الإثنين 16 سبتمبر 2024
الايام المصرية
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى
الايام المصرية

لاشك أن المناخ السياسى العام جعلنا نشتاق للتعايش مع الكرام ، ولو عبر إستحضار الذكرى العطره للقامات بهذا الوطن خاصة هؤلاء الذين تعلمنا منهم كثيرا ، وتعايشنا معهم طويلا ، وتشرفت بأن جمعتنى بهم صداقه قويه ، أستحضر في رحابهم زمن شرف الكلمه ، خاصة بعد أن دفع المناخ السياسى الآن  بأصحاب الخبرات والكفاءات أن يلزموا منازلهم ، وينكفئوا على ذاتهم ، فى محاوله منهم للإبتعاد عن أتون الصراعات التى قد يتمخض عنها أن  تعصف بهم وشايه ، أو يدمرهم وأولادهم تصرف حاقد ، خاصة وأنهم رأوا بأعينهم مصير المحافظ الأخ والصديق الغالى الوزير المهندس محمد عبدالظاهر ، أحد أبرز رموز العطاء بهذا الوطن ، والذى يعد من القامات المجتمعيه الرفيعه التي جعلته أبوالحكم المحلى ، وصاحب رؤيه وطنيه حقيقيه تصب فى صالح الوطن ، لكنه تم العصف به على أثر وشايه ، والعزاء الوحيد أنه رسخ لزمن شرف الكلمه ، وقول الحق ، لذا ظل متربعا فى قلوب مواطنين وساسه وكذلك مسئولين كثر ، ورحل الوزير الذى وشى به بل ونسيه كل الخلق ، لكنه وكأن الله تعالى أراد أن يطيب خاطره بما هو أسمى وأجل من المنصب وهو حب الناس ، والذكرى العطره  .

قبل ذلك قال القيمه السياسيه الرفيعه الوزير كمال الشاذلى الذى ظلمه كثر  أن السياسه نجاسه ، ولم ندرك مضامين ومبتغى ذلك إلا الآن عليه رحمة الله ، خاصة بعد أن تمخض عن تلك النجاسه التي أيقنها كثر الآن هذا العزوف الجمعى والطوعى  عن أى مشاركه سياسيه أو إنتخابيه أو حتى مجتمعيه ، وسط بهجة المغرضين بذلك دون إدراك أن هذا يضر بالمكون المجتمعى للوطن ، والذى جاء أحد جوانبه أن بات يتصدر المشهد الوظيفى والنيابى كثر من قليلى الخبره ، منعدمى الكفاءه ، عمق ذلك تنامى آلية إختيار القاده الجدد فى كل موقع سياسى كان أو حزبى ، أو حتى وظيفى ، أونيابى ، والذى جاء وفقا لآليه محدده ، وتلك الآليه لاعلاقة لها من قريب أو بعيد  بالكفاءة ، أو الإراده الشعبيه ، بل يحكمها الواسطه والمحسوبيه ، ومن يدعمها ويدفع خلفها ، ولامانع من الهبات حتى ولو كانت تلك الهبات مغلفه بغلاف التبرع ليضعه حزبه فى القائمه الإنتخابيه المحظوظه المضمون نجاح من فيها جميعا ، وكذلك أصبحت ألمس فيما هو قادم من الأيام بعد تنامى ظاهرة الكيانات القبليه ، ودخول المعترك المجتمعى والسياسى كيانات معروفه سلفا بالجموح ، ويكفى تحصيلها رسوم بالبلطجه من أبناء غزه عند دخولهم وطننا الغالى توضع في جيوب القاده ، وليس في خزينة الدوله أو وفق آليه قانونيه منضبطه ولها حجيتها  ، الأمر الذى أفرز معه ظهور طبقة تسعى إلى تصدر المشهد السياسى والنيابى بحثا عن الوجاهة الإجتماعيه ، وليس عبر رسالة وطنيه حقيقيه قائمه على العطاء ، وأهداف نبيله ينشدها كل الشرفاء ، ومبادىء ينطلق منها الكرام إلى وجدان الناس ، وثقافه يحاول تأصيلها مجموعات شبابيه ، والمثقفين ، وممارسة سياسيه حقيقيه ، كل ذلك رسخ فى الوجدان حاله من فقدان الثقه فى كل شيىء حتى فى السياسه نفسها .

