قدم مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري اعتذارًا للشعب العراقي، عن الأحداث التى شهدتها البلاد خلال الساعات الماضية، قائلًا: “أعتذر للشعب العراقي لأنه المتضرر الوحيد لما يحدث.. فالقاتل والمقتول في النار”، معربًا في كلمة عن حزنه العميق لما آلت إليه الأحداث في العراق.
وأضاف الصدر، خلال كلمة له تعليقًا على الأحداث الجارية في العراق: “وطنى بعد ما كان أسيرا للفساد هو الآن أسيرا للعنف والفساد.. كنت أمل أن يكون هناك احتجاجات سلمية بالأكفان والأيدى والقلوب الصافية المحبة لوطنها”.
وشن الصدر، هجومًا لاذعًا ضد الثورة معلقًا: “بئست الثورة التى تحمل الهاون والسلاح.. العنف والقتل ليست ثورة، ولن أقول بعد ذلك أنها ثورة”، مقدمًا الشكر للقوات الأمنية على وقوفها على الحياد في الأحداث الجارية، وأمهل أنصار التيار بالانسحاب فورا من محيط مجلس النواب خلال 60 دقيقة.
تابع الصدر: “على أنصار التيار الصدري الانسحاب تماما من أمام البرلمان وإلغاء الاعتصام، والتيار منضبط ومطيع وأبرأ منه إذا لم ينسحب من أمام البرلمان خلال ساعة”.
وقرر زعيم التيار الصدري العراقي، مقتدى الصدر، أمس الاثنين، الإضراب عن الطعام حتى يتوقف العنف، حيث قال رئيس الكتلة الصدرية المستقيلة، حسن العذاري، في تغريدة على حسابه بموقع “تويتر”، إن “زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، أعلن إضرابًا عن الطعام، حتى يتوقف العنف واستعمال السلاح”.
وأضاف: “فإذا الفاسدين لا تعطي أحداً مهما كان مسوغًا لاستعمال العنف من جميع الأطراف”.
وكان لقى 12 شخصًا من أنصار الزعيم العراقي، مقتدى الصدر، مصرعهم، وأصيب 85 آخرون، اليوم الاثنين، في المنطقة الخضراء في بغداد، بحسب حصيلة جديدة أدلت بها مصادر طبية، وسط حالة من الفوضى عقب إعلان الزعيم الشيعي اعتزاله العمل السياسي نهائيًا، وفقًا لـ فرانس برس.
بينما أكد إعلام التيار الصدري، عن مقتل القيادي عقيل جوحي، في سرايا السلام، خلال اشتباكات بغداد، وعلى الرغم من إعلان القوى الأمنية فرض حظر التجوال في البلاد، إلا أن ذلك لم يوقف تدفق مؤيدي الصدر، حيث قال عدد من المحتجين المجتمعين داخل المنطقة الخضراء أن خطوات تصعيدية ستنفذ في الساعات القادمة.
وأفادت مصادر “العربية” بإصابة عشرات المتظاهرين بعد إطلاق الرصاص الحي من قبل عناصر الحشد، والقنابل الدخانية أيضا، فيما اشتبك بعض مؤيدي الصدر مع المسلحين، فيما تعدت عناصر مجهولة على مراسلي وسائل الإعلام في الموقع.
أما في مدينة الصدر فأعلن التضامن التام مع الزعيم الصدري والنفير العام، وسط توقعات بأن تشهد مناطق أخرى أيضاً خلال الساعات المقبلة خروج عدد من التظاهرات أيضا، لاسيما في المحافظات الجنوبية، منها “واسط وميسان وذي قار والبصرة وغيرها”، حيث يحظى بتأييد واسع، علماً أن محتجين خرجوا في البصرة، وأغلقوا عدداً من الطرقات بالإطارات المشتعلة.
فيما دخل مؤيدو الصدر مبنى محافظة ذي قار، وسيطروا عليه. كما سيطروا على مبنى المحكمة في ميسان، ورجح بعض المراقبين أن تشهد البلاد نوعاً من العصيان المدني.
جاءت تلك التطورات بعدما أوضح الصدر في تغريدة على حسابه في تويتر، اليوم الإثنين، أنه قرر اعتزال العمل السياسي نهائياً، وغلق كافة المؤسسات الخاصة بتياره عدا المرقد والمتحف وهيئة التراث، كما لمح إلى أن حياته قد تكون مهددة بسبب مشروعه الإصلاحي، مطالباً أنصاره بالدعاء له في حال مات أو قُتل”.
وأعلنت اللجنة التنفيذية لاعتصامات التيار الصدري، إنتهاء سيطرتها على تظاهرات الشارع، ما يفتح المشهد العراقي على كافة الاحتمالات، ومنع مكتب الصدر أنصاره من رفع الأعلام والشعارات والهتافات السياسية أو الحديث باسم باسم التيار في وسائل الإعلام ومنصات التواصل، مغلقا جميع الحسابات.