زراعة الجوجوبا، خبير زراعي: زراعتها ستجعل من مصر قوة اقتصادية لا تقهر
زراعة الجوجوبا، في قلب الصحراء الغربية بمصر تلك الصحراء الشاسعة الحارقة التي ينبعث منها رائحة الموت والخراب، ينبض الوادي الجديد بحياة جديدة بفضل زراعة نبات الجوجوبا، هذا النبات، الذي قد يبدو للبعض غريبًا، لكنه يحمل في طياته إمكانات هائلة لتحويل الاقتصاد المحلي إلى اقتصاد عالمي، بالإضافة إلى تقديم فرص لا حصر لها للمزارعين والاقتصاد الوطني.
ومن خلال هذا التقرير التي أعده موقع الأيام المصرية مستندًا إلى آراء الخبراء والمختصين، دعونا نستكشف كيف لـ زراعة الجوجوبا أن تصبح مفتاحًا للرخاء في الوادي الجديد؟، وما هو أثرها العميق على النمو الاقتصادي في مصر؟.
أولًا: لماذا الجوجوبا؟
زراعة الجوجوبا، يعرف الجوجوبا على أنه نبات صحراوي يتميز بقدرته على التحمل والازدهار في بيئات قاسية، و يتم استخدام زيت الجوجوبا المستخلص من بذور النبات، في مجموعة واسعة من الصناعات مثل مستحضرات التجميل، والصناعات الدوائية، ومواد التشحيم، هذه الخصائص تجعل من الجوجوبا محصولًا ذا قيمة عالية في الأسواق العالمية، مما يدفع بالعديد من الدول إلى الاستثمار في زراعته.
الوادي الجديد: بيئة مثالية للجوجوبا
يتمتع الوادي الجديد بمناخ مثالي لزراعة الجوجوبا، حيث توفر الظروف الصحراوية الجافة الحرارة العالية التي يحتاجها النبات للنمو، كما أن الأراضي في الوادي الجديد تعتبر خصبة ومناسبة لتحمل الجفاف، مما يقلل من تكاليف الري ويزيد من كفاءة الإنتاج، هذه الميزات الطبيعية تجعل الوادي الجديد مكانًا مثاليًا لتطوير زراعة الجوجوبا على نطاق واسع.
ذهب الوادي الأخضر: كيف تحوّل زراعة الجوجوبا في الوادي الجديد مصر إلى قوة اقتصادية
فوائد زراعة الجوجوبا
يرى الدكتور إبراهيم طه الخبير الزراعي وعضو هيئة التدريس بكلية الزراعة جامعة الأزهر الشريف، أن الجوجوبا سيجعل من مصر قوة اقتصادية لا تقهر، كما أن له فوائد عظيمة منها ما يلي:
- خلق فرص عمل جديدة:مع ازدهار زراعة الجوجوبا في الوادي الجديد، تظهر فرص عمل جديدة في القطاع الزراعي والصناعات المرتبطة به، من زراعة وحصاد النبات إلى معالجة الزيت وتصنيعه، يحتاج كل جزء من سلسلة الإنتاج إلى عمالة مدربة، مما يساهم في تقليل معدلات البطالة في المنطقة ورفع مستوى الدخل.
- تعزيز الصادرات: يعتبر زيت الجوجوبا من المنتجات التي تحظى بطلب عالمي متزايد، خصوصًا في الأسواق الأوروبية والأمريكية، يمكن لمصر من خلال زيادة إنتاج الجوجوبا أن تعزز صادراتها وتزيد من عائداتها من العملة الصعبة، هذا يعزز الميزان التجاري ويساهم في تحسين الاقتصاد الوطني بشكل عام.
- استدامة بيئية: تتميز زراعة الجوجوبا بأنها صديقة للبيئة، حيث يحتاج النبات إلى كميات قليلة من المياه ويمكنه النمو في الأراضي القاحلة، هذا يقلل من استنزاف الموارد المائية ويساعد في الحفاظ على البيئة، بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تساعد زراعة الجوجوبا في مكافحة التصحر من خلال استصلاح الأراضي الصحراوية وتحويلها إلى مناطق زراعية منتجة.
