الإثنين 16 سبتمبر 2024
الايام المصرية
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى

تتداعى على الذهن أسئلة كثيرة بعد مقتل إسماعيل هنية، ومن هذه الأسئلة لماذا تم اغتياله في هذا الأيام بالذات وفي وقت تنصيب رئيس إيران الجديد؟ ولماذا الاغتيال على أرض إيران، وفي قلب عاصمتها؟ والسؤال الأهم لماذ لم يتم الاغتيال من خلال ضرب الطائرة التي كانت تقله إلى إيران- وإسرائيل قادرة أن تفعل ذلك- وبذلك تفوت الفرصة على إيران فلا تطالب بحقها في الرد على اغتيال ضيف من ضيوفها في يوم عرسها، وعلى أرض عاصمتها.
وأنا أرى أن كل هذا كان مقصودا، فمن ناحية الوقت فإن نتنياهو يريد أن يبحث عن أي انتصار هنا أو هناك يحافظ من خلاله على شعبيته كبطل قومي لليهود بعد ما فشل في تحقيق أي نصر في غزة، كما أنه يريد أن يضع الوفد الفلسطيني المفاوض تحت ضغط شديد ليحصل من الصفقة على ما يريد، أو أكثر ما يريد، ثم إن هنية يعد بديلا  مؤقتا للسنوار الذي كان اغتياله من أهم أهداف حربه على غزة وبهذا يكون قد حقق شيئا من أهداف الحرب.

 ثم إنه الوقت المناسب لضرب العلاقة التي قد تنشأ بين أمريكا وإيران في عهد رئيسها الجديد المفتوح على الغرب والذي وعد بالتواصل مع أمريكا في محاولة لتقريب وجهات النظر حول الخلافات التي بين الدولتين، والتي قد يترتب عليها عودة العلاقات الإيرانية الأمريكية ولو في حدها الأدنى، وإسرائيل لا تريد ذلك مطلقا، فوقوع الاغتيال في هذه الوقت سيضع الرئيس الجديد أمام خيارات صعبة لمدة طويلة بشأن التواصل مع الإدارة الأمريكية، وقد تتعقد الأمور بينهما أكثر مما كانت، كما أنه لا مانع أبدا في ظل البرجماتية في السياسة من أن تتصالح المصالح في هذا التوقيت بين إسرائيل والتيار المتشدد في إيران والذي يرى في أمريكا الشيطان الأكبر الذي لا يجب الاتصال به والتصالح معه تحت أي ظرف من الظروف، وفي سبيل تحقيق المصلحة للطرفين الإسرائيلي والطرف المتشدد في إيران فليس هناك ما يمنع - في ظل هذه البرمجاتية- من التضحية  بأكبر رأس في قيادة حماس.
أما لماذا كان الاغتيال في العاصمة الإيرانية مع أنه كان من الممكن أن يقع خارجها من خلال تفجير الطائرة وهي في الجو فيتوزع دم هنية بين القبائل؟؟  فذلك لأن إسرائيل أرادت من اغتياله في غرفة نومه وفي فندق في قلب العاصمة الإيرانية أن تقول للقادة الإيرانيين بأن رؤوسكم ليست ببعيدة عنا، كما أنها تريد أن توجه لهم أشد إهانة، بأن كل عوراتكم مكشوفة لنا ومن لا يستطيع أن يحمي ضيوفه في قلب بيته فلا يحق له أن يتكلم عن حماية الفلسطينيين واللبنانيين ولا السوريين ولا اليمنيين من ذراع إسرائيل الطويلة.

تم نسخ الرابط