الإثنين 16 سبتمبر 2024
الايام المصرية
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى

لم يعد يخفى لاي عاقل بالغ الفهم السياسي ان قناة الجزيرة مشارك بدور اساسي في تضخيم حجم المقاومة المسلحة حماس، وباقي الفصائل الأخري وإعطائها حجم أكبر من حجمها بكثير وتصويرها علي أنها جيش عسكري منظم وذو قدرات عسكرية عالية علي غير الحقيقة ،فهم شباب لا يتجاوز عددهم بضع المئات ومعهم تسليح بدائي  مما يعطي إنطباعا زأئفا عن ضخامة المقاومة وحجمها ، والهدف تنفيذ اهداف اسرائيل في قطاع غزةعبر تضخيم المقاومة مما يعطي زريعة لجيش الاحتلال بتدمير القطاع.

 واليوم  بعد أن انتهت من تدمير غزة بدات تتوجه انظارها نحو الضفة الغربية لتدميرها كما قطاع غزة،فقناة الجزيرة تقوم بجلب محللين سياسيين هدفهم فقط تضخيم المقاومة فضلا عن أن هناك محللين عسكريين يظهرون علي الجزيرة ولا يفقهون شيء بالعلم السياسي او العسكري، واغلب اسماء المحللين الذين يخرجوا للجزيرة متفق عليهم أمريكيا واسرائيليا وهم من المتعاونين مع اسرائيل وتم تجنيدهم لهذه المهمة.

فهم ملتزمون بتعليمات الجيش الاسرائيلي بتضخيم صورة المقاومة وإظهارها بأنها من تقوم بالهجوم علي الجيش الإسرائيلي، وظهور فيديوهات علي الجزيرة تظهر أن المقاومين هم من يقتلون الإسرائيليين وليس العكس، والجيش الأسرائيلي دوره فقط الدفاع وصد الهجوم  علي غير الحقيقة، مما يمنع  تأليب الرأي العالمي الخارجي ضد إسرائيل  بحيث يتم الاشارة ان المقاومة هي من تشتبك مع اسرائيل وليس العكس في ان الاحتلال هو الذي يقوم بتدمير الشعب الفلسطيني.

ان قناة الجزيرة لم تكن شفافة في نقلها الحدث فالجزيرة لا يهمها سوي الشهرة والفتنة على حساب الدم الفلسطيني، ومحلليها لو كانوا وطنيين لما خرجوا على هذه القناة المشبوهة المنشأ إسرائيليا وامريكيا ،فالجزيرة تستغل أن الشعوب عاطفية يجذبها الفيديوهات وصوت التكبير والتمجيد وتضخيم شباب لا يتعدى اعدادهم بالعشرات،وإظهارهم  علي انهم جبش عرمرم،  والنتيجة أن غزة سقطت وتم تدميرها وتهجير سكانها ولكن نتنياهو مصمم على احكام سيطرته على غزة كليا وانهاء حماس كليا وتم تدمير قطاع غزة بالكامل وتهجير سكانه.

فدور الجزيرة هو تضخيم الامكانيات العسكريه لحركة حماس واعطائها اكبر من حجمها، عن طريق نشر فيديوهات لأطلاق الصواريخ الهوائيه من قطاع غزه علي إسرائيل والتي لا تسمن ولا تغني من جوع وهي صواريخ للشو الاعلامي اكثر منها  تأثيرا علي أرض الواقع ،فرغم كم الصواريخ التي أطلقت من قطاع غزه علي إسرائيل لم نسمع عن اصابات تذكر او حتي وفيات ،وكلها صواريخ إما يتم تفجيرها في السماء او تسقط في أماكن خاليه باستثناء بعض المشاهد لبيوت تم حرقها نتيجة هذه الصواريخ  وهي لزوم الحبكه الدراميه والهدف من كل هذا تضخيم إمكانيات حماس العسكريه غير الحقيقيه لإيجاد المبرر لإسرائيل لتدمير قطاع غزه وتهجير سكانه خارج القطاع وهذا هو الهدف الحقيقي لكن القضاء علي حماس هي الذريعه لتحقيق هذا الهدف.