- دعم الصناعات المحلية: يمكن للاقتصاد المحلي أن يستفيد بشكل كبير من زراعة الجوجوبا من خلال تشجيع إقامة مصانع صغيرة ومتوسطة لمعالجة وتصنيع زيت الجوجوبا، هذا يعزز الصناعات المحلية ويخلق دورة اقتصادية مزدهرة تساهم في التنمية المستدامة للمنطقة.
- وقود حيوي: من أعظم فوائد الجوجوبا أنه يستخدم كوقود حيوي وبديل نظيف للفحم والوقود الأحفوري الذي يلوث الجو ويزيد من ظاهرة الاحتباس الحراري ويعمل على تفاقمها، فتأتي زراعة الجوجوبا حلًا مثاليًا لهذه الظاهرة الكارثية.
التحديات والفرص
رغم الفوائد الكبيرة التي تقدمها زراعة الجوجوبا، تواجه هذه الصناعة بعض التحديات التي يجب معالجتها لتحقيق أقصى استفادة، من بين هذه التحديات نقص الوعي بأهمية الجوجوبا وفوائده الاقتصادية، بالإضافة إلى الحاجة لتوفير التدريب والدعم الفني للمزارعين، كما أن تطوير بنية تحتية قوية لتسهيل النقل والتوزيع يعد من الأمور الضرورية.
جهود الحكومة والمبادرات المحلية
تسعى الحكومة المصرية إلى دعم زراعة الجوجوبا في الوادي الجديد من خلال تقديم حوافز للمزارعين والمستثمرين، بما في ذلك تقديم قروض ميسرة وتوفير الدعم الفني والإرشاد الزراعي. بالإضافة إلى ذلك، تعمل الحكومة على تحسين البنية التحتية وتطوير شبكات الري لزيادة كفاءة الإنتاج.
من جهة أخرى، ظهرت مبادرات محلية عديدة من قبل جمعيات ومنظمات غير حكومية تهدف إلى توعية المزارعين بفوائد زراعة الجوجوبا وتقديم التدريب اللازم لهم، هذه الجهود المشتركة تساهم في خلق بيئة داعمة لنجاح زراعة الجوجوبا واستدامتها.
عودة إلى الماضي
من الجدير بالذكر أنه في عام 2022 تم الانتهاء من زراعة شتلات نبات الجوجوبا بمحافظة البحر الأحمر على مساحة تقدر بحوالي 3000 فدان اعتمادًا على مياه الصرف المعالجة ثلاثيًا بتكنولوجيا ألمانية، و قبل 12 عام بدأت بعض دول المنطقة التوسع في زراعته و احتكار تصديره إلى الشركات الأوروبية و بدأت مصر قبل 4 أعوام اقتحام المجال بزراعة الآلاف الأفدنة بالبحر الأحمر و سيناء و توشكى و العلمين، وبالفعل افتتح السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي المشروع منذ أيام قلائل، ويصل سعر اللتر الواحد من زيت الجوجوبا إلى 2600 جنيه، الأمر الذي يجعل منه ثروة قومية مستدامة.
نظرة مستقبلية
إن زراعة الجوجوبا في الوادي الجديد ليست مجرد خطوة نحو تطوير قطاع زراعي واحد، بل هي جزء من رؤية أوسع لتحقيق التنمية المستدامة وتحقيق ازدهار اقتصادي طويل الأمد، مع الدعم المستمر من الحكومة والمبادرات المحلية، يمكن أن تتحول زراعة الجوجوبا إلى نموذج ناجح يتم تطبيقه في مناطق أخرى من مصر.
تمثل زراعة الجوجوبا في الوادي الجديد فرصة ذهبية لتحقيق نمو اقتصادي مستدام، وتحسين مستويات المعيشة، وحماية البيئة، بفضل هذا النبات العجيب، يمكن للوادي الجديد أن يصبح مركزًا اقتصاديًا نابضًا بالحياة، يقود مصر نحو مستقبل أكثر ازدهارًا واستدامة.
موقع الأيام المصرية، يقدم لكم تغطية شامل ومتنوعة لكافة الأخبار والأحداث المحلية والعالمية، فى شتى المجالات، السياسية، الاقتصادية، الاجتماعية، الرياضية، الفنية، ونرصد لكم الخدمات الهامة سعر الذهب، سعر الفضة، سعر اليورو، سعر الدولار، سعر الدينار الكويتي، سعر الريال السعودي.