الإثنين 16 سبتمبر 2024
الايام المصرية
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى
محمود الشاذلى يكتب
محمود الشاذلى يكتب

فجرت حالة اللامعقول التي تتنامى بالوطن تأثرا بإقتراب الانتخابات البرلمانيه ، الكثير من الموضوعات الجديره بالنقاش والحوار لمن تبقى لديه ولو بصيص من رؤيه ، أوبعضا من عقل ، خاصة وأننا لاشك أصبحنا نعيش حاله من التنمر السياسى يمارسها كل من يبحث عن دور مجتمعى ، أو يأمل في الحصول على عضوية البرلمان وذلك إنطلاقا من حضن السلطه الدافىء ، سواء عبر كيانات قبليه لاجذور لها ، أو أحزاب هلاميه إنبعاجيه طريقها التبرع بالملايين ، وليس إنطلاقا من قدرات شخصيه أو التمتع بفكر متفرد يضيف لحياتنا السياسيه الكثير ، وكلاهما نهج مسموح به على أوسع نطاق ، الأمر الذى معه إنعدمت المنافسه الشريفه ، وتوارى الخبراء الذين كانت تعج بهم الأحزاب ، وإفتقدنا التعايش وسط قامات رفيعه نفخر بوجودنا في رحابهم نستفيد منهم ، ونتعلم على أيديهم ، وننهل من خبرتهم ، ويضيفوا لنا مايجعلنا أصحاب رؤيه  ، حتى أصبحت الحياه السياسيه مسخا بلا قيمه ، لذا عود على بدء .. يطيب لى التأكيد على أننى بحكم الواقع ، والممارسه ، والحقيقه ، والنشأه ، والتربيه ، أعشق هذا الوطن الغالى عشق المحبين ، وذلك عن حق وصدق ويقين ، وأحترم قادته ومسئوليه في كل موقع إحترامى لنفسى بصرف النظر عن إتفاقى أو إختلافى مع نهج كل منهم ككيانات ، وقناعات ، وأسلوب إدارتهم للبلاد أو حتى الهيئات ، والوزارات ، والمنشآت وذلك إنطلاقا من كونى وفدى القناعه والتوجه واليقين السياسى ، ولأن الكمال لله وحده ، ترسخ ذلك فى وجدانى رغم أن نشأتى لم يكن منطلقها الإستكانه ، أو الخنوع ، أو القبول بكل شيىء وأى شيىء دون نقاش ، أو حوار ، أو حتى إقناع ، أو إقتناع ، لذا فأنا عصى على الترويض ، وأبدا لايستهوينى النفاق .

أتصور أنه من الطبيعى أن تتنامى تلك الحاله من اللامعقول التي سيطرت على مجريات حياتنا لتتحور لظاهرة التنمر التي يمارسها أعضاء تلك الكيانات القبليه ، وحزبيين صغار فكرا وموقعا ، تأثرا بعدم الخبره التي هي نتيجه طبيعيه لتلاشى المنافسه ، والتوقف عن التفكير ، والإنتماء إلى حضن السلطه الدافىء ، من خلال المشاركه في تلك الكيانات ، وعضوية تلك الأحزاب التي باتت حزبا واحدا بأسماء متعدده ، إلى الدرجه التي معها بات يطيب لهم أن يروجوا مرارا وتكرارا وكل الوقت أنهم السلطه ، والسلطه هم ، بل وأحد أدوات الأجهزه ، بل ويفخرون بأنهم منوط بهم رسم معالم واقعنا السياسى والمجتمعى وتحديد منطلقات الحياه البرلمانيه ، لذا من الطبيعى أن يوهموا الناس بأنهم يعدوا عليهم أنفاسهم ، ويرصدون حركاتهم ، حتى ولو كانوا يهمون لدخول دورة المياه ، بل ويختارون النواب نيابة عن الشعب ، الأمر الذى دفع بحق لحياه مجتمعيه تفتقد للمحبه ، وممارسه سياسيه لاقيمة لها على الإطلاق بعد أن أصبحت مسخا بلا قيمه ، لأنه لايجدى معها أى حوار وطنى أو حتى تقارب مجتمعى ، المأساه أن هذا المناخ السياسى من الطبيعى أن يتمخض عنه أن يتصدر المشهد كثر من قليلى الخبره ، منعدمى الكفاءه .

