مع إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بقرار التعبئة الجزئية للجيش، اليوم الأربعاء، شهدت أسعار النفط ارتفاعًا بأكثر من 2%، كما سجل سعر الدولار قفزة كبيره أمم العملات الأخرى، وتراجعت أسهم أوروبا وارتفعت أسعار النفط بأكثر من 2%.
وأعلن الرئيس فلاديمير بوتن، اليوم الأربعاء، قراراً بتعبئة العامة العسكرية جزئيا في روسيا، على أن تبدأ اعتبارا من اليوم، وذلك على خلفية الحرب في أوكرانيا، حيث مني الجيش الروسي أخيرا بخسائر كبيرة.
وأضاف بوتن في خطاب موجه للشعب الروسي: “نواجه اليوم القوات الأوكرانية والماكينة الكبرى للناتو، وبالتالي يجب أخذ القرار لحماية أرضنا ووطننا وسيادتنا”، وأمر بوتن الأربعاء بأول تعبئة للجيش في بلاده منذ الحرب العالمية الثانية، وأنذر الغرب من أنه إذا واصل ما وصفه بأنه “ابتزاز نووي” فإن موسكو سترد بقوة كل ترسانتها الضخمة.
قفزة كبيره بأسعار الدولار
وشهدت أسعار الدولار ارتفاعًا أمام العملات ليسجل أعلى مستوى له في عامين، وذلك بعد تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتن بشأن التعبئة العسكرية واتهاماته للغرب الأسواق قبل رفع مرجح حاد في أسعار الفائدة من المركزي الأميركي.
وقدمت تلك الأنباء لمؤشر الدولار دفعة قوية، وهو المؤشر الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل سلة من كبرى العملات المنافسة، إذ ارتفع بأكثر من 0.5 بالمئة إلى 110.87 وهو أعلى مستوى منذ 2002.
ووقع عبء البيع بسبب تلك الأنباء على العملات الأوروبية إذ فاقمت تصريحات بوتن من المخاوف المتعلقة بآفاق الاقتصاد بالنسبة لمنطقة تعاني بالفعل من تبعات تقليص روسيا لإمدادات الغاز.
وتراجع اليورو لأدنى مستوى في أسبوعين مسجلا 0.9885 دولار على مقربة من أدنى مستوى في عقدين الذي وصل له في وقت سابق هذا الشهر، وهبط اليورو في أحدث تداولات بنسبة 0.6 بالمئة مسجلا 0.9912 دولار.
ونزل الإسترليني 0.4 بالمئة مسجلا مستوى منخفضا جديدا هو الأدنى في 37 عاما عند 1.1304 دولار حتى قبل تصريحات بوتن، وارتفع مؤشر الدولار حتى الآن هذا العام 16 بالمئة وفي طريقه لتسجيل أكبر زيادة سنوية منذ عام 1981. ويقول محللون إن أجواء الغموض الجيوسياسي المتنامي تزيد من قوة الدولار.
ووصل الدولاران الأسترالي والنيوزيلندي أيضا اليوم لأدنى مستوياتهما في سنوات. وسجل الدولار الأسترالي 0.6655 دولار، وهو أدنى مستوى منذ يونيو 2020، بينما هبط الدولار النيوزيلندي إلى 0.5877 دولار وهو أقل مستوى منذ أبريل 2020.
النفط فوق 93 دولار للبرميل
سجلت أسعار النفط، ارتفاعًا كبيرًا بأكثر من 2 %، وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 2.66 دولار أو 2.9 بالمئة إلى 93.28 دولار للبرميل بحلول الساعة 0738 بتوقيت غرينتش بعد أن تراجعت 1.38 دولار في اليوم السابق، وزادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 2.42 دولار أو 2.88 بالمئة مسجلة 86.35 دولار للبرميل.
وأضاف بوتن في خطاب موجه للشعب الروسي: “نواجه اليوم القوات الأوكرانية والماكينة الكبرى للناتو، وبالتالي يجب أخذ القرار لحماية أرضنا ووطننا وسادتنا”، موضحا “إن المواطنين الروس المجندين سيحصلون على وضع خاص وامتيازات عسكرية”.
