تعانق الفن والتاريخ في إبداع مريم توفيق، الفنان المبدع صاحب المشاعر الجياشة، والإحساس المرهف هو الذي يتفاعل مع قضايا وطنه وأمته، وفي حالة الحروب نراه يتقدم إلى الميدان يحمل قلمه ليسجل من خلال إبداعه كل ما يحدث في تلك الحروب من انتصارات أو هزائم، من همة للأمة ومن تخاذل، من الثبات في الميدان ومن تولية للأدبار جبنا وخورا في العزائم.
تعانق الفن والتاريخ في إبداع مريم توفيق
ومن أخطر وأشد ما مرت به الأمة العربية والإسلامية في تاريخها المعاصر ما يحدث لأهل غزة من قتل للأطفال والنساء والشيوخ، وتشريد وتهجير إلى كل واد، وهم ثابتون على أرضهم كالجبال الشم الشوامخ، لقد تخلى عنهم النصير، بل أصبح منهم متآمر، ولعدوهم مساند ومآزر
لقد اهتز وجدان الأدبية الشاعرة الملهَمة والملهِمة، المسيحية المسلمة الأزهرية مريم توفيق لما يدور في غزة من إبادة جماعية، فأخذت تسجل أحداث تلك الإبادة يوما بيوم شعرا ونثرا فأصدرت كتابها الأول ( لصوص الأرض -خيانة وغدر) بعد ثلاثة شهور من بدء طوفان الأقصى، فتلقته الأوساط الأدبية والنقدية بالترحيب والتقدير وعقدت حوله عدد من الندوات في معرض الكتاب وغيره.
ثم لم تلبث أن ألفت كتابها الثاني على نفس خطا الكتاب الأول، وعنونته ب ( القدس تنادي) ، والكتاب الآن تحت الطبع، وقد تابعت فيه الأحداث يوما بيوم، ليكون الكتابان سفرا أدبيا تاريخيا سجلت فيهما معظم أحدث وقعة طوفان الأقصى.
ولمريم توفيق كثير من الكتب حول وثيقة الأخوة الإنسانية، وعن فضيلة الإمام الدكتور أحمد الطيب، ولها تعلق كبير بالأزهر الشريف، ولا تترك فرصة إلا وكتبت عنه مبينة دوره في الحفاظ على الوحدة الوطنية، وإشاعة السلام والأمان المجتمعي من خلال منهجه الوسطي المعتدل، حتى أنها تسعد دائما حينما يقال عنها المسلمة الأزهرية.
تحية تقدير واحترام لهذه الكاتبة والأديبة المبدعة التي جعلت الفن والتاريخ يتعانقان في ضفيرة واحدة، رغم ما بينهما من تناقض.
موقع الأيام المصرية، يقدم لكم تغطية شامل ومتنوعة لكافة الأخبار والأحداث المحلية والعالمية، فى شتى المجالات، السياسية، الاقتصادية، الاجتماعية، الرياضية، الفنية، ونرصد لكم الخدمات الهامة سعر الذهب، سعر الفضة، سعر اليورو، سعر الدولار، سعر الدينار الكويتي، سعر الريال السعودي.