بينما كانت تجلس الأم فاطمة تدعوا لأبنها وفلذة كبدها بالهداية وصلاح الحال، كان هو جالس يفكر فى كيفية التخلص من أمه وانهاء حياتها، لم ينظر الأبن العاق لسنوات الشقاء و التعب و التضحيات التى قدمتها له الأم المسكينة، سلم نفسه للشيطان يتلاعب به كما يشاء و يكون اداة له لتنفيذ جريمة بشعة تهتز لها القلوب.
بدأت الحكاية داخل أحدي القري الهادئة بمركز كفر شكر فى القليوبية، يعيش “محمود.ص” صاحب الـ 23 عام من العمر داخل منزل والده برفقة والدته وعمته وجدته لوالدة، قد يبدو من الوهلة الأولي أن تلك العائلة الصغيرة تعيش فى حب و راحة بال، فالابن مزارع، و الأم تمتلك منزل، ولكن فى حقيقية الأمر عكس ذلك تماماً، فالابن طلب من والدته شقة فى منزلها، ليتزوج فيها، رفضت الأم فضلت تأجيرها من أجل تحسين الدخل، فجن جنونه وكأنه صاحب حق أصيل فى هذا المنزل، لم ينظر الابن العاق لرغبة أمه، فكل ما يدور فى ذهنه هو مصلحته فقط .
قرر الابن العاق ان يرث أمه وهي على قيد الحياة، وأن منعت ورفضت طلبه سينهى حياتها و يكون وريثها، وبالفعل بدأ عقد النية على الجلوس معها و الحديث حول نفس الموضوع والحصول على شقة داخل منزلها .
الابن العاق
انطلق الابن و أحضر عمته و جدته لوالده للحديث و الحصول على الشقة، ولكن فى تلك الجلسة كان يجلس بجسده وتفكيره يدور حول كيفية ارتكاب الجريمة أن رفضت كالعادة، بالفعل رفضت الأم ليقوم الابن المجرم، بالمشاجرة مع والدته ويحاول التعدي عليها بالضرب، واجبارها على الموافقة، حاولت العمة و الجدة السيطرة على الموقف، ولكن كان الابن العاق أسرع مما يتخيلوا، فأخرج سلاح ابيض من ملابسه “مطواه” وسدد طعناته لأمه المسكينة، لتسقط الأم غارقة فى بركة دماءها، تصرخ قائلة “ليه كدا يا ابنى .. ده انا امك”، لحظات معدودة وكانت الأم تلتقط انفاسها الأخيرة، وهي تنظر لعيون ابنها، تلتقط النفس الأخير فى صعوبة، وهي تردد كلمات غير مفهومة وكأنها تعابته على جريمته .
لحظات معدودة وحاول الابن الهروب من المنزل ولكن نجح الأهالى فى السيطرة عليه، وقاموا بإبلاغ الشرطة، وألقت القبض عليه وبمعاينة موقع الجريمة، تم ضبط سلاح الجريمة المستخدم.
وبعمل التحريات حول الواقعة أكدت وجود خلافات سابقة بين الابن المتهم والمجني عليها، ونشبت على إثرها مشاجرة وقام خلالها بطعن المجني عليها بسلاح ابيض “سكين” أدى إلى وفاتها، قاصدا من ذلك قتلها، كما أنه كان دائم التعدي على المجني عليها بالسب والشتم والضرب .
وبمواجهة المتهم اعترف بجريمته، وبسؤال العمة والجدة اكدوا اعتراف المتهم، ليتم عرضه على النيابة وتحويل اوراق القضية للجنايات التى قضت بالإعدام شنقا للمتهم بقتل والدته وذلك بعد ورود رد فضيلة مفتي الجمهورية وإبداء الرأي الشرعي في إعدامه، وبراءة عمته وجدته المتهمين بنفس القضية .