للطبيب على الفور للعلاج إذا وصل الأمر إلى حد الإدمان.
3- تقديم المساعدة من الأسرة والمجتمع، واستبدال جلوس الطفل لفترات طويلة أمام الشاشات الالكترونية، بعادات صحية ومجتمعية أخرى.
تخاطب هذه التوصيات العالمية فئات مختلفة من المجتمع متمثلة أولاً فى الأباء الأوصياء على الطفل من مراقبة سلوكه جيداً، وعدم السماح للأطفال الرضع ذات العام ، بعدم التعرض تماما لأى شاشات إلكترونية.
4- التعرض ساعة واحدة على الأكثر أمام الشاشات الالكترونية، خاصة للأطفال من سن عامين إلى 4 أعوام.
5- استمرار متابعة الأطفال كلما تقدم في المرحلة العمرية، رغم أنها تعد الأصعب وخاصة بين المراهقين.
6- التوعية المستمرة للأبناء بعدم الانخراط وراء أى شئ جديد بدون تفكير والتأكيد على أهمية تحكيم العقل في كل المواقف.
7- توفير البدائل العملية للأبناء، كممارسة الأنشطة الحيوية، والرياضة والمشاركة المجتمعية المستمرة والمنزلية.
8- التوعية بالفرق بين اللعبة الترفيهية، وغيرها التي تؤدي إلى الوفاة أو الخارجة عن المألوف.
دور المدرسة الرقابي
أما عن المدرسة، فأكدت العاصي أن عليها دور رقابي كبير مؤثر على الأطفال، خاصة وأنها تمثل النصف الأخر من يوم الأطفال.
وأشارت إلى كثير من الأطفال يعرفون تلك التطبيقات والألعاب المثيرة من زملائهم بالصف الدراسي، نظراً لأنها جذابة تستدعى فضول الطفل، ليقوم بممارستها بتشجيع زملائه، وهو ما حدث في لعبة الموت التي اانتهت ببعض الأطفال إلى الوفاة في اللحظة.
ونصح العاصي المدارس بعدد من النصائح لحماية الطلاب:
1- وجود مدونات سلوكية إسترشادية للتوعية بشأن التعامل الصحيح مع الإنترنت.
2- توفير الاخصائي النفسي بالمدارس، للجوء إليه حال تعرض أحد الطلاب لمشكلة بشأن الإستخدام الخاطئ.
3- دور المعلم داخل الفصل الحرص الدائم على توجيه الملاحظات حال ظهور أي أعراض طارئة على الطفل.
4- هلى مقدمى الرعاية الصحية ملاحظة أى إضطراب واضح على الطفل، قد ينجم عنه إدمانه للألعاب الالكترونية، ومتابعة الأمر مع الأسرة.
نصائح لشركات التكنولوجيا
وأخيرًا وجهت العاصي عدد من النصائح لشركات التكنولوجية ومستخدمى الألعاب الإلكترونية، وهي:
1- ضرورة مراعاة تدابير السلامة عند تصميم الألعاب الإلكترونية.
2- توفير آليات لمراقبة الأباء لأبناءهم خاصة بمراحل الطفولة.
واختتمت بالتأكيد على أن الوقاية الحقيقية تبدأ من وجود الطفل فى بيئة صحية، تعمل دائمًا على المشاركة والتفاعل وممارسة الأنشطة المختلفة، إلى جانب المراقبة المستمرة والتوعية والتدخل السريع إذا اقتضى الأمر.