تأثير الإصابات على مسيرة لاعبي كرة القدم.. أسرار قصص العودة المُلهمة
تعتبر كرة القدم من أكثر الرياضات شعبية في العالم، تتطلب من اللاعبين مستوى عاليًا من اللياقة البدنية والمهارات الفنية، ومع ذلك، تشكل الإصابات أحد أكبر التحديات التي تواجه مسيرة اللاعبين، إذ يمكن أن تؤدي إلى غيابهم لفترات طويلة عن الملاعب، وتؤثر على أدائهم بعد العودة، بل قد تعصف بطموحاتهم في بعض الأحيان.
تأثر الإصابات على مسيرة لاعب كرة القدم، تتراوح الإصابات من بسيطة مثل التواء الكاحل إلى خطيرة مثل تمزق الرباط الصليبي، وتختلف مدة التعافي بناءً على شدة الإصابة وجودة الرعاية الطبية المقدمة، بالإضافة إلى قوة إرادة اللاعب ومثابرته على العودة.
وتعد إصابات الركبة، وخاصة تمزق الرباط الصليبي الأمامي، من أكثر الإصابات التي تهدد مستقبل اللاعبين، وقد تؤدي إلى نهاية مبكرة لمسيرتهم إذا لم تعالج بشكل صحيح.
وتستعرض الأيام المصرية أبرز الشخصيات التي نجحت في قهر لعنة الإصابات.
زلاتان إبراهيموفيتش
زلاتان إبراهيموفيتش أنهى موسمه الأول مع مانشستر يونايتد بشكل مبكر بعد تعرضه بقطع في الرباط الصليبي الأمامي والخلفي، وتعبتر تلك الإصابة من أقوي إصابات الملاعب، وتعرض إبراهيموفيتش لتلك الإصابة خلال مواجهة أندرلخت في الدوري الأوروبي.
ورغم تألقه البارز بتسجيل 28 هدفًا في مختلف المسابقات، كانت العودة إلى مستواه السابق صعبة بالنظر إلى أنه كان في الخامسة والثلاثين من عمره، وهذا ما دفعه إلى إنهاء عقده مبكرًا والانضمام إلى لوس أنجلوس جالاكسي في مارس 2018.
ولكن، بعد تجربته في الولايات المتحدة التي استمرت لعامين، استعاد زلاتان حيويته وعاد إلى ميلان ليقدم أداءً استثنائيًا حتى في سن الأربعين.
رود فان نيستلروي
تأثر الإصابات على مسيرة لاعب كرة القدم، تجارب مماثلة عاشها نجوم آخرون، مثل رود فان نيستلروي الذي كان من المقرر أن ينضم إلى مانشستر يونايتد في عام 2000 بعد تسجيله 29 هدفًا في 23 مباراة بالدوري الهولندي مع أيندهوفن، ولكن قبل أيام قليلة من توقيع العقد، تعرض لتمزق في الرباط الصليبي الأمامي لركبته اليمنى. رغم ذلك، لم يتخلى السير أليكس فيرجسون عن اهتمامه وأتم الصفقة بعد تعافيه.
وبعد عودة فان نيستل بتسجيل 150 هدفًا في 219 مباراة مع مانشستر يونايتد قبل أن ينتقل إلى ريال مدريد.
إريكسن “العائد إلى الحياة”
ووقع إريكسن في مشهد لا يغيب عن الذاكرة عندما شهدت الدقيقة 43 من مباراة الدنمارك وفنلندا في أولى مباريات الفريقين في نسخة كأس أوروبا 2020، توقف اللعب بعد سقوطه دون أي تدخل، ليعلن لاحقا عن إصابته بأزمة قلبية ليبدأ مرحلة طويلة من التأهيل والعلاج تخللتها تركيب أجهزة تنظم ضربات قلبه إلى أن عاد إلى لعب كرة القدم الاحترافية مجددا مع منتخب بلاده في مارس 2022.
الأسطورة البرازيلية رونالدو دى ليما "الظاهرة"
تأثر الإصابات على مسيرة لاعب كرة القدم، الإصابات كانت أيضًا لعنة على مسيرة الأسطورة البرازيلية رونالدو، خاصة خلال فترة لعبه في إيطاليا، وفي موسم 1998-1999، تعرض لتمزق في الرباط الصليبي أثناء لعبه مع إنتر ميلان، وبعد عودته في عام 2000، تعرض لإصابة أخرى في أوتار الركبة كادت تنهي مسيرته، ولكن بعد 20 شهرًا من العلاج، عاد ليقود البرازيل إلى الفوز بكأس العالم 2002.
ولكن بعد التتويج بكأس العالم 2002. تعرض الأسطورة رونالدو لإصابة أنهت علي مسيرته الكروية.
