مهندس مصري يبتكر طريقة لتوفير 35% من مياه الري.. ونجاح التجربة الأولى بالعاصمة الإدارية
لا يخفى على أحد ما تمر به مصر من أزمة في المياه، منها ارتفاع درجات الحرارة خاصةً خلال فصل الصيف، وقامت الدولة بوضع عدة قوانين وحلول لمواجهة تلك المشاكل، مثل: "زراعة نسبة من المدن الجديدة بالمسطحات الخضراء والحدائق التي تساعد على تقليل درجه الحرارة وتنقيه الهواء وزيادة نسبة الأكسجين"، فكان يتم ري تلك الزراعات بمياه النيل وهذا توجه خطأ تم تداركه، بإصدار قانون يمنع ري نباتات الزينة بمياه الشرب، وبالتالي أصبح المتاح لري نباتات الزينة المياه المعالجة فقط، والبحث عن أي حلول غير تقليدية وابتكارات تعمل على توفير استهلال المياه في عملية الري.
في البداية يؤكد مهندس الري واللاند سكيب سعد جمال، في تصريحات خاصة لموقع الأيام المصرية، أن هناك مشكلة كبيرة نتيجة وجود عجز كبير في المياه في أماكن كثيرة، ومنها الأماكن المزروعة بنباتات الزينة وتأثر معظم النباتات في أغلب أنحاء الجمهورية، هي نقطة الانطلاق ومحور تفكيري من أجل التوصل إلى طريقة جديدة تساعد على تقليل كمية المياه المستخدمة في ري النباتات، واستخدام المياه المتوفرة في ري النباتات وحمايتها من العطش.
ولكن هل تكفي المياه المعالجة لري كل نباتات الزينة في الجمهورية؟
بدأت التجربة بري المسطح الأخضر المزروع بـ "النجيل" في العاصمة الإدراية الجديدة
وأضاف “جمال” أن عملية الري تعتمد على عدة عوامل ومع بداية تطبيق تجربة الري المسطح الأخضر المزروع بـ "النجيل"، تم تطبيق تلك العوامل ثم متابعة نتائج التجربة العملية بعد عام، حيث تم تنفيذ التجربة على مساحة معلومة، وخلال عام كامل يتم متابعة نتائج التجربة يوميًا، ومع نهاية التجربة كان المسطح بأفضل حال طوال العام، وتم توفير نسبة "35%" من كمية المياه المستخدمة في الري، وتم تنفيذ التجربة بتحديد مجموعة من المسطحات، داخل العاصمة الإدارية الجديدة حيث يوجد بها المساحة العظمى لـ "اللاند سكيب" في مصر، والتي تصل إلى نحو نسبة 40% من المساحة الإجمالية للمدينة مساحات خضراء، لذلك تم تطبيق هذه التجربة بالعاصمة الإدارية الجديدة.
في بداية التجربة تم تحديد النقاط التي سيتم العمل عليها في عملية الري للمسطح الأخضر، بمتوسط 12 لتر للمتر المربع صيفًا، و8 لتر للمتر المربع شتاءً، وتطبيق نظام ري يعتمد على العوامل من "درجة الحرارة - الرياح - الرطوبة - نوع التربة"، استطعنا بالفعل خفض كمية المياه من 12 لتر صيفًا لـ 8 لتر صيفًا، ومن 8 لتر شتاءً لـ 5 لتر شتاءً.
وبالنسبة لنوع التربة، فالتربة عامل رئيسي في عملية استهلاك المياه، من حيث نفاذية التربة للمياه ومدى تماسك حبيبات التربة واحتفاظها بالمياه، ومده تشبع التربة والوصول لسعة التشبع ومدة السعة الحقلية، لأن كل نوع من التربة له برنامج خاص بها.
وقال سعد جمال: درجة الحرارة عامل هام جدًا ومؤثر في عملية الري، حيث أن غالبية عملية "فقد المياه" تتم إما نتيجة بخر المياه من التربة، أو البخر من خلال سطح النبات حيث يظل النبات يفقد المياه من سطحه، من أجل الحفاظ على درجة حرارته، وتسمى عملية البخر علميًا بعملية "النتح" حتى يصل إلى مرحلة العطش، ولذلك تم متابعة وتسجيل درجة الحرارة يوميًا خلال تنفيذ التجربة على مدار العام.
وتعد سرعة الرياح أيضًا من ضمن العوامل الهامة، التي تؤثر بشكل كبير على عملية فقد المياه وإصابة النبات بالعطش، وقد تم اعتماد سرعة الرياح في منطقة تنفيذ التجربة من خلال محطة الأرصاد الجوية بشكل يومي طوال فترة تنفيذ التجربة طوال العام.
وأشار مهندس الري واللاند سكيب، أن الرطوبة تلعب دورًا همًا في عملية الري بالنسبة للنباتات، حيث قمت باحتساب نسبة الرطوبة في منطقة تنفيذ التجربة في العاصمة الإدارية، مع قيام نسبة ملوحة التربة وعملية التسميد وملوحة المياه ودرجة النقاء، لأن هذه العوامل هامة ولا يستهان بها ومدى تأثيرها الإيجابي على صحة النبات.
ويلعب وقت ري النبات ومدته دورًا أساسيًا في حياة النباتات التي تم تنفيذ التجربة عليها، فهذا العنصر من أهم العناصر التي ساعدت في عملية توفير مياه الري، بدليل أن تنفيذ عملية الري خلال فترة الليل أفضل من الري خلال فترة النهار، ويقلل كمية المياه المستهلكة، وأيضًا كمية المياه التي تم استخدامها في عملية الري التي يحتاج إليها النبات.
وأوضح “جمال”، أن هناك عوامل أخرى تؤثر أيضًا على عملية الري للنبات، من خلال تحديد نتائج كل عنصر وعليه تحديد كميات المياه المضافة، حيث تم العمل على كل عنصر وتحديد العناصر التي يحتاج إليها النباتات قبل البدء في تنفيذ التجربة، وذلك من أجل تحقيق الهدف من التجربة والوصول إلى النقاط المطلوبة، وتقليل كمية المياه التي يتم استخدامها في ري المسطح الأخضر لنباتات "النجيل"، بما لا يؤثر على النبات، حيث يتم استخدام 5 لترات مياه في فضل الشتاء بدلًا من 8 لترات، و8 لترات من المياه في فصل الصيف بدلًا من 12 لتر مياه كل يومين.
وأكد “جمال” أنه تم العمل على كل عنصر وتحديد ما يلزم للنبات بناء على كل عنصر للوصول للنتيجة المطلوبة وهي تقليل كمية المياه للمسطح الأخضر(النجيل) بما لا يؤثر على النبات فالمتوسط وتم بالفعل تحقيق النتيجة المطلوبة على مدار العام في العاصمة الإدارية الجديدة، وأكدت النتائج استمرار النجيل "الأخضر" بوضعه دون حدوث أي تأثير أو تغيرات، وأعطى النتائج التي تم القيام بتنفيذ التجربة من أجلها، وهي خفض "كمية المياه المضافة مقابل الحفاظ على مستوى وجودة المسطح" حيث تم خفض كمية المياه المستخدمة في عملية الري إلى 35%، ويمكن تنفيذ هذه التجربة الناجحة، التي تم تطبيقها في العاصمة الإدارية الجديدة في جميع محافظات الجمهورية، من خلال تبنيها في وزارة الزراعة، من أجل توفير نسبة أكثر من 35 % من المياه المستخدمة في الري.
