الإثنين 16 سبتمبر 2024
الايام المصرية
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى

إن (الكتابة، والكاتب، والأدب) ثلاثية إنسانية خالدة، وهي أساس كل حضارة، ورافد كل ثقافة، وما من أمة إلا لها نصيب من هذه الثلاثية، وآثار دالة على حضورها، وقد تتبعت في مقالتي: (تَطوُّر الكِتابة والأدب في ظِلال الحضارةِ المِصْريةِ العتيقة) المنشورة في مجلة الهلال المصرية- هذا التطور لفني الكتابة والأدب في أبرز حضارات العالم الأولى! ومن أراد مزيد تعمق في ذلك فليراجع  (موسوعة مصر القديمة( المكونة من ثمانية عشر مجلدًا للدكتور سليم حسن(1893-1961م)، وكذا كتابه(جغرافية مصر القديمة)، وكتابه(الأدب المصري القديم أو أدب الفراعنة)، وكتاب «فجر الضمير» الذي وضعه الأستاذ «برستد» في عام ١٩٣٤م، والذي "هو في الواقع مؤلف يدلل على أن مصر أصل حضارة العالم ومهدها الأول؛ بل في مصر شعر الإنسان لأول مرة بنداء الضمير، فنشأ الضمير الإنساني بمصر وترعرع، وبها تكونت الأخلاق النفسية.

 وقد أخذ الأستاذ «برستد» يعالج تطور هذا الموضوع منذ أقدم العهود الإنسانية، إلى أن انطفأ قبس الحضارة في مصر حوالي عام ٥٢٥ قبل الميلاد؛ فمصر في نظره حسب الوثائق التاريخية التي وصلتنا عن العالم القديم إلى الآن، هي مهد حضارة العالم؛ وعن هذه الحضارة أخذ العبرانيون، ونقل الأوروبيون عن العبرانيين حضارتهم. وبذلك يكون الأستاذ «برستد» قد هدم بكتابه القيِّم هذا، الأكذوبة الراسخة في أذهان الكثيرين القائلة بأن الحضارة الأوروبية أخذت عن العبرانيين!
وما من إنسان إلا له قصة مع الكتابة بكل وسائلها، سواء الكتابة الورقية، أو الكتابة الجِدارية، أو الكتابة الرَّقمية، لا سيما في مرحلة الطفولة، حيث يميل الطفل في كل إنسان إلى إخراج خيالاته أو طُموحاته في قالب كتاباتٍ أو(شَخْبَطاتٍ) أو رُسومات على أية مادة قابلة للرقم مثل الورق أو الجدران أو التراب على الأرض أو الرمل على الشواطئ أو في الصحاري، أو صفحة الوورد، أو غير ذلك من المواد القابلة للرقم والصياغة.

مفهوم أدب الكتابة الجِدارية

هي النصوص الأدبية الكِتابية الموجزة التي تتخذ من الجُدران مقرًّا أو شاهدًا لها، وتمثل بالنسبة إلى مبدعها خاطرًا سريعًا أو هدفًا مكثفًا أو غاية مقصودة أو وعظًا مدعوًّا إليه أو تأريخًا مسجلاً، أو غير ذلك من المقاصد الإعلامية والثقافية الجماهيرية والشعبية، ولا تخلو من نزعة أسطورية أو خرافية أو فكاهية، وقد تختلط فيها الأجناس سردًا وشعرًا، خطابًا ورمزًا، وتعد هذه النصوص من الآداب المهمشة أو المغمورة!


وقد جاءت الكتابة الجِدارية منذ القدم معبرة عن واقع الإنسان ووجدانه، وتطورت مع تطور حياته ومتطلباته على مر العصور، و کان يتم معالجة الأسطح الجدارية المختلفة من خلال الموضوعات الدينية أو التاريخية أو الأسطورية أو الاجتماعية وغيرها، وكأنّ هذا الشكل التعبيري تتفق عليه الشعوب في مختلف أنحاء المعمورة. 

