زواج في حضن الجبل.. انطلاق موسم الخطوبة الجماعية في المغرب
في منطقة "إملشيل" بجبال الأطلس الكبير بالمغرب ، بدأت اليوم فعاليات "موسم الخطوبة" الشهير الذي يجذب أنظار آلاف الزوار المحليين والأجانب.
يعتبر هذا الموسم تقليدًا يعود تاريخه إلى القرن الثامن عشر، ويتميز بعقد قران جماعي لأبناء وبنات المنطقة ويحرص الأيام المصرية على نقل صور وتفاصيل الحدث.
النسخة السابعة عشرة من موسم الخطوبة
تنظم جمعية "أخيام" النسخة الـ17 من هذا المهرجان، ويهدف الموسم إلى تسليط الضوء على التراث الموسيقي والفني للأطلس الكبير، ويتيح للجمهور فرصة الاستمتاع بالموسيقى الشعبية والأجواء الثقافية الفريدة.
فبعد موسم الحصاد والترحيل، يُقام حدث سنوي يتضمن معرضًا ريفيًا يشارك فيه رعاة الماشية الذين يبيعون الأغنام، ويقوم القرويون بشراء السلع الأساسية لفصل الشتاء وبيع منتجاتهم الزراعية أو الحرفية.
يرتبط هذا السوق بمهرجان ديني وزيارة لضريح قبيلة آيت حدّو. تقليديًا، كانت النساء الأمازيغيات المطلقات والأرامل يتوجهون إلى هذا الحدث بحثًا عن زوج جديد.
وقد أسفر ظهور النساء العازبات بملابس الأعياد التقليدية، بالإضافة إلى الاحتفالات بأغاني ورقصات المهرجان، في الستينيات، عن إطلاق مصطلح "موسم الخطوبة".
في هذه المناسبة، ترتدي نساء آيت حدّو الزي التقليدي المسمى "الحنديرة"، وهو عباءة صوفية ذات خطوط بيضاء وسوداء أو زرقاء داكنة مع خطوط حمراء حسب القبيلة، إضافة إلى المجوهرات التقليدية وشظايا الفضة وتُرفق هذه الملابس بأغاني ورقصات تقليدية مثل "أحيدوس".
الأثر الاقتصادي لموسم الخطوبة والزواج
يُعد هذا الموسم جزءًا أساسيًا من الاقتصاد الريفي في الهضبة الواقعة على ارتفاع يزيد عن 2000 متر، والتي تعاني من العزلة خلال الشتاء. يُعتبر المعرض الخريفي الكبير فرصة لبيع الإنتاج الزراعي وتخزينه، ويجلب موسم الاحتفالات مبالغ كبيرة للمنطقة بفضل الرعاة والسياح. يستقطب الموسم عددًا كبيرًا من السياح المغاربة والأجانب الذين يأتون لحضور مهرجان الفولكلور الذي تطور حول هذه المناسبة. كما تم بناء وتوسيع طريق ممهد للوصول إلى المنطقة، مما يتيح عبورًا سهلاً من الشمال إلى الجنوب عبر هذا الجزء من الأطلس. تشتهر المنطقة بهذا الموسم، وقد شهدت تطورًا في رياضة المشي لمسافات طويلة وركوب الدراجات في الجبال، مع ظهور مساكن ريفية في القرى المحيطة.
فعاليات ثقافية وتجارية
يشمل المهرجان، الذي يستمر لمدة ثلاثة أيام، حفلات موسيقية مفعمة بالحياة، رقصات شعبية، وعروض للأزياء التقليدية، كما تتاح للزوار فرصة استكشاف المعارض المحلية، حيث يشارك حوالي 120 تعاونية في عرض منتجاتها، مما يساهم في تعزيز النشاط التجاري بالمنطقة.
