الإثنين 16 سبتمبر 2024
الايام المصرية
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى

كنا منذ زمن قريب حينما نسمع كلمة ملحد، تصيبنا الدهشة، ثم نحوقل ونتعوذ بالله من الشيطان الرجيم، ولكن بعد أيام سنشاهد الملحد بأعيننا، بل سندفع له حتى يسمح لنا بمجالسته والاستماع إليه، وذلك من خلال فيلم (الملحد) الذي تدور أحداثه حول شاب أبوه سلفيا شديد التعصب، فكان كثير التضييق على ابنه، يراقبه مراقبة صارمة في التزامه الديني ( أداء الصلاة، الصيام ، استخدام السواك، تقصير الثوب، إعفاء اللحية وحلق الشارب... الخ) فما كان من الابن بعد أن كبر إلا أن يعلن إلحاده وتحلله من كل قيمة دينية وأخلاقية كان والده يسعى لتربيته عليها، ولكن بعد مدة تعرف على شاب مسلم وسطي معتدل جدا، يعني  مسلم (مودرن) أو ( أورجنال) يؤدي ما يمكنه أداؤه من العبادة ولا مانع أبدا معها من فعل كل المنكرات ( الزنا - شرب الخمر ، اللهو - والمجون... الخ من المحرمات)، وهنا يتركك الفيلم لتختار أسوأ النموذجين شئت طالما لن تختار أن تكون سلفيا محافظا.
ويكفيك أن تعلم أن مؤلف الفيلم هو داعية الإلحاد الأول في العالم العربي، ورأس الحربة في مركز( تكوين) إبراهيم عيسى الذي سخر واستخف بآيات القرآن عيانا بيانا وعلى شاشات التلفاز، كما هاجم الصحابة، وطعن في مصداقية كبار رواة الحديث، وكُتَّاب السيرة النبوية؛ لتقف على الهدف من هذا الفيلم.
ومما يزيد الأمر سوءا أن يقوم بدور الأب السلفي الممثل محمود حميدة الذي كنا نثق في حسن اختياراته لأدواره، وأنه صاحب رسالة سامية جعل من الفن وسيلة للرقي بالمجتمع من خلال الحفاظ على قيمه وأخلاقه، ولكن هذه الرسالة تسقط وتداس بالأقدام عندما يكون الثمن مذهلا للعقل.
وكذلك الأمر مع الممثل أحمد حامد الذي سيقوم بدور الشاب الملحد.
وهنا يلزم أن نترحم على الفنان الراحل مصطفى درويش الذي كان في كل أدواره صاحب رسالة أخلاقية تربوية،  فقد رفض المشاركة في هذا الفيلم فمن الله عليه بحسن الخاتمة.
ولا بد من وقفة قوية ضد هذا الفيلم من جهات الدولة الرسمية، سواء المؤسسات الدينية ( الأزهر الشريف ممثلا في مجمع البحوث الإسلامية، ووزارة الأوقاف ، ودار الافتاء المصرية) والمؤسسات الثقافية والإعلامية وغيرها من الجهات المسئولة عن سلامة المجتمع وأمنه.
كما أن على المواطنين الدور الأهم في إسقاط هذا الفيلم لأنه موجه إليهم؛ لخلخة معتقداتهم، وهزيمة أخلاقهم، فيجب علينا مقاطعته مقاطعة تسقطه إلى الأبد ، وتجعل من ألَّفُوه ومثَّلوه وأنفقوا عليه لا يعودون لمثلها أبدا.

تم نسخ الرابط