قالت السفيرة سها جندي، وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، أن كينيا أحد أهم الدول الأفريقية موقعًا ومكانة، مشيرة إلى أن الجالية المصرية في كينيا لها دور بارز وإسهامات كبيرة، رغم محدودية عددها.
وتناولت عددًا من المبادرات التي تحرص عليها وزارة الهجرة، من بينها مبادرة “مصر بداية الطريق” لتكريم القادة الأفارقة الذين تلقوا تعليمهم في مصر وتولوا مناصب في بلادهم، للتأكيد على أن بلادنا لا تنسي من تعلموا فيها، وأن الوزارة تسعى لبلورة خطة للعمل والتحرك في قارتنا التي تمثل جزءًا مهمًا من انتماءنا لها وتشكيل هويتنا المتميزة، حيث تم طرح المبادرة والتي تحظى برعاية الرئيس السيسي على فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر، للاستفادة من الكوادر المتميزة التي تخرجت في جامعة الأزهر العريقة والمؤسسات التعليمية الأخرى مثل جامعتي القاهرة وعين شمس.
كما تناولت السفيرة، سبل تعزيز مبادرة “صوت مصر في افريقيا” والتي تستهدف تحسين الاحتفاء بالنماذج الناجحة من المصريين بالدول الأفريقية وكيفية التعاون معهم والاستفادة من خبراتهم ومعرفتهم بالاحتياجات الأفريقية على أرض الواقع، لفتح مجالات تعاون للدولة المصرية بالقارة السمراء، تماشيًا مع توجه الدولة واهتمام القيادة السياسية بأفريقيا، مشيدة بمساهماتهم الفعالية في “مصر تستطيع بالصناعة” لمناقشة سبل تعزيز التعاون وتشجيع المشروعات الاستثمارية والصغيرة والمتوسطة وغيرها من الملفات ذات الاهتمام التي تتوافق مع أجندة افريقيا 2063.
واستعرضت وزيرة الهجرة، خطط تعريف المصريين بالخارج بالمحفزات التي تعمل على إتاحتها خلال الفترة المقبلة، واعتزام الوزارة إطلاق تطبيق خاص للمصريين في الخارج، لتعريفهم بالتيسيرات والمزايا التي تتيحها وزارات ومؤسسات الدولة المصرية، مشيرة إلى أهمية الترويج لتلك الفرص بين المصريين في أنحاء القارة السمراء، بالإضافة لأهمية التنسيق مع السفارات المصرية في الخارج للوصول إلى أهم رموز الجالية المصرية في كل دولة وربطهم بالمصريين في مختلف الدول الأفريقية.
وأوضحت الجندي، أننا حريصون على تلبية رغبات واحتياجات المصريين بالخارج، مؤكدة على التواصل الدائم والمستمر مع وزارة التربية والتعليم، والذي أثمر عن إقرار نظام امتحانات التيرمين لأبنائنا في الخارج، حرصًا على مستقبلهم، مشيدة بدور دعاة وبعثات الأزهر في مختلف الدول، والذين يمثلون نموذجا مشرفا للقوة الناعمة المصرية ويتحدثون بمختلف اللغات ومنها السواحيلي.
وأكدت الوزيرة، أن كينيا من الدول التي يمكن تعزيز مجالات التعاون في العديد من الآفاق التي تشهد فرص نمو مستقبلي كبير، وتمثل فرصة جيدة للاستثمارات المصرية في مجالات الصحة والتعليم والمشروعات الصغيرة، والانطلاق في هذه البيئة المواتية لتحقيق العديد من المكاسب المشتركة والتوسع في الصناعات الخضراء، وذلك في ظل تحضيرات مصر لاستضافة الدورة السابعة والعشرين من مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ “COP27”.
ورحبت الجندي، باستمرار تعاون وزارة الهجرة مع سفير مصر في كينيا لبحث أوجه التعاون مع الجالية المصرية في كينيا والوقوف على أبرز احتياجاتهم ومشاكلهم والتنسيق حال وجود شكاوى لهم، بجانب بحث أوضاع الطلبة المصريين الدارسين في كينيا، والتنسيق بشأن عقد اجتماعات عن بعد مع الجالية والطلاب المصريين هناك، في إطار مبادرة “ساعة مع الوزيرة”.
واختتمت وزيرة الهجرة، اللقاء بالتأكيد على أن هناك خطة موضوعة للقاء الجاليات المصرية حول العالم، عن طريق تقنية “زووم”، ومن بينها الجالية المصرية في كينيا، حيث دعت للتعاون المستقبلي، ودراسة آليات تعظيم الاستثمارات المصرية في القارة السمراء، والتعاون مع الأشقاء الأفارقة، للتنمية في مختلف المجالات، مشيرة إلى أننا على استعداد تام للتعاون مع سفارة مصر في كينيا ومختلف السفارات المصرية التي تُعد بمثابة خط الدفاع الأول عن الدولة.
جاء ذلك خلال استقبال وزيرة الهجرة، السفير وائل عطية، سفير مصر الجديد في كينيا، والمقرر توجهه لتسلم مهام منصبه خلال الفترة المقبلة، وذلك في إطار تدعيم التواصل مع الجاليات المصرية بالخارج، بالتعاون والتنسيق مع وزارة الخارجية، والاستفادة من قوى مصر الناعمة والجاليات المصرية بالخارج وتلبية طلباتهم، حيث أشاد السفير، بحرص الوزيرة على الربط مع الأشقاء في أفريقيا للاستفادة من فرص التنمية والاستثمار في العديد من المجالات، موضحًا أن هناك فرص كبيرة لتعزيز التعاون والتجارة البينية بين مصر وكينيا، وكذلك التعاون الاقتصادي والصحي مع كينيا، مع انتشار التطبيقات الذكية ووسائل التحول الرقمي، بجانب فرص تنشيط حركة الطيران والسياحة بين مصر وكينيا، وآليات فتح الأسواق الكينية أمام الدواء المصري، والتعاون في ملفات الصحة وتدريب العمالة الكينية والتعليم، وتعظيم الاستثمارات المصرية في كينيا في عدد من المجالات.
وقال عطية، قبل استلام مهامه، أن هناك العديد من المجالات التي يمكن الاستفادة منها بين البلدين، ومن بينها تنشيط حركة الطيران والسياحة بمختلفة أنواعها خاصة السياحة الشرائية والدينية والعلاجية من خلال التسويق والترويج الجيد وتقديم عروض وباقات جاذبة للسائح الكيني، وإمكانية تصدير الدواء المصري إلى كينيا وباقي الدول الأفريقية بكثافة وإرسال الأطباء والصيادلة المصريين للاستفادة من خبراتهم، بجانب التعاون لتدريب العمالة الكينية على شئون الضيافة وأعمال الفندقة والمهن السياحية، والتعاون مع الجانب الكيني في مجال الاتصالات والكهرباء والطاقة، وزيادة التبادل التجاري والتعاون في مجال التعليم.