روبرتو باجيو
تأثر الإصابات على مسيرة لاعب كرة القدم، روبرتو باجيو، الأسطورة الإيطالية، ليس فقط معروفًا بركلة الترجيح الضائعة في نهائي كأس العالم 1994، بل أيضًا بمسيرته التي كادت تنتهي قبل أن تبدأ، وفي سن 18، تعرض لتمزق في الرباط الصليبي الأمامي والغضروف المفصلي في ركبته، لكن فيورنتينا أصر على التعاقد معه في عام 1985، ورغم معاناته المستمرة مع الإصابات، نجح باجيو في التألق وفاز بالكرة الذهبية في 1993 حينما كان يلعب ليوفنتوس.
أليساندرو ديل بييرو
تأثر الإصابات على مسيرة لاعب كرة القدم، الأسطورة الإيطالية أليساندرو ديل بييرو غاب عن الملاعب لمدة عام كامل بعد تعرضه لتمزق في الرباط الصليبي في 1998، ورغم أن الإصابة أثرت على قدرته على تسجيل الأهداف، إلا أنه تكيف مع تراجع سرعته وظل لاعبًا محوريًا ليوفنتوس لمدة 13 موسمًا، كما قاد إيطاليا للفوز بكأس العالم 2006.
تشافي هيرنانديز
تأثر الإصابات على مسيرة لاعب كرة القدم، تشافي لاعب برشلونة، تعرض لتمزق في الرباط الصليبي الأمامي خلال تدريب في موسم 2005-2006، مما أبعده عن الملاعب لفترة طويلة، ولكنه عاد في الوقت المناسب للمساهمة في فوز برشلونة بالدوري الإسباني، وكان على مقاعد البدلاء في نهائي دوري أبطال أوروبا ضد آرسنال، غاب تشافي عن الملاعب لمدة خمسة أشهر فقط، وعاد بكامل لياقته لتمثيل منتخب إسبانيا في كأس العالم 2006، واستمر في تحقيق النجاحات مع برشلونة والمنتخب الإسباني.
ولا تقتصر قصص التعافي والعودة القوية على نخبة اللاعبين الأوربين فقط، بل تشمل أيضًا لاعبي الأندية المحلية والهواة الذين يظهرون نفس القوة والتصميم على العودة، فمع التأهيل الصحيح، يمكن لأي لاعب أن يعود إلى الملاعب بشكل أقوى، لكن الدعم النفسي والمعنوي يلعب دورًا حاسمًا في سرعة وفعالية التعافي.
محمد محمود
تأثر الإصابات على مسيرة لاعب كرة القدم، محمد محمود، لاعب وسط النادي الأهلي المصري أيضًا، يعتبر من اللاعبين الذين عانوا بشكل كبير من تكرار الإصابات، ففي يناير 2019، تعرض لقطع في الرباط الصليبي خلال مباراة مع الأهلي، وبعد تعافيه بوقت قصير، تعرض لنفس الإصابة مجددًا، مما أدى إلى ابتعاده عن الملاعب لفترة طويلة.
محمد محمود كان يُنظر إليه كموهبة صاعدة في خط الوسط قبل أن تعرقل الإصابات مسيرته.
أكرم توفيق
تأثر الإصابات على مسيرة لاعب كرة القدم، تعرض أكرم توفيق، لاعب النادي الأهلي المصري، للإصابة بقطع في الرباط الصليبي مرتين متتاليتين، الأولى أثناء مشاركته مع المنتخب الوطني المصري في مباراة أمام نيجيريا ضمن كأس الأمم الأفريقية في يناير 2022، والثانية في ديسمبر من العام نفسه خلال إحدى التمرينات، أكرم توفيق يُعتبر من اللاعبين الواعدين في خط الوسط، وكان له دور بارز مع الأهلي في البطولات المحلية والقارية
تأثر الإصابات على مسيرة لاعب كرة القدم، تشير الأبحاث إلى أن الدعم الاجتماعي الذي يتلقاه اللاعبون من الأهل والأصدقاء والجماهير يؤثر بشكل إيجابي على فترة إعادة التأهيل، حيث يعزز الثقة بالنفس ويقلل من الشعور بالعزلة أثناء فترة الغياب.
أصبح علم النفس الرياضي جزءًا مهمًا في علاج الإصابات، حيث يساعد اللاعبين على مواجهة الضغوط النفسية والصدمات التي قد تنتج عن الإصابات الخطيرة، ومع الرعاية الطبية المناسبة والتأهيل الشامل والدعم النفسي، يمكن للاعبين العودة إلى مسيرتهم الرياضية بنجاح وتحقيق المزيد من الإنجازات. الإصابات ليست نهاية المطاف، بل قد تكون بداية جديدة مليئة بالإصرار والتحدي. هذه القصص الملهمة تعطي الأمل لكل من يواجه إصابة، وتعلمنا أن العزيمة والإرادة يمكنهما تحقيق المستحيل.
