الإثنين 16 سبتمبر 2024
الايام المصرية
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى
محمود الشاذلي
محمود الشاذلي

أصبحت كل الوقت أضرب كفا بكف تندرا وحزنا على ماأتعايشه يوميا .. غلاء الأسعار يقهر إرادة كل الأسر ، أسعار السلع والخدمات باتت سداح مداح  ، وترتفع كل يوم جهارا نهارا وعلى رؤوس الأشهاد ، دون أن يتفاعل لردع من ورائها أى جهاز رقابى رغم أنه ماأكثرهم ، والمواطن يصرخ لكن  لايشعر بصراخه إلا أمثاله من ساكنى القرى ، والعزب ، والعشوائيات ، وماأكثرهم ، والمرتبات سحقها منظومة الغلاء وبات المرتب بالكاد يشترى جيراما من الذهب ونصف ، بالمجمل المواطن بات يكتوى بنار غلاء الأسعار .

كان من نتيجة ذلك أن تبدلت أحوال الناس  ، فالوجوه باتت عابسه ، والحياه إتسمت بالصعوبه ، والمعاناه تتزايد وتتعاظم ، والتطاحن والتشاحن بات من الأمور الطبيعيه ، والصراعات داخل الأسر تتنامى وتتعاظم ، والنفور بين الناس تتعالى وتيرته ، الأمر الذى معه أصبحت طوال اليوم أبحث عن البسمه على وجوه الناس ، أستحضر الفرحه فى مجريات الحياه ، أتواصل مع الأحباب أملا فى أن ينتزعونى من نفسى التى بين جنبى إلى حيث الراحه والسعادة .

واكب ذلك كله حالة من الجموح فى الرأى ، والتناطح فى العرض ، ومحاولة فرض الرأى بالقوه عبر مفردات لاتصب على الإطلاق فى رؤيه محترمه تكون أحد منطلقات بناء ثقه بين أفراد المجتمع ، أو عبر حوار محترم معنى ، ومضامين ، خاصة بعد أن إبتلى المجتمع بنفر من المتعلمين قليلى الأدب ، وشباب " الفيونكه " الذين يحرص بعض الشباب على أن يبرزها تأكيدا على المدنيه والحداثه ، وهم مغيبون ، وقد لايدرى أى منهم أن ذلك نهجا يتسم بالتردى  الفكرى قبل المجتمعى ، هذا التردى إن لم نتصدى له إنطلاقا من ثوابتنا الدينيه ، والأخلاقيه ، والمجتمعيه ، والتى تهدف إلى بناء الفرد ، والجماعه على أسس محترمه راسخه ، سنكون كمن يدفع بالمجتمع إلى حافة الهاويه خاصة بعد هذا التدهور الذى شمل الحوار والذى برز فى مفردات شديدة التدنى ، خاوية المضمون مفتقده للهدف النبيل .

تعاظم مع ذلك  حالة التناغم المجتمعى مع حفلات المجون والمسخره التي باتت سمه أساسيه ونهج بغيض رسخته الجامعات المصريه قاطبه عند الإحتفاء بخريجيها في كل الكليات ، في مشهد يتسم بالسفاله ، وينسف ماتبقى من قدسيه للجامعات ، وكأن هناك من يريد تأصيل المساخر والمجون بالمجتمع ، جنبا إلى جنب مع ضيق ذات اليد والغلاء الفاحش ، وجميعهم لايمكن على الإطلاق أن يساهم من يدور في فلكهم في نهضة الوطن أو تقدم الأمه .

خلاصة القول .. مخطىء من يتصور أن الغايه من طرح ذلك وبصراحه شديده تشويه واقعنا المجتمعى ، أو النيل من قيمنا وثوابتنا ، بل على العكس من ذلك تماما لأن الغايه نبيله منطلقها حبا في هذا الوطن وعشقا لترابه وأمنية أن يكون أعظم الأوطان ، أحدد مواطن الخلل إنطلاقا من ضمير وطنى ، متمنيا ان يكون هناك تدخل سريع لتصويبه ، ومواجهة حاسمه للمساخر ، أو لعلها محاوله لتنبيه الغفلى ، وإيقاظ ماتبقى لدى الكرام من ضمائر حيه وهم كثر بفضل الله ، يبقى علينا أن ننفض عن كاهلنا غبار التردى ، ونخرج من حالة الكٱبه التى باتت تلازمنا إلى ٱفاق الأمل ، ونعمة المحبه ، وأنس القرب من رب العالمين سبحانه بالطاعات وتقديم الخير للناس 

تم نسخ الرابط