وسواءٌ كان هذا الشكل التعبير تنفيسًا شعبيًّا عن أمور سياسية أو اجتماعية، فهو بشكل ما يُمثّل جزءًا من الثقافة الشعبية، وما يهمّنا هو بعده الأدبي من حيث طول الجملة وبلاغتها ومفرداتها ونوع الخط.. وربما الحِكم التي تتضمّنها الكتابة أحيانا.
وهذه الكتابات تمثل المادة الخام لما أسميه (أدب الكتابة الجدارية)، ويقترح الناقد الجزائري يوسف وغليسي تسميت(أدب المنقوشة)، ويمكن أن نطلق عليه مصطلح(الأبيجراما الجدارية)، وتعد الكتابات الجِدارية –كما يرى الدكتور علاوة كوسة- عادة عربية قديمة، وتراثًا ثقافيًّا غنيًّا وثمينًا، وسجلات توثيقية ومصادر تاريخية، وإرثًا إنسانيًّا لم يطله التزوير والتحريف.  
وعندما يقترن هذ الأدب الجِداري برسوم وتصويرات يتحول إلى ما يصطلح عليه بـ(الفن الجِداري أو الجِداريات)، ويعبر عن لون متأنق من الفنون التشکيلية، له انتشار كبير في تاريخ الإنسانية قديمًا وحديثًا وآنيًا، وقد مر عبر العصور المختلفة بمراحل  کثيرة ،منها المرحلة الدينية العقدية التي كانت تتغيا الإرشاد والوعظ، أو المرحلة التأريخية التسجيلية التي تهدف إلى تخليد الذکريات أو المناسبات أو الأحداث الفريدة  لأعاظم الملوک وانتصاراتهم، أو المرحلة الزخرفية التي تتغيا التجميل والتزيين للمكان، والإمتاع والإبهار لحواس الإنسان الإدراكية! ويذکر الدكتور مختار العطار في كتابه(آفاق الفن الإسلامي طبع سنة 1999م) أن المؤرخون اتفقوا على أن الجداريات الإسلامية أول ما ظهرت کانت من فن التصوير الإسلامي ومنها الجداريات التي تزين من مبنى " قبة الصخرة " فى مدينة القدس وهو أول بناء إسلامي ضخم أمر بتشييده سنة 691 م الخليفة الأموي عبد الملک بن مروان ، وتزينت الجدران الداخلية بصور من الفسيفساء الزجاجية الملونة لأشجار وأوراق وثمار بأسلوب واقعي مبهر بسم الله الرحمن الرحيم،لا إله إلا الله وحده لا شريك له، محمد رسول الله، إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما!

 وقد بلغت الرسوم الجِدارية أحيانًا مستويات فنية راقية جدًّا.. وجاءت رافدًا من روافد الثقافة الشعبية، والحكومات المتحضرة تعمد إلى تخصيص مساحات جُدرانية (حول المدارس والجامعات والميادين والمواقع التاريخية)؛ لتنظيم هذه الرسوم الجِداريات حتى تحقق لمسات جمالية للبيئة المكانية، إضافة إلى وظيفتها في التوعية والتنوير عن طريق كتابة مقولات الحكمة الآسرة، والأبيات الشعرية الفلسفية السيَّارة!


ومن أمثلة الكتابات الجِدارية السحيقة التاريخ (الكتابة الهيروغليفية)؛ فقد كانت كتابة إشارية ورمزية، تشمل ما في الطبيعة من إنسان وحيوان ونبات وماء وشمس وغيرها من الظواهر الطبيعية، كتب بها المصريين على البرديات وجدران المعابد والاهرامات والنصوص الدينية جميعها، وكانت مقدسة، وخاصة بالطبقة العليا، وكان تعلمها صعبًا وكان متعلمها يسمى كاتبًا؛ وكان يحظى بمنزلة عالية ورفيعة عند المصريين، ويرتقي في أعلى المناصب! وقد كتبت النصوص المصرية القديمة على الحجر والفخار والعظم النسيج، والكتان وغيرها من المواد الكِتابية.

