الإثنين 16 سبتمبر 2024
الايام المصرية
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى

المادة المظلمة، في فراغ يوحي بالعدم حيث الظلام الدامس يسود المكان، مكان لا مكان فيه للهواء وإذا كنت عطشًا فلن تجد فيه رشفة ماء، مساحة لا يمكن لعقلك البشري أن يدرك مداها، فهي تشكل المادة الأكبر من حجم الكون، المادة التي غيرت مفهوم الناس عن الفراغ وأقامت الحجة على المشككين في إعجاز وقدسية القرآن الكريم “المادة المظلمة”.

ما هي المادة المظلمة؟

المادة المظلمة، هي مادة افترضت لتفسير الجزء الأكبر من مجموع كتلة الكون، لا يمكن رؤيتها بشكل مباشر باستخدام المقاريب، حيث أنها لا تبعث ولا تمتص الضوء أو أي إشعاع كهرومغناطيسي آخر على أي مستوى وتحت أي ظروف، ويستدل على وجودها وعلى خصائصها من آثار جانبية التي تمارسه تلك المادة على المادة المرئية والإشعاع والبنية الكبيرة للكون.

وفقًا لفريق بعثة (بلانك) واستناداً إلى النموذج القياسي لعلم الكونيات فإن المادة العادية التي نعرفها تشكل حوالي 4.75% فقط من مادة الكون، بينما تشكل المادة المظلمة حوالي "24"% من مادته، وتشكل الطاقة الداكنة المجهولة حوالي 71.4%منه، وهنا تكمن المعجزة التي ذكرها القرآن الكريم منذ أكثر من 14 قرن من الزمان قال تعالى :( والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون).

بناء السماء والطاقة المظلمة يبيِن أن هنالك بناءًا سماويًا مرفوعًا بقوة الله، ويتكون من سبع طرائق أو طبقات، ولقد أثبت العلماء أن معظم المجرات وكذلك مجرة درب التبانة تقع قرب البناء السماوي الأوّل الّذي هو حافة علوية في الكون، ولعل الإزاحة الحمراء للمجرات التي تحقق سرعة ابتعادها العلاقة الخطية لقانون (هابل)، دليلاً على أن هذه المجرات مربوطة بجذب بناء مادة مظلمة.

ومن الإعجاز العلمي أن نسبة ما يسميه علماء الكون بالطاقة المظلمة أو الداكنة والذي يشكل حوالي 70%، قريب من نسبة عدد الآيات في القرآن التي تذكر بعض أسماء الله أو صفاته أو فيها ضميرٌ عائد إلى اللّه، ولا عجب فإن الله هو الذي يوسع الكون بقدرته قال تعالى:(والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون)، وبناء السماء محكم خالٍ من الفطور والفروج والشقوق فلا يكاد عقلك يعي مدى دقة وابداع هذا الخلق العظيم، والذي يدل بكل ما فيه من أجرام ومعجزات على وجود خالق أعظم سبب الأسباب وجعلها علامة على وجوده سبحانه وتعالى.

إن الأراضين السبع الوارد ذكرها في الأحاديث الصحيحة هي مستويات طباق وفتق، وتتوزع عليها المجرات والعناقيد المجرية الموجودة في الكون، وهي الحاضن الجاذبي لتلك المجرات والعناقيد، وبالتالي فلعلها هي مادة الكون المظلمة الباردة، ومن الإعجاز أن النسبة بين المادة الكونية المظلمة المجهولة 24.6% والمادة العادية المعلومة من الذرات والنجوم والمجرات 4.75%، تساوي النسبة بين عدد الآيات التي تذكر عالم الغيب 53 أو 54 إلى عدد تلك الآيات التي تذكر عالم الشهادة 10 آيات فسبحان الله العظيم.

على البشرية أن تعي تماماً أنه مهما وصلوا إليه من علم فسيظل علمًا قاصرًا أمام علم الله العظيم، وأنه لابد على الإنسان منا أن يتدبر في خلق الله وفي معجزاته حتى يطمئن قلبه ويصل بعقله إلى حقيقة الإيمان، فالعاقل من يرى تلك المعجزات ويوقن بأن من خلق الكون هو الله الواحد القهار، لا كما يدعي الملحدون والمشككون بأن الكون هو من خلق نفسه تعال الله عما يشركون.

موقع الأيام المصرية، يقدم لكم تغطية شامل ومتنوعة لكافة الأخبار والأحداث المحلية والعالمية، فى شتى المجالات، السياسية، الاقتصادية، الاجتماعية، الرياضية، الفنية، ونرصد لكم الخدمات الهامة سعر الذهب، سعر الفضة، سعر اليورو، سعر الدولار، سعر الدينار الكويتي، سعر الريال السعودي.

تم نسخ الرابط