الإثنين 16 سبتمبر 2024
الايام المصرية
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى

تشخيص مبكر للخرف.. كيف تكشف اختبارات الرؤية وحركات العين الإصابة بـ"آلزهايمر"

كيف تتجنب الزهايمر
كيف تتجنب الزهايمر

 تعتبر العين قادرة على الكشف عن الكثير فيما يتعلق بصحة الدماغ، وفي الحقيقة يمكن أن تكون مشكلات العين إحدى العلامات المبكرة للتدهور المعرفي، وأظهرت دراسة حديثة أن فقدان حساسية البصر قد يكون مؤشرًا على الخرف قبل 12 عامًا من تشخيصه، وفقًا لما ذكره موقع Science Alert.

اعتمدت الدراسة التي قادها البروفيسور إيف هوغرفورست، أستاذ علم النفس البيولوجي في جامعة لوفبورو، وشارك فيها الدكتور أحمد بيجدي، أخصائي إعادة التأهيل العصبي، وتوم ويلكوكسون، المحاضر الأول في علم النفس، على بيانات 8623 شخصًا سليمًا من نورفولك بإنجلترا. تم متابعة هؤلاء المشاركين على مدى سنوات عديدة للحصول على نتائج واقعية ودقيقة.

علامات مبكرة تدل على الإصابة بمرض الخرف

وبحلول نهاية الدراسة تم تشخيص 537 مشاركًا بـ"الخرف"، مما يشير إلى أن العوامل التي ربما ظهرت قبل هذا التشخيص قد تكون علامة مبكرة على خطر الإصابة بالخرف.

في بداية الدراسة خضع المشاركون لاختبار حساسية البصر، حيث يُطلب منهم الضغط على زر فور رؤية مثلث يتشكل ضمن حقل من النقاط المتحركة، ووجد الباحثون أن الأشخاص الذين كانوا أكثر عرضة للإصابة بالخرف، كانوا أبطأ بكثير في اكتشاف المثلث على الشاشة مقارنةً بأولئك الذين لم يصابوا بالخرف في نهاية الدراسة.

مشاكل الإبصار مؤشر على الإصابة بـ"آلزهايمر"

يمكن أن تكون مشاكل الإبصار مؤشرًا مبكرًا على التدهور المعرفي، حيث تؤثر اللويحات النشوية السامة المرتبطة بمرض الزهايمر في البداية على مناطق الدماغ المرتبطة بالرؤية، ومع تقدم المرض يبدأ التلف في التأثير على الأجزاء المرتبطة بالذاكرة، لذلك قد تكون اختبارات الرؤية أداة فعّالة في كشف العجز المعرفي قبل أن تظهر الأعراض في اختبارات الذاكرة التقليدية.

مرض الزهايمر

بعض الجوانب التي تعالج مشاكل الإبصار

هناك العديد من الجوانب الأخرى لمعالجة الإبصار التي تتأثر بمرض الزهايمر، مثل القدرة على رؤية الخطوط العريضة للأشياء، والتي تُعرف بحساسية التباين، بالإضافة إلى التمييز بين ألوان معينة، في المراحل المبكرة من الخرف، تتأثر القدرة على رؤية الطيف الأزرق والأخضر، مما قد يؤثر على حياة الأشخاص دون أن يدركوا ذلك فورًا.

إلى جانب ذلك، تظهر علامة مبكرة أخرى لمرض الزهايمر في شكل عجز في "التحكم المثبط" لحركات العين، حيث يصبح من الصعب على المرضى تجاهل المحفزات المشتتة، فيبدو أن الأشخاص المصابين بمرض الزهايمر يواجهون صعوبة أكبر في تجنب الانجذاب نحو هذه المحفزات، مما يظهر على هيئة مشكلات في التحكم بحركات العين.

إذا كان الخرف يجعل من الصعب تجنب المنبهات المشتتة للانتباه، فإن هذه المشكلات قد تزيد من خطر وقوع حوادث أثناء القيادة. هذا الجانب يخضع حاليًا للدراسة في جامعة لوفبورو.

 أما فيما يتعلق بالتعرف على الوجوه، هناك بعض الأدلة التي تشير إلى أن الأشخاص المصابين بالخرف يميلون إلى معالجة وجوه الأشخاص الجدد بشكل غير فعّال بمعنى آخر، لا يتبعون النمط المعتاد لمسح وجه الشخص الذي يتحدثون إليه في الأشخاص الأصحاء، يتم مسح وجه الشخص بشكل منهجي من العينين إلى الأنف ثم الفم، مما يساعد على ترك "بصمة" للوجه وتذكره لاحقًا.

علامات ظهور الزهايمر

الشخص المصاب بالخرف يظهر أحيانا كأنه ضائع

الأطباء الذين يعملون مع المصابين بالخرف يلاحظون أحيانًا هذه العلامات عندما يلتقون بشخص جديد، قد يظهر الشخص المصاب بالخرف أحيانًا وكأنه ضائع لأنه لا يحرك عينيه عمدًا لمسح البيئة من حوله، بما في ذلك وجوه الأشخاص الذين التقى بهم للتو، نتيجة لذلك، قد يجد صعوبة لاحقًا في التعرف على الأشخاص لأن ملامحهم لم تُطبع في ذاكرته بشكل صحيح، لذا قد يكون هذا العجز المبكر في التعرف على الأشخاص الذين تم لقاؤهم حديثًا مرتبطًا بحركة العين غير الفعّالة، بدلاً من أن يكون مجرد اضطراب في الذاكرة.

نظرًا لأن حساسية البصر ترتبط بأداء الذاكرة، حتى في الاختبارات غير البصرية، فقد تم البحث فيما إذا كان دفع الأشخاص إلى القيام بمزيد من حركات العين يمكن أن يساعد في تحسين الذاكرة، سبب اكتشاف أن الأشخاص الذين يشاهدون التلفزيون كثيرًا ويقرؤون بشكل منتظم يتمتعون بذاكرة أفضل، ولديهم مخاطر أقل للإصابة بالخرف مقارنةً بأولئك الذين لا يمارسون هذه الأنشطة.

المصاب بالخرف يظهر كانه ضائع

خلال مشاهدة التلفزيون أو القراءة، تتحرك الأعين باستمرار عبر الصفحة أو الشاشة، ولكن الأشخاص الذين يقرؤون كثيرًا يميلون أيضًا إلى أن يكون لديهم مستوى تعليم أعلى، وهو ما يوفر للدماغ سعة احتياطية تجعل تأثير التلف في الاتصالات الدماغية أقل ضررًا.

ورغم هذه النتائج الواعدة فإن علاج مشاكل الذاكرة باستخدام حركات العين المتعمدة لدى كبار السن لم يتم استكشافه بشكل واسع حتى الآن، كما أن استخدام ضعف حركات العين كأداة تشخيصية ليس شائعًا حتى الآن، رغم الإمكانيات المتوفرة في تكنولوجيا تتبع حركة العين.

تم نسخ الرابط