قد يتوقف البعض بتحفظ أمام ماطرحت نظرا لإختفاء فصيل السلفيين ، وإنزوائهم إلى ركن ركين لايتحدثون إلا تنفيذا للتعليمات التى ترد إليهم بحذافيرها ، بعد أن صدعوا أدمغتنا فى الماضى بشعارات صدقها البعض عبر الخداع على أنها ثوابت دينيه ، وعودة ساسه ينتمون للمعارضه فى عهود سابقه لممارسة السياسه الآن فى أريحيه تامه  ، لكن إذا أمعنا النظر وركزنا الإنتباه سنرى أن هؤلاء وأولئك إختفوا أو عادوا عبر بوابة الإمعان فى تصدير صورة غير واقعيه لوجود الرأى الآخر ، والمعارضه الوطنيه ، وهؤلاء قبلوا لعب هذا الدور رغم أنه إنقلابا  على ماسبق وأن صدعوا به أدمغتنا  تأكيدا على أنهم مناضلين ثوريين أصحاب فكر ، ولديهم رؤيه ، والآخرين أنهم من أهل الله ، الأمر الذى معه قبلوا بسحق كل تاريخهم مقابل أن يكونوا جزءا من المشهد السياسى ، ولعب دور مجتمعى دون إدراك منهم أنهم أصبحوا بلا أى قيمه ليس فى نظر أنفسهم عند إستحضار المصداقيه ، إنما فى نظر أقرب الناس إليهم ، وحتى من سمحوا لهم بتصدر المشهد من تلك الزاويه التى أنهت أى وجود حقيقى لهم فى وجدان الناس .

حبا فى هذا الوطن الغالى كان يمكن لهؤلاء وأولئك أن يعودوا لصدارة المشهد ، بالتواصل مع قادته وهم وطنيين لاشك فى ذلك ، ولن يقبلوا إلا بما يصب فى صالح الوطن ، ومنه أن يكون تواجدهم تواجد كريم ، عبر تفاوض وطنى يحافظ لهم على مساحه من الحريه التى تضيف كثيرا للوطن سياسيا ، ومجتمعيا وواقعا وحتى أمام العالم الخارجى ، ولاأتصور أنهم كانوا سيلقون معارضه لهذا النهج ، لأن بالوطن وطنيين كثر ، لكنه الحرص على الوجود فى صدارة المشهد والسلام ، حتى ولو كان ذلك إنطلاقا من توازنات ، حتى صدق عليهم القول ، الذين يريدون أن يعرفهم الناس ولو بالسوء من القول .

قولا واحدا تلك الأجواء التى صنعها البعض حتى وإن كانت عبر إجتهاد شخصى ، وحسن نيه ، إلا أنها لايمكن لها أن تساهم مساهمه فعاله فى بناء الوطن ،  والنهوض به ،  ولايمكن أن يتحقق بها تقدما حقيقيا إنطلاقا من هذا المناخ الذى يرسخ لتراجع الكفاءات ، لأن النهوض بالوطن لايمكن أن يتحقق إلا بتكاتف الجهود ، والمشاركة الفعاله ، والإستفادة بطاقات الجميع فى إطار مشاركه محترمه ، تحترم قناعات الناس ، ولاأعرف كيف يمكن لوطن أن يتقدم والجميع يعطون ظهورهم لبعضهم البعض ، والآخرين الذين إلتزموا بيوتهم وتركوا الأمور تسير فى إتجاه المجهول الذى يروج له المنافقين على أنه نجاحا غير مسبوق لم يشهده أى عصر ، أو حتى يحدث فى أوروبا ، الأمر الذى أصبح معه تتجلى الحقيقه اليقينيه التى سبق وأن أكدها بخبرته الكبيره الوزير كمال الشاذلى رحمه الله تعالى الذى ظلمه الناس قبل التاريخ ، والتى مؤداها أن السياسه باتت نجاسه فى العصر الحديث ، الأمر الذى معه بات من الأمانى أن نعيد السياسه إلى شموخ الماضى الجميل ، وأرى أن ذلك ليس مستحيلا لأن كثر بالوطن أصحاب قرار وطنيين بحق ، لكن يتعين لتحقيق ذلك تناول السياسه بين شموخ الماضى ، وغموض الحاضر ، وضبابية المستقبل . وهذا ماسأتناوله لاحقا .. تابعونى.

موقع الأيام المصرية، يقدم لكم تغطية شامل ومتنوعة لكافة الأخبار والأحداث المحلية والعالمية، في شتى المجالات، السياسية، الاقتصادية، الاجتماعية، الرياضية، الفنية، ونرصد لكم الخدمات الهامة سعر الذهب، سعر الفضة، سعر اليورو، سعر الدولار، سعر الدينار الكويتي، سعر الريال السعودي.

تم نسخ الرابط