البيتكوين أصبح أشهر العملات الافتراضية المشفرة الأكثر انتشاراً في العالم في ظل التحول نحو الاقتصاد الرقمى.. صرحت بهذا الدكتورة ياسمين الشرقاوى، استشاري ريادة الأعمال والتحول الرقمى لبوابة «الأيام».
وأضافت، في ظل التطورات التكنولوجية المتسارعة، والتطور المشهود في صناعة الخدمات المالية والمنتجات المرتبطة بها، نشأ عن هذا تطور في الحركة المالية العالمية التي استخدمت عملة البيتكوين الافتراضية.
كما صاحب ذلك انتشار التجارة الإلكترونية، وتطور وسائل الدفع والتحويل الإلكتروني، وخلق نماذج أعمال جديدة، فقد أصبح إجراء أي معاملة مالية أو تجارية إلكترونيا ممكنًا بسرعة وسهولة، وباستخدام وسائل دفع إلكترونية حديثة تستخدم عملة البيتكوين .
وأكدت استشاري ريادة الأعمال والتحول الرقمى لبوابة «الأيام» أن ظهور عملة البيتكوين مصاحباً لتقنية سلسلة الكتل (البلوك تشين) كتطبيق لهذه التقنية، أحدثت جدلًا كبيرا في الأوساط المالية والاقتصادية لدراسة الفرص والمخاطر التي قد تنطوي عليها هذه العملات.
البتكوين تستخدم لتمويل الإرهاب
وأكدت الدكتورة ياسمين الشرقاوى أن عملة البيتكوين تستخدم دائماً في المعاملات غير القانونية مثل جرائم غسيل الأموال، وتمويل الإرهاب، كما أنها تؤثر على الاستقرار المالي والنظام المالي العالمي؛ نظرًا للتذبذب الشديد في أسعارها، واستخدامها للمضاربة وعدم خضوعها لأي سلطة مركزية.
كما أن مصدر الخوف منها يكمن في أن تكون فقاعة مالية جديدة تؤدي بالعالم إلى أزمة مالية جديدة، وفي ظل هذا الاهتمام المتزايد بالعملات الرقمية المشفرة، أصبح من الضروري إلقاء الضوء عليها، والتعرف على ما يحيط بها من فرص ومخاطر.
ما هي العملات الرقمية
- هي أي عملة متوفرة حصريًا في شكل إلكتروني، وتهيمن الإصدارات الإلكترونية من العملة على الأنظمة المالية في معظم البلدان، ففي الولايات المتحدة، على سبيل المثال، أصبحت العملة المادية المتداولة تحتل فقط حوالي عُشر المعروض من إجمالي النقد؛ ويتم الاحتفاظ بالباقي في ودائـع بنكية مختلفة في شكل إلكتروني، وذلك بحسب موقع فوربس الأمريكي.
- تعتبر العملة الرقمية المظلةَ الرسمية التي تضم جميع أشكال العملات الأخرى، سواء الإلكترونية أو الافتراضية أو الرقمية القانونية أو المشفرة. ما يميز العملة الرقمية عن الودائع الإلكترونية الموجودة حاليًا في الحسابات المصرفية هو أنها لا تأخذ شكلاً ماديًا أبدًا، وفــي الــوقــت الـحـالـي، يمكنك الــذهــاب إلــى ماكينة الصراف الآلي وتحويل ودائعك الإلكترونية إلى عملات فعلية.
- لا تأخذ العملة الرقمية شكلا ًماديًا أبدًا؛ حيث تبقى دائمًا على شبكة الكمبيوتر ويتم تبادلها عبر الوسائل الرقمية، وعلى سبيل المثال، بـدلا ًمن استخدام الفواتير بالدولار الفعلي كعملة رسمية لها، يمكن إجراء عمليات شراء عن طريق تحويل العملة الرقمية إلى تجار التجزئة باستخدام الهاتف المحمول، ومن الناحية الوظيفية، قد لا يختلف ذلك عن الطريقة التي يتم التعامل بها مع الأموال حاليًا باستخدام تطبيقات الـدفـع، مثل: فينمو أو باي بال، أو أبل باي، وبعد الإطلاق الناجح للعملات المشفرة اللامركزية، مثل: بتكوين، وإيثيريوم، والتي تقوم بتخزين القيمة ولكن لا تتم إدارتها من قبل أية سلطات مركزية، وتبحث الحكومات والبنوك المركزية في جميع أنحاء العالم عن إمكانية إنشاء عملات رقمية خاصة بها، تُعرف عمومًا بالعملة الرقمية الوطنية للبنوك المركزية.
