أحكام الحيض كثيرة ومتشعبه، ومنها ما هو واضح ومنها ما هو مختلف عليه، وهو ما جعل الأمر أكثر حيرة عند ملايين النساء الميلمات.
والسؤال الأكثر إلحاحاً: هل الحيض يتسبب في نجاسة ملابس المرأة؟
وهل تلتزم المرأة بتغيير ملابسها ولو لم يصبها دم الحيض ؟
وهل الطهارة بعض الحيض تستلزم تغيير الملابس؟
مجمع البحوث الإسلامية أصدر بياناً شرعياً حول هذا الأمر قال فيه «اتَّفَقَ الْفُقَهَاءُ عَلَى نَجَاسَةِ دَمِ الْحَيْضِ وأنه أذى، حيث قال تعالى عن ذلك: «وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى».
وقد ورد في ِحَدِيثِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: جَاءَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ أَبِي حُبَيْشٍ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: يَا رَسُول اللَّهِ إِنِّي امْرَأَةٌ أُسْتَحَاضُ فَلاَ أَطْهُرُ، أَفَأَدَعُ الصَّلاَةَ؟ فَقَال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لاَ، إِنَّمَا ذَلِكَ عِرْقٌ وَلَيْسَ بِحَيْضٍ، فَإِذَا أَقْبَلَتْ حَيْضَتُكِ فَدَعِي الصَّلاَةَ، وَإِذَا أَدْبَرَتْ فَاغْسِلِي عَنْكِ الدَّمَ ثُمَّ صَلِّي».
كما ورد في الصحيحين عن أسماء رضي الله عنها قالت: جَاءَتْ امْرَأَةٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَت: إِحْدَانَا يُصِيبُ ثَوْبَهَا مِنْ دَمِ الْحَيْضَةِ كَيْفَ تَصْنَعُ بِه؟ِ قَالَ : (تَحُتُّهُ، ثُمَّ تَقْرُصُهُ بِالْمَاءِ، ثُمَّ تَنْضَحُهُ، ثُمَّ تُصَلِّي فِيهِ).
وأكد مجمع البحوث في بيانه أن قول النبي صلى الله عليه وسلم: (ثم تصلي فيه) يدل على أن الثوب الذي تمنع فيه الصلاة هو ما أصابه دم الحيض؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم منع من الصلاة في الثوب الذي أصابه دم الحيض.
وهذا يدل على أن طهارة الثوب شرط من شروط صحة الصلاة، وهذا يعني أن الملابس التي لم يصبها دم الحيض تعتبر طاهرة وتصح فيها الصلاة.