الإثنين 16 سبتمبر 2024
الايام المصرية
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى

يتصور البعض خطأ انتهاء حرب اسرئيل مع مصر 1979 بتوقيع معاهدة كامب ديفيد، ومع كل حدث تشهده المنطقة يتأكد الجميع أن الكيان الصهيوني يستهدف مصر بالأساس.. القاهرة هي حجر زاوية المنطقة وكنزها الاستراتيجي ويصفها مخطط الشرق الأوسط الصهيوامريكي بـ«الجائزة الكبرى» لذا مهما حدث من تفاهمات «لا يحكم الغابة اسدين» .. لذا الحرب مع إسرائيل مستمرة منذ 1948 ولم تتوقف.. سواء كانت باردة أو ملتهبة .. مباشرة أو بالوكالة .. عسكرية أو سياسية أو اقتصادية أو ثقافية .. أطماع العدو لا تنته، ورغم كل التحديات تبقى الدولة المصرية صلبة وقادرة على استخدام الأوراق المختلفة.

مصر .. نجحت خلال الفترة الماضية في عدة نقاط أبرزها إفشال مخطط تهجير الفلسطينيين إلى سيناء وفضحت مخطط تصفية القضية الفلسطينية على حساب القاهرة، ومع تمسك الشعب الفلسطيني بأرضه والغضب الشعبي العالمي من جرائم إسرائيل نجحت في أن تكون طرفاً رئيسياً في مفاوضات وقف إطلاق النار وترتيبات ما بعد الحرب، وفشلت  محاولات أطراف عديدة تهميش وإخراج القاهرة من المعادلة .. مصر التي أصبحت حجر زاوية في المفاوضات بين الفلسطينيين والكيان إلى جانب أمريكا وقطر، رفضت مقترح أبراج المراقبة الذي قدمه نتنياهو والذي يتيح لجيش الكيان الاسرائيلي المراقبة من محور فيلادلفيا.. وعندما خفض وزير الخارجية الأمريكي العدد من 8 أبراج إلى برجين مراقبة فقط رفضت مصر أيضاً، ونفس الموقف اتخذته حركة حماس بقيادة يحيي السنوار، وتؤكد التقارير أن الجيش المصري يرفض تماما أي تنسيق أمني مع جيش الإحتلال في محور فلادلفيا أو علي جانبي معبر رفح.. وأن القاعدة التي اتفق عليها مصر والمقاومة: «لا وجود اسرائيلي في قطاع غزة ولا تنسيق أمنى معه في معبر رفح ومحور فيلادلفيا».. وهو ما ينفي ما ردده البعض بأن محور فيلادلفيا ليس جزء من معاهدة السلام... ويؤكد أن مصر لن تقبل بوجود إسرائيل في المحور .. فهذه حدود مصرية فلسطينية غير مقبول وجود إسرائيل فيه.

بالتزامن مع الرفض المصري كثفت حركة حماس العمليات العسكرية في منطقة المحاور والمعابر الإستراتيجية.. وكان القرار من السنوار الهجوم على الكتيبة الإسرائيلية 401 العاملة في محيط معبر رفح ومحور فيلادلفيا بقذائف الـ«أر بي جي»، وأعلن جيش الاحتلال عن  16 إصابة خطيرة ومقتل جندي واحد علي الاقل، مما يؤكد أن حديث وزير الدفاع الإسرائيلي عن تدمير لواء حركة حماس في رفح مجرد كذب وتضليل، وأن من يسقط الآن علي الأرض في رفح هم جنود جيش الاحتلال.

واللافت في هجوم رفح الأخير أن فصائل المقاومة حماس وفتح والجهاد الإسلامي تعمل بشكل موحد، ويبدو أن هناك من وحد ووجه بندقية المقاومة الفلسطينية نحو هدف واحد بذكاء استراتيجي كبير نحو المعابر سواء معبر رفح أو معبر نيت ساريم.. لذا نؤكد أنه من اليوم لن يجلس نتنياهو على طاولة التفاوض واضعاً قدم علي قدم.. وعليه أن يستعد لمغادرة المشهد في أقرب وقت.

تؤكد التقارير أن الجيش المصري لن يتنازل عن الخط الأحمر المعلن وهو الانسحاب الإسرائيلي الكامل من المعابر ومن فلالفيا، والسنوار لن يتنازل عن الخط الأحمر وهو الانسحاب الكامل من غزة أو إستمرار الحرب، بل ذهب البعض للتأكيد على أن السنوار لم يعد يلعب بورقة الآسري ولم تعد تعنيه، لكن لا صوت يعلو فوق صوت البارود، ومنذ 7 أكتوبر وحتى الآن يلعب السنوار بورقة الهاون ومواصلة عمليات الإستنزاف، ومص دماء جيش الكيان، وتقارير المخابرات الإسرائيلية تؤكد قوة السنوار وأنه يحظى بدعم لوجيستي خفي وألاف المقاتلين، وأن السنوار لن يستسلم، بل ذهب البعض أن نتنياهو لم يعد أمامه إلا الحرب الشاملة أو وقف أطلاق النار الفوري والانسحاب الكامل من قطاع غزة.. انسحاب كامل وليس جزئي كما تريد إسرائيل.

قولنا من قبل القاعدة الذهبية: «جوه الكمين هناك كمين .. ومن يمتلك المعلومة يسبق الجميع» .. وما يحدث في قطاع غزة هو مستوى جديد من اللعب على رقعة الشطرنج العالمية .. 7 أكتوبر كان خطوة استباقية لاجهاض خطة الكيان ومن خلفه الاستيلاء على قطاع غزة وتهجير الفلسطينيين إلى سيناء، وتصدير الأزمة إلى مصر، لكن مع مرور الوقت وجد جيش الكيان نفسه يواجه حرب استنزاف داخل فلسطين المحتلة بشكل اعتبره خبراء نقلة شطرنج بارعة، وفكر جيوإستراتيجي سيرفع له التاريخ القبعات، لأنه يسقط نظرية الأمن الإسرائيلية التي قامت عليها كل حروبها وهي نظرية الحدود الآمنة وأحتلال أراضي الدول المجاورة لنقل التوتر العسكري داخل حدوها... من يربح عملية شراء الوقت نتنياهو والكيان وامريكا أم الشعب الفلسطيني والمقاومة ومصر.. الأيام القادمة كاشفة؟!

تم نسخ الرابط