يبقى من الأهمية التركيز على واقعنا لعلنا نستطيع بما نطرحه من آراء توضيح المفاهيم ، وترسيخ اليقين أن مصرنا العظيمه دوله كبرى ، ذا تاريخ وحضاره ، ولايمكن لرأى يتم طرحه ، أو رؤيه حتى ولو كانت مضامينها تنطلق من شطط ، أن تهز ولو طرفا من مكوناتها ، من هنا كان من الأهمية وقف توجيه الإتهام لمن له رأى بأنه يهدد الأمن القومى ، ويضر بالوطن ، ويزعزع الإستقرار ، حتى ولو كان هناك شطط فيما يطرحه بعض الشباب علينا أن يكون المنطلق توضيح المفاهيم عبر الإقناع ، وليس عبر الإتهامات ، لأن هذه الإتهامات قد ترسخ لديهم أن مايقولون به صواب ، رغم أن مايقولون به قد لايرقى حتى لمستوى مضامين يمكن أن يدور بشأنها حوار نظرا لقلة الخبره وحداثة التجربه بالنسبه لهم ، من هنا فإن المعالجه الغير مدروسه تسبب لاشك حجر عثره فى سبيل النهوض بالوطن .

الخطوره أن من يعمق مفهوم سحق أى رأى الحواريين فى تلك الكيانات القبليه ، ونظرائهم بأحزاب السلطه وهم كثر الآن ، رغم أن لديهم كفاءات لكنهم ليسوا فاعلين فى إحداث التوازن المطلوب ، والمعالجه الحكيمه ، وفقدان الخبره  ، مما يزيد الوضع ترديا ، ويدفعون هؤلاء الشباب إلى طريق مسدود ، تلك الرؤيه سبق وأن عمقها من سبقوهم من فاقدى الخبره من حوارى أنظمة حكم سابقه وكانت النتيجه مأساويه لأن لها علاقة بالإحتقان النفسى ، يتعاظم ذلك عندما يكون منطلقها تأثرا بالأكاذيب التى يطلقها الخصوم السياسيين فى حق بعضهم البعض هؤلاء الذين تجردوا من النخوه ، وإنعدم لديهم شرف الخصومه ، أتصور أننى لاأقول كلاما غير مفهوم ، أو عبارات تدغدغ المشاعر بلا غايه نبيله ، بل إن الكلمات واضحه ، والمعانى كاشفه لرؤية هى حصيلة خبرة العمر فى المعترك السياسى والبرلمانى شكلت وجدانى إنطلاقا من الوفد فى زمن الشموخ وصلت الآن لعامها الأربعين ، يبقى فقط أن يتلقفها الكرام من الوطنيين من أصحاب القرار، وهم كثر ومابينى وبينهم من تواصل ومعايشه يجعلنى أدرك أن الدنيا بخير بوجودهم فاعلين في واقعنا ، ويخضعوها للدراسه إنطلاقا من قلوب صافيه ، ونوايا صادقه ، ويغوصوا في أعماقها ويخرجوا منها ولو مضمونا واحدا يضيف لحياتنا مايفيد ، وليس عبر تنمر بغيض يحاول أن يصدره مغرضين من خارجهم  ، لذا جعلنا المناخ السياسى بتردياته أن نشتاق للتعايش مع الكرام ، ولو عبر إستحضار الذكرى العطره لقامات بهذا الوطن ، كيف ؟ تابعونى.

موقع الأيام المصرية، يقدم لكم تغطية شامل ومتنوعة لكافة الأخبار والأحداث المحلية والعالمية، فى شتى المجالات، السياسية، الاقتصادية، الاجتماعية، الرياضية، الفنية، ونرصد لكم الخدمات الهامة سعر الذهب، سعر الفضة، سعر اليورو، سعر الدولار، سعر الدينار الكويتي، سعر الريال السعودي.

تم نسخ الرابط