داخل مبنى المدينة الجامعية سوهاج، شباب ملئهم الحماسة والنشاط ، يظهر على وجوههم البساطة والرضا بقضاء الله، اضفى لله عليهم نور وبصيرة رغم فقدان البصر، تجمعهم صفات مشتركة وعلاقات طيبة بمسئول رحيم بهم، وهب نفسه لخدمتهم، ليكون لهم بمثابة أب ومعلم قبل أن يكون لهم مسئول عن إدارة مركز “نور البصيرة” التابع لجامعة سوهاج.
التقينا بمسئولى المركز والعاملين والطلاب من ذوي الإعاقة البصرية لسماع عن حكايتهم وتجاربهم مع الحياة كنماذج مشرفة للإصرار والعزيمة والتغلب على ظروف الاعاقة ليعلم كل واحد من فريق العمل زملائه الجدد بجامعة سوهاج ما تعلمه من فنون الحياة.
يقول الدكتور عماد الدين الصوينع، مستشار رئيس جامعة سوهاج لذوي الإعاقة، مدير مركز نور البصيرة أنه المركز يقدم خدماته لجميع طلاب الجامعة من ذوي الاحتياجات الخاصة بشكل عام ولكن ذوي الإعاقة البصرية هم أكثر استفادة من الباقي ،مبررا أن ذوى الاعاقة الحركية تكون المشكلة لديهم فى طرف قد يتم تعويضه، أما فاقدى البصر يكمل معهم المركز مسيرة تعليمهم لأوقات طويلة وتدريبهم على تعلم الكمبيوتر والقراءة والكتابة بطريقة ” برايل” للمكفوفين .
وأوضح مدير مركز نور البصيرة، أن المركز تم تطويره مؤخرا ليسع قاعتين بمكتمل أجهزتهم حتى يستوعب جميع الطلاب لافتا أن بموجب قرار من رئيس الجامعة يؤدى الطلاب المكفوفين امتحاناتهم داخل المركز وبدون مرافق وهى خطوة هامة تجعل الطالب أكثر اعتمادا على نفسه.
ولفت أن المركز يحتوي على طابعتين طباعة المقررات التعليمية للطلاب المكفوفين بطريقة برايل.
من جانبه، أكدت الدكتور سلوى عبد المنعم أستاذ الآداب بجامعة سوهاج ونائب مدير المركز، أن هناك اهتمام بالطالبات فى إطار اهتمام الدولة بالمرأة المصرية ومشاركتها فى المجتمع وتحدى كافة الصعاب.
وأوضحت أنه هناك عدد كبير من الفتيات من ذوات الإعاقة السمعية والبصرية شارك المركز في تعليمهم وتأهيلهم حيث أصبحن طالبات متفوقات دراستهم حتى حصل بعضهن على الدكتوراة والماجستير.
فى المقابل، لفت محمد أبو طالب، أحد ابناء مركز نور البصيرة والمعين داخل المركز لتولي مهمة الإشراف على قاعات الاجهزة الحاسب الآلي أنه إعاقته البصرية لم تمنعه عن مباشرة عمله داخل المركز ويكون سعيد جدا عندما يشارك فى تعليم أصدقاءه وزملاءه من أبناء الجامعة