 وهي تمثل الأدب المصري الفرعوني القديم سواء منه النوع الديني، أو القصصي، أو التهذيبي، أو المدحي، فمن (الأدب الديني) نصوص الأهرام وكتاب الموتى، وما نقش على جدران المعابد والمقابر، وأيضا الأناشيد والترانيم مثل ما خلفه لنا أخناتون في وصف الخشوع للآلهة، وقد خلف المصريون من ذلك الأدب الكثير. 

وفي جنس (الأدب القصصي) نجد القصص الخيالية، أو الحقيقية، مثل قصة الفلاح الفصيح، وقصة مجلس الملك خوفو، والملك نفر كارع، والقائد ساسينيت، والفلاح الفصيح، وقصة سنوحي، وحكاية الملاح التائه، وفي جنس (الأدب التهذيبي) نجد تعاليم ووصايا يُنصح بها  بطريقة حسنة، يقولها فرعون أو المعلمون أو الآباء والأمهات أو الحكماء، ومن أبرز تلك التعاليم ما تركه الواعظ (بتاح حتب) في عهد الدولة القديمة، والكاتب (آني) في عهد الدولة الحديثة. 

وفي جنس (أدب المديح) نجد من يبرع فيه (سنوسرت الثالث)، وكان يقصد به في أغلب الأحيان إلى تمجيد فرعون وأعماله وبطولاته وإنجازته وتسجيلها؛ لتبقى خالدة على مدى العصور؛ فقد استخدم الفراعنة الكتابة في جميع شئون حياتهم، في المشاعر الدينية على جدران المعابد والأهرامات، واستخدمت في الشئون العامة والأوامر الملكية، واستخدمت في التعليم والأدب والتثقيف عصرئذٍ!

ومن أدب الكتاب الجدارية في الأدب العربي الحديث ما نسب إلى إبراهيم عبدالقادر المازني(1889-1949م) قوله متفكهًا وقد أوصى أن يكتب على قبره:
أيهـا النـاظـري قبـري   اتـل ما خـط أمـامـك:
ها هنا ترقد عظامي   ليتها كانت عظامك!
وتكاد توجد ظاهرة في الثقافة الشعبية اليوم تتخذ من جدران وسائل المواصلات الخاصة والعامة (مثل: التكاتك، التروسيكلات، الباصات، الموتوسيكلات، عربات نقل صغيرة ومتوسطة وكبيرة، بل وعربات نقل خاصة) قالبًا للكتابة المعبرة عن خواطر خاصة أو هموم شعبية واجتماعية عامة! ومن يبحث في جوجل عن (نصوص من كتابات على التكاتك) أو (خذوا الحكمة من على ظهر التكاتك)، يجد ما نصوصًا حِكْمِية مثل:(رميت همومي في البحر طلع السمك يلطم) (تأخدوا كام وتبطلوا كلام)، (إمسك لسانك يعلى مكانك .. وخلي سكوتك يوجع أكتر من كلامك)...إلخ. 


تصنيف الكتابة الجدارية

وما يهمنا هنا ما يُسمَّى الكتابة الجِدارية؛ إذ لا تكاد تخلو منطقة في العالم من الكتابات على الجُدران، ويمكن تصنيفها إلى نوعين أدبيين هما:

  • الكتابة الجِدارية السُّرْيالية:
    وهي التي تصدر من أشخاص غير طبيعيين، وتخرج منهم بشكل فوضوي اعتباطي، من شأنه أن يشوّه جمال البيئة المكانية، ويسيء إلى عين المُشاة والنُّظار وينفرهم ويزعجهم! وهذه الكتابة تحتاج إلى دراسة معمقة من متخصصين في علمي النفس والاجتماع، وإلى رعاية وتوجيه وتطوير من قبل المتخصصين في مجال الفنون الجميلة!  
  • الكتابة الجِدارية الفنية:

هي التي تصدر من أشخاص أسوياء مبدعين، وتخرج منهم بشكل مدروس و مُمنهج، يضيف قيمة جمالية وثقافية للمكان والوسط المجتمعي، وتمتع الجمهور النُّظَّار وتجذبهم جَذْبًا إلى ما فيها من دلالات وقيم!