وقال الرئيس الروسي “أصبح جليا أن الحل السلمي لم يعجب الغرب، حيث حصلت كييف على دعمه لتقويض مقترحاتنا السلمية”.
وتعرضت أسعار النفط لضغوط خلال الأسابيع الماضي، بسبب قوة الدولار وتوقع المستثمرين بقيام البنوك المركزية حول العالم برفع أسعار الفائدة لكبح التضخم.
ومن المرجح أن يرفع الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس أخرى لكبح التضخم. وتلقي هذه التوقعات بثقلها على الأسهم التي غالبا ما تتحرك جنبا إلى جنب مع أسعار النفط. كما ستعقد بنوك مركزية أخرى اجتماعات هذا الأسبوع ومنها بنك إنجلترا.
ويتجه خاما برنت وغرب تكساس الوسيط لتسجيل أسوأ تراجع ربع سنوي بالنسبة المئوية منذ بداية وباء فيروس كورونا بواقع 15 بالمئة، و13 بالمئة على التوالي. وكان خام برنت قد سجل نحو 139 دولارا للبرميل في مارس، وهو أعلى مستوى منذ 2008.
وأظهرت وثيقة من تحالف “أوبك+” أن المجموعة لم تحقق الأهداف الخاصة بإنتاج النفط في أغسطس، بعجز مقداره 3.583 مليون برميل يوميا يمثل نحو 3.5 بالمئة من الطلب العالمي على النفط.
الأسهم تفتح على تراجع اليوم
تراجعت الأسهم الأوروبية عند الفتح الأربعاء بضغط من قرار روسيا إعلان تعبئة جزئية للجيش الذي أضاف لمخاوف المستثمرين المتعلقة برفع البنك المركزي الأميركي أسعار الفائدة للمرة الثالثة في وقت لاحق اليوم.
وهبط المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.3 بالمئة مع انخفاض أغلب قطاعاته الفرعية. وهبط قطاع التكنولوجيا الحساس لأسعار الفائدة 1.2 بالمئة بينما ارتفعت أسهم شركات الطاقة بواحد بالمئة وسط ارتفاع في أسعار النفط بسبب أنباء التعبئة الروسية.
وسجلت أسعار الذهب العالمي، ارتفاعًا مع بداية تعاملات اليوم الأربعاء 21 سبتمبر2022، بعد أن أعلن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتن التعبئة الجزئية للجيش، في قرار أعاد الجاذبية للمعدن الأصفر باعتباره ملاذا آمنا، لكن قوة الدولار وتوقع رفع معدلات الفائدة الأميركية حدا من المكاسب.
وصعد الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.5 بالمئة، مسجلا 1670.57 دولار للأونصة، وارتفعت العقود الأميركية الآجلة للذهب بنسبة 0.6 بالمئة إلى 1680.40 دولار للأونصة.
وقال بوتن إنه قد وقع مرسوما بالتعبئة الجزئية للجيش، على أن يسري اعتبارا من الأربعاء، وقال إنه يدافع عن الأراضي الروسية وإن الغرب يريد تدمير بلاده.
لكن مكاسب الذهب ظلت محدودة، وذلك مع سعي المستثمرين لملاذ آمن في الدولار أيضا، والذي ارتفع لمستوى جديد هو الأعلى في عقدين مقابل سلة من العملات الكبرى، مما يرفع تكلفة الذهب على المشترين من الخارج.
وظل الاهتمام منصبا على قرار السياسة النقدية المنتظر من مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، إذ يراهن المتعاملون على ترجيح بنسبة 81 بالمئة أن رفع سعر الفائدة سيتم بمقدار 75 نقطة أساس أخرى بينما هناك احتمال بنسبة 19 بالمئة أن تكون الزيادة بنقطة مئوية كاملة، وعلى الرغم من أن الذهب يعد ملاذا استثماريا آمنا خلال فترات الغموض السياسي والاقتصادي، فإن رفع الفائدة يقلل من جاذبيته لأن الذهب لا يدر عائدا.
وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، ارتفعت الفضة في المعاملات الفورية بنسبة 0.2 بالمئة إلى 19.34 دولار للأونصة، وزاد البلاتين 0.3 بالمئة إلى 924.56 دولار، بينما تراجع البلاديوم 0.2 بالمئة إلى 2163.75 دولار.