الإثنين 16 سبتمبر 2024
الايام المصرية
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى

حتى إن أطاعتني يدي لن يطاوعني القلم.. وابي ان يكون له سلاح، ولم يكن ايضا لي سلاح في غربتي التي عشتها لسنوات في صحراء مدينة الغردقة الجرداء اينا ذاك .. كان قلبي يرتجف خوفا مما ينتظرني مابين ظلام الليل الدامس وحده لم اعتاد عليها... حتى وهبني الله الكلمة لتكون ونس.. أقسمت ان احافظ عليها ولا استخدمها في جلب  منفعة شخصية ولكن جاءتني عديد من الفرص، مثلي مثل غيري،  لبيع الكلمة للتربح من مدح أو ذم.. لكني رفضت واكتفيت بمدادها وإن كانت ضعيفا

فمردود أن تسخر قلمك للناس يعطيك شعور بالأمان والطمأنينة ويزيدك قناعة بما قسم الله لك من رزق وإن كان قليل.

في رحلة الحياة الطويلة، عاصرت الكثير من المواقف التي يحكى عنها.. تذكرت منها الآن خلافي الأشهر مع مسؤول.. طلبت منه تخصيص شقة سكنية لأيتام الثلاثة كانوا " اطفالا قصر"  فقدوا والديهم الاثنين،  ولم يعد لهم مكان يأويهم.. هرعت إلى ذاك المسؤول استنجد به ووعدني بتخصيص الشقة السكنية لهم إلا أنه نكص وعده وترك ثلاثة أيتام لقدرهم في الحياة دون عابئ يأويهم ويحميهم من غدر زمانهم،  ثم تجنبني هذا المسؤول  حتى انه بلكني "حظر" من علي هاتفه، ربما لكي أتذكر الحكاية التي لم تفارقني.. 
وبعد شهور وكطبيعة مهنتي مطالب أنا بذكر اسم وتغطية اخباره عن تطويره للطرق والحجر وحينما شرعت في كتابة الخبر عصاني قلمي وصن لساني عن الكلام وحدثني قلبي قائلا،  "البشر أولى من الحجر".. عن ماذا ستكتب.. عن ظلمه للأيتام حتى لو تمكنت من خداع يدك.. كيف تستطيع أن تخدع قلبك وعينك التي رأت..فابي قلمي ان يكتب، وحدثني ضميري المهني قائلا .. إياك أن تكتب عنه وإنما عليك ان تكتب عن اليتامى والثكالى والضعفاء.. وضعت قلمي وتذكرت الرسول وهو يشير باصبعيه الوسطى والسبابة وهو يقول انا وكافل اليتيم  كهاتين في الجنة.. فليشهد الله وبحقك يا رسول الله وأنا وهذا المسؤول الي ان نلتقي امام الله ..خصمين.

تم نسخ الرابط