“مش هقدر أكمل من غير بنتي”.. كلمات دارت في ذهن “سماح” السيدة الأربعينية التي أصبحت تعاني من الوحدة في أعقاب انفصالها عن زوجها الذي قرر ألا يترك لها ذكرى سعيدة فقرر ضم حضانة ابنته له.
وقفت السيدة في شرفة منزلها واسترجعت ذكريات زواجها وأحلامها الوردية التي سعت لسنوات طويلة لتحقيقها، وبالفعل أنجبت طفلة ورغم نشوب خلافات عديدة بينها وبين زوجها، إلا أنها كانت متمسكة بالبقاء في منزلها برفقة ابنتها الصغيرة التي تخوفت من تشردها حان انفصال أبويها، وتأتي إلى خيالها ومضة بمشاجرتها الأخيرة مع زوجها والتي اتخذا فيها قرار الطلاق، ثم تذكرت معاناتها من الاكتئاب وتعامل من حولها مع انفصالها بصورة خاطئة، فتارة تتعرض للتنمر والإيذاء النفسي من قبل أسرتها الذين رفضوا قرار طلاقها في البداية، وتارة تعاتبها صديقاتها على ترك زوجها وهي في تلك المرحلة العمرية المتقدمة، حتى أتت القشة التي قسمت ظهر البعير.
قرر طليق “سماح” ضم نجلته صاحبة الـ16 عامًا لحضانته بقرار محكمة، وهنا لم تتحمل الأم الفراق، لتحاول النظر إلى المستقبل وتخيل كيف ستكون حياتها، إلا أن الاكتئاب والتنمر صورا لها أن مستقبلها سيكون مليء بالحزن والألم، لتدور عيناها وتتذكر أهلها غير العابئين بما تعانيه وتهمس قائلة: “مش هقدر أكمل من غير بنتي”، وترفع قدميها على سور الشرفة وتقفز من الطابق الثالث وهي مغمضة عينيها على ابتسامة طفلتها لترتطم في الأرض وتحدث صوتًا مدويًا؛ ليهرع الأهالي محاولين إنقاذها وسط حالة من الفزع والصراخ، ولكنها تصبح جثة هامدة بعد سقوطها.
بداية الواقعة بتلقي اللواء محمد عبدالمنعم شرباش، مساعد وزير الداخلية مدير أمن سوهاج، إخطارًا من مأمور قسم أول سوهاج، مفاده ورود بلاغًا من غرفة عمليات النجدة، بسقوط سيدة من شرفة منزلها بالطابق الثالث، وعلى الفور انتقلت الأجهزة الأمنية إلى محل البلاغ وتبين أن المتوفاة قررت إنهاء حياتها بسبب مرورها بأزمة نفسية، وتم نقل الجثة لمشرحة مستشفى سوهاج العام، تحت تصرف النيابة العامة.