قبل ساعات من انتخابات الجديد النصفي تشهد أمريكا صراع سياسي داخلي ، بين الديمقراطيين الأغلبية الحالية، والجمهوريون الذين يوجهون إنذار شديد اللهجة للرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن الذي يدافع عن الديمقراطيين.
انتخابات التجديد النصفي في اامريكا هذه المرة مختلفة تماما ولم يعد معروفا من سيسيطر على الأغلبية في الكونجرس الأمريكي؟
هل سيستعيد الجمهوريون ما فقدوه؟ أم سيواصل الديمقراطيون مسيرتهم؟ هل هناك تدخل روسي في مسيرة انتخابات أمريكا ؟
كل هذه التساؤلات وغيرها تسبق انتخابات التجديد النصفي التي تشهدها الولايات المتحدة الأمريكية غدًا الثلاثاء 8 نوفمبر 2022.
صراع داخلي وانتخابات تحدد مصير الرئيس القادم
وفي ظل ما تشهده أمريكا من ارتفاع كبير بمعدلات التضخم على مدار العقود الأربعة الماضية، يتوجه الناخبون إلى التخلص من خلفته هذه الأزمات من إحباط، وكشفت استطلاعات الرأي الأخيرة تقدم الجمهوريين في سباق الانتخابات، بينما جاء الديمقراطيون يدافعون عن موقفهم.
وتأتي أهمية انتخابات التجديد النصفي للكونجرس الأمريكي من أنه ينظر إليها على أنها استفتاء على الرئيس الحالي.
أهمية ولاية بنسلفانيا للحزبين الديمقراطي والجمهوري
وللمرة الأولى شهدت ولاية بنسلفانيا “الحاسمة” قرارًا نادر حدوثه، إذ توحد الرئيس الأمريكي الحالي وأسلافه الاثنين، دونالد ترامب وباراك أوباما، على رأي واحد ورسالة واحدة، أمام الناخبين، حيث حثوا كافة السياسيين والناخبين بالولاية علي استمرار بايدن .
ويتنافس المرشحون من الحزبين “الديمقراطي والجمهوري” على نحو 435 مقعدا بـ”النواب”، فيما يتنافسون على 35 مقعدا فقط بـ”الشيوخ”.
وفي مؤتمر انتخابي بولاية بنسلفانيا خلال عطلة نهاية الأسبوع، كان لظهور الرئيسين الأمريكيين الحالي بايدن والأسبق أوباما صداه الواسع، حيث ألقيا الضوء على أهمية بنسلفانيا، خاصة وأن فوز ترامب بأغلبية الأصوات بهذه الولاية من أبرز العوامل التي ساعدته على الفوز بمقعد الرئاسة الأمريكية في 2016، لكن الوضع تغير في 2020، حيث عم الشعور السلبي تجاه السياسات الليبرالية والبراجماتية بالمراكز الحضرية، مما أعاد الولاية للديمقراطيين وبالتالي حصد بايدن أغلبية الأصوات بالولاية ذاتها.
ماذا قال بايدن في مؤتمر بنسلفانيا الانتخابي؟
أعرب بايدن خلال حديثه بمدينة فيلادلفيا السبت الماضي، عن دعمه الكامل للمرشح الديمقراطي للكونجرس جون فيترمان “53 عامًا”، والمرشح الديمقراطي لمنصب حاكم الولاية جوش شابيرو، محذرًا الناخبين من الفشل في استعادة الديمقراطيين الأغلبية بمجلسي الشيوخ والنواب، والذي سيؤدي إلى تداعيات سلبية منها فرض قيود صارمة على الحق في الإجهاض وأيضًا خفض الإنفاق على الرعاية الصحية.
أمريكا على صفيح ساخن
وعلى الرغم من تحذيرات بايدن إلا أن شعبيته تراجعت لـ40%، بحسب أحدث استطلاعات الرأي، حيث أصبح أدائه مصدر انتقاد كبير بين الجمهوريين، في ظل حالة القلق السائدة إزاء ارتفاع التضخم وحمل السلاح بالولايات المتحدة، هذا إلى جانب قضية الهجرة.
ومن جانبه، أعلن باراك أوباما في كلمته التي تلت كلمة بايدن مباشرة دعمه الكبير للديمقراطيين، مؤكدًا أن لحقيقة، والحقائق، والمنطق، والعقل، وقواعد اللياقة الأساسية، حاضرة في ورقة الاقتراع، والديمقراطية نفسها في ورقة الاقتراع.
ترامب يطالب بالإطاحة بالديمقراطيين
أما الرئيس السابق ترامب، ومن مدينة لاتروب في ولادية بنسلفانيا، فقد حذر الناخبين من تداعيات استمرار الديمقراطيين في سدة الحكم، على ارتفاع معدلات الجريمة وتزايد الهجرة غير الشرعية، ودعا كل من يريد الأمن والسلامة لأسرته ووقف الدمار الذي تتعرض له البلاد، بتوجيه صوته للإطاحة بالديمقراطيين من مناصبهم، والتصويت لصالح الجمهوريين.
وخلال كلمته كانت هناك تلميحات لإمكانية ترشحه للرئاسة مجددًا في انتخابات 2024، على الرغم من مزاعمه المتواصلة بشأن ممارسات التزوير في النظام الانتخابي الأمريكي.
هل تتدخل روسيا في الانتخابات الأمريكية؟
وفي ظل الصراع الداخلي الأمريكي الجاري، عشية انتخابات التجديد النصفي، تتزايد التساؤلات بشأن حقيقة التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية، وردًا على هذا جاء تأكيد فياتشيسلاف فولودين رئيس مجلس الدوما الروسي، بأن روسيا ولن تسمح بالتدخل في شؤون بلادها الداخلية، ولا تتدخل بشؤول الدول ذات السيادة.
وعن السياسية الروسية، أكد البرلماني فولودين عبر قناته على “تيلجرام”، أن التدخل في الشؤون الداخلية لدول ذات سيادة أمر غير مقبول، ويعد جزء لا يتجزأ عن سياسية بلاده، مضيفًا أن الاتهامات الأمريكية الجديدة مجرد محاولة من الديمقراطيين، لتبرير هزيمتهم بانتخابات الكونجرس المرتقبة غدًا الثلاثاء.