كتاب جزائري رائد في قراءة الكتابات الجدارية

في تراثنا العربي الوسيط اهتمام بجمع الكتابات الجدارية ودراستها، وأهمها كتاب (إخبار الأخيار بما وجد على القبور من الأشعار لأحمد بن خليل اللبودي(ت869هـ)، والذي قام بتحقيقه ودراسته الدكتور الحبيب محمد سالمان، وهو كتاب طريف في بابه ظريف في أقواله وأخباره، وطبع سنة2017م.  هذا إضافة إلى ما وردت الإشارة إليه في موسوعات أدبية تراثية ضخمة مثل موسوعة “نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب” لأحمد بن المقري التلمساني(ت986هـ)، وكتاب “الثغر الجماني في ابتسام الثغر الوهراني” لأحمد بن سحنون الراشدي(من أبناء النصف الثاني من القرن الثامن عشر)، وكتاب “تاريخ الآداب العربية: 1800 – 1925م” للأب لويس شيخو، و“كتاب القبور” للحافظ بن أبي الدنيا القرشي(ت٢٨١هـ)، وكتاب “شواهد قبور من الإسكندرية” لخالد عزب وشيماء السايح، وكتاب (طرائف على شواهد القبور) لعبد الرحمن بكر سنة 2021م، وغيرها.


ومن الدراسات الأكاديمية والنقدية الفذة للأدب الجداري، والصادرة حديثًا سنة 2022م، كتاب(الأنساق المقنعة في الشعر الشاهدي) للناقد الجزائري الحبيب علاوة كوسة؛ فقد ضم سبعمائة شاهد شعري شاهدي، وأعاد في هذا الكتاب قراءة الأشعار المكتوبة كشواهد ونقوش على القبور والأضرحة المترامية في كثير من الأقطار العربية، وذلك من منظور الإجراء النقدي الذي يتيحه نشاط النقد الثقافي، ويعد أول كتاب نقدي خالص لوجه الكتابات والنقوش الشعرية العربية على شواهد القبور والأضرحة!


وعرف الدكتور علاوة كوسة مصطلحه (الشعر الشاهدي) بأنه الذي اتخذ من شواهد القبور والأضرحة بيوتًا لأبياته، ونقش في ذاكرة ‘الشعرية العربية’ شاهدًا على شاهد، وظل جسرًا شعريًّا بين الأموات والأحياء، فأحيا الأرواح الشاعرة والأجساد الشاغرة وهي رميم!  وإن كنت أرى أن اصطلاح: (الكتابة الجِدارية) أهم من اصطلاح (الشعر الشاهدي)؛ لشهرته وذيوعه! ولكونه مباشرًا في الدلالة على هذا النوع الأدبي العالمي العتيق!


وتوقف الدكتور علاوة كوسة عند نسقين بارزين في المتون الشاهدية، وهما: نسق “الخلود” ونسق “الفحولة”. وقد جاء الكتاب في بابين اثنين، الأول بعنوان “الأنساق المقنعة في الشعر الشاهدي العربي قراءة في الكتابات والنقوش الشعرية العربية على شواهد القبور والأضرحة”. ووسم كوسة الباب الثاني بـ”معجم الكتابات والنقوش الشعرية العربية على شواهد القبور والأضرحة قديما وحديثا”، وذكر فيه أن من لكتابات والنقوش الشعرية في الدواوين الشعرية دواوين الشعراء: إبراهيم أفندي الأحدب، ابن شهيد الأندلسي، أبي البحر جعفر بن محمد الخطي، أبي الطيب المتنبي، أبي القاسم الشابي، المعتمد بن عباد، بدوي الجبل، بطرس كرامة، حافظ إبراهيم، صالح مجدي بك، عبد الله البردوني، عمر أنسي، محمد شهاب الدين المصري، محمد مهدي الجواهري، محمود درويش، محمود صفوت الساعاتي، مريانا مراش الحلبية، معروف الرصافي، ناصيف اليازجي، نزار قباني، نقولا الترك، وردة اليازجي.