فهل من المعقول أن تكذب قناة الجزيرة ومراسليها ومحلليها على الشعب الفلسطيني والجمهور العربي، فهل تحدثت قناة الجزيرة عن ما يزيد عن 80 مليون دولار دفعها الغزيين لمصر في سيناء من أجل التنسيق للخروج من غزة ،هل تحدثت عن عدد الفلسطينيين اللذين هاجرو منذ بداية الحرب من الضفة الغربية، هل تحدثت عند الدمار الاقتصادي الذي يعيشه سكان الضفة الغربية، هل تحدثت عن عدد الفلسطينيين الراغبين بالهجرة ويبحثون عن مكان يستقبلهم ،هل تحدثت عن الوضع النفسي الذي يعيشه الفلسطينين وأنهم جميعا اصبحوا بحاجة إلى اخصائيين نفسيين بعد الحرب.

هل تحدثت عن أن جندي إسرائيلي  يستطيع ان يغلق بوابات الضفة الغربية ويسجن 2.5 مليون فلسطيني، هل تحدثت عن الردع الذي قامت به اسرائيل منذ اليوم الأول للحرب لسكان القدس وال 48 والضفة الغربية، هل تحدثت الجزيرة عن أن غزة انتهت ولا تصلح للحياة وان الآلاف الضحايا ذهبو بلا ثمن وان معاناة الغزيين تحتاج ملايين الأطباء النفسيين والجسديين لتضميد جراحهم ،وان التعليم إنتهي والمستقبل مجهول ولا حماس ولا غزة ولا الفلسطينيون لهم مكان بها.

والان تتجه الجزيرة الي تضخيم الأحداث في الضفة الغربية ،فما يحدث في  المخيمات الفلسطينية في جنين طولكرم  ليس بجديد فمنذ السابع من  أكتوبر حاصرت اسرائيل جميع مدن الضفة الغربية لفترة واعتقالات بالالاف ومئات القتلى  واقتحامات المخيمات منذ سنة ونصف اساسا  اي قبل السابع من أكتوبر ،وبما أن الشعب الفلسطيني  مقسم في تجمعات كنتونية فلا تأثير لاي حدث في أي مكان على اخر فمشاهد الدوريات العسكرية الإسرائيلية هي طبيعية منذ عام  في الضفة الغربية فلماذا فجأه ركزت الجزيرة علي هذه الأحداث واعطتها مساحة إعلاميه كبيرة رغم أنها تحدث منذ عام .

وهاهي اليوم تحرك شباب الضفة بسلاح اسرائيلي يتم تسليمه لنقطة ميته عبر وسيط عميل يتم تسليمه لشباب لا يعي ما يخطط للضفة الغربية وحماس والجهاد الاسلامي يشجعونهم لتحريك الضفة الغربية وينفذون اجندات خارجية  لانهاء وتصفية القضية الفلسطينية، فايران الني قتل علي أرضها أسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس  لن ترد فهي شريكة في قتل هنية وفيلم ايران هو فيلم أمريكي إسرائيلي.

أعتقد ان سيناريو 7 اكتوبر الاستخباراتي الإسرائيلي الأمريكي يعاد وبشكل اخر في الضفة الغربية لاقتحامها وإغلاق بواباتها  وانهاء السلطة الفلسطينيةواتوقع  إقحام الأجهزة الأمنية الفلسطينية بذلك واقتحام مقرات أو مطالبة بالاخلاء ويعاد بذلك دور  قناة الجزيرة في تضخيم المقاومة في الضفة ونضخيم إمكانياتها العسكرية المتواضعة فالجزيرة مهمتها في غزة انتهت فأصبحت الضفة هي المهمة الجديدة وتكرار نفس سيناريو غزة لتدمير الضفة كما غزة.

تم نسخ الرابط