قصة "حنظلة" الذي خلد ذكرى المغدور الفلسطيني ناجي العلي
تتجدد أحزاننا مرة كل عام، بالتحديد يوم 29 أغسطس من كل عام، مع إحياء ذكرى ناجي العلي رسام الكاريكاتير الفلسطيني، الذي قُتل غدرا ضربا بالرصاص في 1987.
"حنظلة" ابن العاشرة.. حافي القدمين
لقى الرسام الفلسطيني المعروف بـ "حنظلة" حتفه في يوم 22 يوليو من عام 1987، إذ أُطلق عليه الرصاص، في محاولة لقتله، ليظل شهرا يتلقى العلاج، حتى يرحل يوم 29 أغسطس عن عمر ناهز 51 عاما، تاركا خلفه عشرات الأطفال مثل "حنظلة" الطفل الفلسطيني الذي أدار وجهه عن العالم كله.
عُرف ناجي العلي رسام الكاريكاتير الفلسطيني بشخصية الطفل حنظلة، وهي الشخصية الأشهر في تاريخه الإبداعي، والتي رسمها تعبيرا عن رفضه لما يحدث بفلسطين بلده وبلاد العرب عموما.
فقام برسمه طفلا في العاشرة من عمره، معبرا عن نفسه عندما كان طفلا عندما أجبر على ترك فلسطين، فسافر إلى لبنان، وملابسه المرقعة وقدميه الحافيتين دلالة على الفقر الذي كان يعانيه، أما عقد اليدين خلف الظهر وظهوره معطي ظهره للقارئ دلالة على رفضه للحلول الخارجية.
كان حنظلة هو الراعي الرسمي في مختلف المناسبات السياسية، إذ يظهر ليكون بمثابة إمضاء الرسام ناجي العلي على بعض الإنتهاكات التي تحدث في حق العرب، فظهر في أكثر من مرة يرمي الحجارة تعبيرا عن أطفال الحجارة، كما ظهر يكتب على الحائط.. ليتحول بعد ذلك لرمز للهوية الفلسطينية والتحدي خاصة بعد رحيل "ناجي العلي".
حنظلة وناجي العلي.. من فلسطين إلى فلسطين
ولد حنظلة رمز التحدي بولادة رسامه الفلسطيني ناجي العلي، في قرية الشجرة قضاء الجليل 1936، وبعد حرب 1948 رحل العلي ضمن جماعات اللاجئين، ليعيش وأسرته في مخيم عين الحلوة في لبنان.
ليكبر في فقر ولجوء وتشرد في الوقت الذي نمى فيه الوعي السياسي بحقوقه كإنسان عربي قبل أن يكون فلسطيني، وشارك في المظاهرات واعتقلته السلطات الإسرائيلية، كما أعتقل في لبنان بسبب نشاطه السياسي، وفي المعتقل طور موهبته في الرسم على الزنزانة وبعد خروجه إلتحق بمعهد الفنون اللبناني لفترة.
ساعده الكاتب غسان كنفاني على نشر 3 أعمال فنية له في مجلة "الحرية" اليسارية الفلسطينية عام 1961.
تهديدات بالقتل وحنظلة يرد
استمد الرسام "ناجي العلي" رسومه الكاريكاتيرية من هموم الشارع الفلسطيني، فدافع عن وطنه وعن كرامة العرب، الأمر الذي عرضه لتلقي التهديدات بالقتل، وبالفعل قُتل في لندن عام 1987، ومازالت عملية قتله يكتنفها الغموض.
وكان قد كشف "ناجي العلي" أن حنظلة ابن العشرة أعوام هو نفسه ناجي العلي الذي ترك فلسطين في نفس العمر، وأنه سيظل ابن العاشرة حتى يعود إلى فلسطين.
ماذا قال "حنظلة" أشهر شخصية رسمها الفلسطيني ناجي العلي؟
"عزيزي القارئ اسمح لي أن أقدم لك نفسي..
أنا وأعوذ بالله من كلمة أنا..
اسمي: حنظلة
اسم أبي مش ضروري
أمي.. اسمها نكبة
وأختي الصغيرة فاطمة..
نمرة رجلي: ما بعرف لأني دايماًً حافي..
تاريخ الولادة: ولدت في 5 حزيران 67
هويتي: أنا مش فلسطيني، مش أردني، مش كويتي، مش لبناني، مش مصري، مش حدا..الخ، باختصار معيش هوية ولا ناوي اتجنس.. محسوبك إنسان عربي وبس..