 وقد اتسم خطاب هذه النصوص الجدارية بالإيجاز والتكثيف وبالحس البلاغي التأملي الوامض، المضغوط، الشذري الحاد والرامز، وكان هذا الخطاب معادلا موضوعيا لمعاناة الذات الإنسانية. كما أنها اتخذت وسيلة لحفظ اللغة العربية في مواطن بعيدة عن منبتها، كما هو الشأن بالنسبة إلى الكتابات الشاهدية الأندلسية كما يقرر الدكتور علاوة كوسة في كتابه الماتع.


تجربة طفولية صحفية

في مقالتي (كشكول إبداعي لطفل مصري) تحدثت عن تجربة كتابة مجلة للطفل المصري (نشأت المصري)، تمثلت في كشكول مؤرَّخ في أعلاه بسنة 1958م، وفي غلافه الأمامي عبارة بخط عتيق نصها: (خواطر، تأليف، ذكريات)، وبعدها عبارة: (العدد الأول من مذكراتي).. وإن قراءة سيميائية في هذا الكشكول لتدل على أن الفتى(نشأت) ذو خط جميل منسق، وذو قدرة على التعبير اللغوي السليم الواضح، وأنه مثقف، يتابع بعض المجلات، ويسجل منها بعض المقتبسات التي تبنيه،  يبدأ هذا الكشكول بقصة وإن شئت قلت رواية قصيرة، معنونة بـ (بعد الفراق: حب وانتقام)، ثم مسرحية قصيرة بعنوان (خريج في إجازة) ثلاثة مشاهد، ختم نهايتها بشعر! ثم نفاجأ في الكشكول ببعد جديد في شخصية الطفل(نشأت) بعد الصحفي الصغير، فنقف على مشروع مجلة مقترح من خيال الفتى نشأت ومن جهده، بعنوان (فنار الثقافة)، وهي مجلة تشتمل على مقتطفات ثقافية وأدبية منوعة، فيها العلمي، وفيها السياسي، وفيها البعد العالمي، والبعد العروبي، وفيها الرسم الكاريكاتيري! وتجد فيما بعد إعلانًا عن العدد القادم من مجلة فنار الثقافة الذي لم يتم! وإن من يطالع (مجلة فنار الثقافة) يلحظ الرؤية الشمولية لوظيفة الصحف والمجلات، والرؤية التكاملية لما ينبغي أن تكون عليه ثقافة المثقف! فكان الفتى نشأت هو مدير التحرير، وهو المحرر، وهو المصفف الطباعي لها، وهو الرسام الكاريكاتيري، وهو الشاعر، وهو الزجال بهذه الصحيفة الطفولية المخطوطة! إنه مؤسسة صحفية كاملة في شخص طفل طموح، يريد أن يكون فكان! ومن يطالع البروفة الأولى للعدد الأول من مجلة فنار الثقافة يجد الفتى نشأت يخصص قسمًا للأزجال، فنقف على ثمانية أزجال، بعناوين: (عالم الرجل، الأمة العربية، جمهوريتنا العربية، مراتك عملالك، هنا الجزائر، التلميذ الخيبان، بورقيبة والشعب، من وحي الطبيعة).. وهذه الأزجال دالة على البعد الوطني والعروبي في شخصية نشأت المصري!حيث يفرح لحادث الوحدة العربية، فيما عرف بـ(الجمهورية العربية المتحدة بين سوريا و مصر سنة 1958م. يقول الفتى نشأت في تجربته(جمهوريتنا العربية):
الجمهورية العربية   فيها عز وحرية
والدنيا إيه هيه      من غير الحرية
قامت قومة الأحرار  في شدة وعزم وفخار
يطرد غريب الدار    عشان فيهم ناس أشرار!
وفي تجربته هنا الجزائر يقول الفتى نشأت:
بشاير بشاير هنا الجزاير
الشعب الثائر  أبو دم فاير
جهاد طويل ونضال   مات فيه أحرار أبطال
ويبِّن من هذين النصين مدى حب مبدعنا(نشأت المصري) لمفردات العزة والحرية والجهاد والبطولة والعروبة.

تم نسخ الرابط