الانفصال ليس سهلاً أبدًا ، حتى لو كنت الشخص الذي قام بإنهاء العلاقة، ولكن بالرغم من صعوبة تجاوز هذا الأمر، إلا إنه يمكن تجاوزه، ولكن كيف يمكن تجاوز الانفصال وكيف يمكننا الحب والثقة مرة أخرى؟، هذا ما يوضحه التقرير التالى:
أولاً : هناك مجموعة من المشاعر يجب التعامل معها ومعالجتها، وقد يستمر بعضها لفترة أطول من البعض الآخر. وهناك أيضًا خطوات قصيرة الأجل وطويلة المدى يمكنك اتخاذها للتعافي من الانفصال حتى تتمكن من الانتقال إلى علاقات صحية جديدة في المستقبل، أولها وأهمها علاقة صحية مع نفسك.
وفيما يلي سنعرض لك بعض الطرق الفعّالة التي تضمن لك التعافي بطريقة إيجابية:
– الخطوة الأولى: عبر عن مشاعرك
فالتعبير عن المشاعر هو خطوتك الأولى للتعافي، حسب خبراء الطب النفسي، ولكن يجب أن تمر عملية الحزن كاملة، ويجب أن تعيش تقلباتها، فقد تشعر بالحزن في لحظة واحدة وتغضب في اللحظة التالية، فالتقلبات المزاجية أمر وارد جدا، لذلك يجب عليك الاعترف بكل ما تشعر به، حيث يمكن أن يؤدي الانفصال إلى العديد من المشاعر، منها القبول (خاصة بعد حدوث الانفصال مباشرة)، والارتياح، والصدمة، والإنكار، والحزن، وغيرها من المشاعر المتضاربة، كالرفض والآلم والخيانة، والخوف.
– الخطوة الثانية: جرب خطوات قصيرة المدى
مثلما تحتاج فى الخطوة الأولى للتعافى إلى التعامل مع مشاعرك، فأنت تحتاج أيضًا إلى خطوات أخرى تالية، وبقدر ما ستبدو تلك الخطوات أمرًا صعبًا في البداية، إلى إنها ستزيد من إحساسك بالسلام العاطفى والعقلى والجسدى بعد الانفصال، ومن أهم تلك الخطوات، “البحث عن الذات مرة أخرى”، فعندما تكون في علاقة، خاصة على المدى الطويل، قد يكون من السهل أن تنسى نفسك، ونحن نعلم جيدا أنه من الصعب التركيز على إيجابيات الخروج من العلاقة في الوقت الحالي، ولكن يمكنك تعلم احتضان هذه الفرصة وانتهازها لاستكشاف الذات، وذلك من خلال أن تسأل نفسك: هل هناك أي أنشطة لطالما أردت تجربتها؟، أو أماكن للسفر وتناول أطعمة لم تستطع القيام بها من قبل؟، حان الوقت الآن للتفكير في القيام بهذه الأشياء.
– الخطوة الثالثة: التركيز على التعافي طويل الأمد
على المدى الطويل، غالبًا ما يعتمد التعافي الصحي من الانفصال بشكل كبير على عدد من العوامل أبرزها:
صحتك العقلية
فالحزن عملية ليس لها جدول زمني محدد، ومن الممكن أن تحتاج إلى أخذ وقت طويل لتحزن بعد الانفصال، ولكن مساعدة نفسك لمعالجة ظروف حياتك الجديدة أمر ضروري لصحتك العقلية بشكل عام، لذا يمكنك الاعتناء بصحتك العقلية أثناء فترة الانفصال، وذلك عن طريق التأكد من بقائك نشيطًا اجتماعيًا وبدنيًا، فذلك سيمكنك من تقليل الألم والاكتئاب الذي قد تعاني منه.
تقنيات الرعاية الذاتية
الرعاية الذاتية مهمة دائمًا، خاصة بعد الانفصال. فهناك قول مأثور يقول “عليك أن تعتني بنفسك من أجل رعاية الآخرين”، ومن خلال استثمار الوقت في الرعاية الذاتية على المدى الطويل، ستنشئ علاقة صحية مع نفسك والتي ستنعكس بعد ذلك على علاقاتك بالآخرين.
وفى النهاية، سواء كان قرار الانفصال من جانب واحد أو متبادل، فإن إنهاء العلاقة ليست عملية سهلة أبدًا، وخلال لحظات التوتر الشديد أو الحزن، من المهم أن تضع في اعتبارك أن هذه المرحلة من حياتك ستنتهي في النهاية. وتذكر أيضًا أن معظم الأشخاص يمرون بمرحلة الانفصال مرة واحدة على الأقل في حياتهم، وينصح وقتها فى حالة إذا شعرت أن التعامل مع الانفصال أصبح صعب لدرجة أن صحتك العقلية بدأت تتأثر ، فيجب فى ذلك الوقت التوجه لرؤية معالج.
وتذكر دائمًا: “كن لطيفًا مع نفسك، وتعامل مع الانفصال على أنه عملية مؤقتة وستعيش حياة سعيدة مع شخص آخر يحبك أكثر”.