- تختلف العملات الرقمية عن وسائل الدفع العادية والمتعارف عليها، مثل بطاقات الائتمان، في عدم وجود وسيط تحويل المعاملات مثل المؤسسات البنكية، وعدم وجود سلطة عليا تختص بمراقبة المعاملات المالية ممثلة في البنوك المركزية، وكذلك اعتماد العملات الرقمية على شبكات التفاعل المباشر P-2-P دون الحاجة إلى وجود طرف ثالث يقوم بمراقبة المعاملات المالية الصادرة والواردة.
- يعرف قانون 194 لسنة 2020 الخاص بإصدار قانون البنك المركزي والجهاز المصرفي، النقودَ الإلكترونية بأنها “قيمة نقدية مقومة بالجنيه المصري أو بإحدى العملات الصادرة من سلطات إصدار النقد الرسمية مستحقة على المرخص له بإصدارها، وتكون مخزنة إلكترونيًّا ومقبولة كوسيلة دفع”، كما يعرف القانون نفسه العملات المشفرة بأنها: “عملات مخزنة إلكترونيًّا غير مقومة بأي من العملات الصادرة عن سلطات إصدار النقد الرسمية، ويتم تداولها عبر شبكة الإنترنت”.
- ويمكن الحصول على الأصول المشفرة من خلال عملية تسمى “التعدين” “Mining”، يتم بمقتضاها استخدام أجهزة كمبيوتر فائقة القوة تستهلك طاقة هائلة لحل مسائل حسابية معقدة، يتمكن من ينجح في حلها من استخراج أو “تعدين “وحدات العملة الرقمية وتعتبر عملية تعدين الأصول المشفرة كثيفة استهلاك الطاقة، حيث تتطلب استهلاك كميات من الطاقة تماثل بعض الدول.
- وتوفر أيضًا العملات المشفرة الأمان والخصوصية، حيث يتم تسجيل المعاملات باستخدام خوارزميات تشفير مختلفة يصعب فكها أو تحليلها أو اختراقها، وتستخدم أسماء مستعارة أو أرقام حسابات غير مرتبطة بأي مستخدم أو حساب أو بيانات مخزنة يمكن ربطها بملف تعريف، بما يحقق مبدأ الخصوصية، وتوفر العملات الرقمية على الجانب الآخر الشفافية وعلانية المعاملات، حيث تكون عمليات البيع والشراء كلها معلنة ومعروفة لجميع المستخدمين بدون معرفة هوية المتعاملين لكن مع معرفة تامة بحجم المعاملات وتوقيت عقدها.
- توفير حماية البيانات الشخصية، حيث لا تتطلب معاملات الدفع بواسطة العملات المشفرة توفير بيانات شخصية أو بيانات حساسة؛ مما يؤدي إلى إزالة احتمالية سرقة بيانات الهوية.
- تسمح العملات المشفرة بتتبع التدفقات النقدية بشكل أفضل، حيث يمكن للمستخدمين تسجيل وعرض وتتبع عملاتهم عبر جميع حساباتهم، كما تجعل النظام قابلًا للتدقيق والتحقق.
مخاطر وتحديات العملات الرقمية المشفرة
وقد حذر البنك المركزي من التعامل في جميع أنواع العملات الافتراضية المشفرة، وفي مقدمتها عملة البيتكوين، لما ينطوي عليه التعامل في تلك العملات من مخاطر مرتفعة، حيث يغلب عليها عدم الاستقرار والتذبذب الشديد في قيمة أسعارها، وذلك نتيجة للمضاربات العالمية (غير المراقبة) التي تتم عليها؛ مما يجعل الاستثمار بها محفوفًا بالمخاطر، وينذر باحتمالية الخسارة المفاجئة لكامل قيمتها؛ وذلك نتيجة عدم إصدارها من أي بنك مركزي، أو أي سلطة إصدار مركزية رسمية يمكن الرجوع إليها، فضلًا عن كونها عملات ليست لها أصول مادية ملموسة، ولا تخضع لإشراف أي جهة رقابية على مستوى العالم، وبالتالي تفتقر إلى الضمان والدعم الحكومي الرسمي الذي تتمتع به العملات الرسمية الصادرة عن البنوك المركزية.
كما حذرت الهيئة العامة للرقابة المالية المصرية المستثمرين من مخاطر الاشتراك في عمليات الاكتتاب الأولي في العملات ICO، والتي تهدف لجمع أموال من المواطنين، ومن مخاطر دعوات الانسياق وراء العملات الافتراضية المشفرة ما يرتبط بها من معاملات غير خاضعة لرقابة أي جهة داخل مصر، وتشكل تحايلًا على المنظومة النقدية الرسمية وما يرتبط بها من قوانين وتشريعات.