الإثنين 16 سبتمبر 2024
الايام المصرية
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى

المعاش هذا الملف المسكوت عنه طويلا وكثيرا رغم الأضرار الجسيمه التي ألحقها نظامه العقيم بكل المصريين الذين يخرجون على المعاش كل يوم ، لذا بات يمثل المعاش في هذا الزمان خطيئة مجتمعيه كارثيه، بل أصبح إسم بغيض ومستهجن لواقع مجتمعى أليم ومرير ، يتعايش مرارته بصدق كل من وصل لعامه الستين من الموظفين ، وهو نظام أقل مايمكن وصفه به أنه نظام إجرامى وضعه من يريد إذلال المواطن المصرى صاحب هذا الوطن ، وسحق إرادته ، بل إستقر اليقين أن من وضعه في سالف العصر والأوان يضمر الشر للمصريين ، وكأنه يخطط على المدى البعيد إلى تدمير المجتمع المصرى عن آخره، ومحو من الأذهان ماقيل من أن المصرى مصدر الإبداع ، ومنطلق التقدم ، وجعله فاقد القيمه ، منعدم النخوه ، عديم الشرف ، بعد أن فرض عليه أن يكون ذليلا منكسرا في سن حرج تحاصره فيه الأمراض وتزداد عليه الأعباء.

ستظل اللعنات تلاحق من وضع هذا النظام وجعله من المكونات المجتمعيه ، بل لو كان الأمر بيدى لقدمت من عظم منه في عصرنا الحديث لمحاكمه تاريخيه نظرا لرحيل المجرمين الذى وضعوا ملامحه ، وأسسوا نهجه ، لما سببه هذا النظام اللعين من إنهيار فى مكون الأسره المصريه ، لأن من خرجوا على المعاش باتوا فى وضع معيشى ومجتمعى ليس صعب بل كارثى ، يتغافله عن عمد مسئولين كثر أصحاب قرار لكنهم لايتعايشون تلك المأساه الحقيقيه لأنهم في تقديرى ليسوا من نسيج الشعب ، ولايشعرون بآلام المواطن ، ولايعيشون مع أرباب المعاشات تبعات هذا النظام البغيض ، لإنفصالهم عن واقع الحياه لأنهم يعيشون في برج عاجي فلا يدركون تلك الكارثه التى حلت بالموظف المصرى ، لأنه ليس من بينهم أحدا من أقاربهم حتى الدرجه المائه ، حيث تم تسكينهم جميعا في مواقع وظيفيه رفيعه ، لايطبق على من فيها هذا النظام البغيض ، فأى منطق يقول أن موظف ضاع عمره في الوظيفه ، يتقاضى ألفين من الجنيهات شهريا ، أو ثلاثه بعد أن كان يتقاضى ثمانيه ٱلاف جنيه ويزيد من خلال الحوافز والبدلات ، في الوقت الذى معه أضيفت عليه أعباء العلاج حيث أصبح فى سن يحتاج بحق للرعاية الصحيه التي لم تعد متوفره الآن بالشكل اللائق نظرا لأنه أصبح من أرباب المعاشات  ، وحاجة أولاده للمال الذى يساعدهم على الزواج ، ومواجهة أعباء الحياه ومتطلباتها ولو من خلال مشروع ولو صغير بعد أن توقفت التعيينات بالكليه ، وبات المؤهل الجامعى منتهاه أن يعلق على الحائط .

بشفافيه .. أتفهم أن هذا الملف الخطير ليس وليد اليوم ، أو أن نظامه اللعين وضعه المسئولين في هذا الزمان ، لكن ليس معنى ذلك أن نلتمس لهم العذر على صمتهم وعدم التفاعل مع تداعياته ، بل كان يتعين عليهم أن ينتبهوا لخطورته على المكون المجتمعى ، ويعملوا على التصدي لتبعاته ، قبل أن يصبح عصيا على العلاج ، وهذا من صميم عملهم ، ومع ذلك لايجب أن يتحملوا كل المسئوليه بل يجب أن يتحملها معهم النواب المنوط بهم التشريع ، والمفروض أنهم ممثلين عن الشعب ، والمعبرين عن تلك الفئه التي يتم الدفع بها للضياع بسبب نظام المعاش اللعين .

إنصافا .. هناك من المسئولين من أدركوا خطورة هذا النظام على المكون المجتمعى ، فعملوا على علاج آثاره  بالنسبه للموظفين الذين يعملون تحت ولايتهم ، ولأنهم أصحاب قرار في هذا الوطن ، ويمثلون ركيزه مجتمعيه أساسيه ، عالجوا بعض جوانبه ، يتجلى ذلك بالنسبه للعاملين بقطاع البترول والكهرباء ، والبنوك ، وبعض الفئات كالقضاه ، وهذا أمر محمود لاغضاضه فيه حتى وإن عالج أزمة شرائح معينه بالمجتمع ، حيث يحصل كل منهم على مكافأة نهاية خدمه كبير يمكن إستثمارها ، لتدر عليهم دخلا ، ومعاش يجعلهم يعيشون حياه كريمه ، يضاف إلى كارثة البعد المالى ، مأساة البعد الإدارى لأن هذا النظام للمعاش بات يهدد كيان الدوله المصريه بعد خروج كثر على المعاش ووقف التعيينات فضاعت الخبرات ، وإنعدمت الكفاءات  .. كيف ؟ تابعونى .

تم نسخ الرابط