لم يصدق أهالي إحدى المناطق الهادئة بحي العجوزة المشهد الذي شاهدوه بأعينهم، عندما أقدم طفل على إلقاء شقيقه الأصغر من الطابق الثامن؛ ليرتطم بالأسفلت ويسقط صريعًا في الحال.
كانت الساعة تشير إلى العاشرة مساءً عندما استمع الأهالي إلى صوت ارتطام بالأرض وتعالت الصرخات بمجرد مشاهدتهم لطفل يبلغ من العمر عامين جثة هامدة وغارقًا في بركة دماء، رفع الجيران رؤوسهم لمعرفة ماذا حدث وبدأت الأسئلة تتبادر إلى أذهانهم: هل كان الطفل يلهو داخل الشرفة وسقط عن طريق الخطأ؟، أم حملته والدته بصورة خاطئة فسقط منها؟.
لم تمضي دقائق، وشابت رؤوس الجيران بعدما شاهدوا الشقيق الأكبر للطفل متطلعًا إليهم بوجه ثابت؛ لتتعالى الصرخات في الحي الهادئ، ويهرول بعضهم لإحضار قطعة قماشية لإخفاء المشهد البشع الذي حرم الجيران من النوم.
ظهرت الأم في الشارع بعد سقوط رضيعها بدقائق وانتابها ذهول من هول ما رأت، وظلت تصرخ وتلطم خديها مرددة كلمات غير مفهومة لمحاولة إيقاظ الصغير الذي ابتعد عن عيناها لدقائق معدودة.
مضت ليلة سوداء على الأم، لتظهر في اليوم التالي أمام جهات التحقيق، بدموع لا تجف، لتفجر مفاجأة أمام جهات التحقيق أن ابنها الأكبر صاحب الـ13 عامًا مصاب بالصرع وفرط الحركة، مؤكدة أن ابنها أصيب بحالة نفسية وحمل شقيقه الأصغر وألقاه من الشرفة.