مرت أيام وشهور ونحن نصارع موج الاكتئاب نحاول الهرب لكننا نهرب من حزن لأخر، يذكرني دوما بالطير الجريح الذي يحط في كل مكان ليداوي الجرح ولكن الصياد ينتظر في الخباء.
يشغلنا دائما ذلك السؤال الذي ليس له إجابة، وتلك الجملة التي ليس لها محل من الاعراب، وتلك المعادلة الصعبة، وفي النهاية النتيجة واحدة، لم نحصل على الإجابة!
للذين مروا من هنا وتركوا فينا شيئا لا يهدأ ونار لا تنطفئ، ما الغرض من ذلك، لا تترك بعد أن تدرك، فليس كل الأمور يسهل تركها، فنحن ندرك، ولا نتجاوز، طبيعتنا مختلفة، حتى طرقنا مختلفة وإن جمعتنا يوما، كان لقاءنا محض صدفة، جمعتنا لتقول كلمتها أن ذلك اللقاء عابر، لكننا لم نعتبر.
الأشياء تتغير والزمان يتبدل ونظل نحن ساكنين ننتظر الإجابة نحن نعلم أن لا إجابة ولا نهاية، نحن نقف في المنتصف وهذه هي الأزمة، المنتصف ليس كالوسط، المنتصف يعني أنك لا تدري أي الطريق تسلك، ولكن الوسط اعتدال، النار جيدة حين البرد القارس لكنها محرقة عندما تقترب منها، الجيد في كل ذلك أن نهوى بلا هوادة، بلا عودة نعيش على أمل ولكن نخشى أن يقتلنا ذلك الأمل، تلك مصيبتك أنك لم ترى الحقيقة، أو أنك تغافلت عنها، ولكن تبقى أزمتك.. أزمة نفسية.